> بدأ مئات الآلاف من عمال النقل الفرنسيين والمدرسين والموظفين الآخرين إضرابا عاما لمدة يوم واحد أو ساروا في الشوراع امس الثلاثاء لمحاولة إجبار الحكومة على إلغاء قانون جديد خاص بعقود عمل الشبان.

و أغلق برج ايفيل امام الزوار حتى المساء وواجه الركاب تأخير حركة القطارات ومترو انفاق باريس و تأثرت ايضا المطارات من التوقف عن العمل احتجاجا على قانون عقد العمل الاول لرئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان.

وتمسك فيلبان (52 عاما) بخطته لكن هذه المشاركة الكبيرة تزيد من الضغوط عليه لتعديل او سحب القانون كما تزايدت الدعوات لإستقالته من منصبه.

وقال جريجوار دي اوليفييرا الطالب الذي يبلغ من العمر 21 عاما في باريس "اننا نطالب بالسحب الكامل للقانون الجديد. لا يمكن معاملة الناس كالعبيد. اعطاء كل السلطة لأصحاب الاعمال يتجاوز كل الحدود."

ويأمل رئيس الوزراء أن يساعد هذا القانون في الحد من البطالة بين الشبان التي تبلغ نسبتها الحالية 23 في المئة ولكن زعماء النقابات والطلبة يقولون إنه سيكون سببا في ظهور جيل من "العاملين المطرودين" لأنه يسهل إقالة العاملين الشبان دون السادسة والعشرين خلال فترة اختبار مدتها عامين.

وتظاهر عشرات الآلاف من الاشخاص في باريس وقال المنظمون ان 250 الف شخص خرجوا الى الشوارع في مرسيليا حيث حملوا لافتات تقول " لن نستسلم" وكتب متظاهرون على وجوههم عبارة "ضد قانون العمل الجديد".

وقالت النقابات انه في جرينوبل في الشرق تظاهر اكثر من 60 الفا كما تظاهر 40 الفا في بو في الجنوب الغربي.

ووردت تقارير عن اشتباكات معزولة لكن ليس بنفس نطاق العنف الذي شاب مظاهرات الاسبوع الماضي.

ويواجه فيلبان وهو مرشح محتمل في الانتخابات الرئاسية التي تجرى العام القادم اكبر تحد له منذ اصبح رئيسا للوزراء في مايو ايار الماضي.

ويخشى زعماء رجال الاعمال ان تتضرر صورة فرنسا اذا استمرت الاحتجاجات وان تعاني قطاعات الاستثمار والسياحة خاصة لأن الأزمة اندلعت بسرعة بعد اعمال الشغب التي ارتكبها الشبان الغاضبون في ضواحي العاصمة الفرنسية في اواخر العام الماضي.

ورفضت النقابات الاجتماع مع فيلبان لإجراء محادثات اليوم الأربعاء لكنه جدد الدعوة قائلا امام البرلمان انه مستعد للتقديم تنازل بشأن نقطتين متعلقتين بالقانون الجديد هما طول فترة الاختبار وشروط إعطاء انذار مسبق.

وقال امام نواب معارضة ساخرين "هناك وقت مفيد باق فلنستخدمه في الحوار. لكن هناك شيئا واحدا لن اقبله.. هو ان اظل مكتوف الايدي امام البطالة بين الشبان التي لم تتحدثوا ابدا عنها من قبل."

ويواجه فيلبان وهو وزير خارجية سابق ايضا الضغوط من داخل حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية المحافظ الحاكم الذي يرأسه وزير الداخلية نيكولا ساركوزي المنافس المحتمل في سباق الرئاسة عام 2007.

وأيدت المجموعة البرلمانية للحزب امس الثلاثاء اقتراح ساركوزي بالا تندفع الحكومة نحو فرض القانون وان تترك الباب مفتوحا امام المزيد من المفاوضات.

وقالت مصادر وثيقة الصلة بالرئيس جاك شيراك الذي يؤيد فيلبان في هذه الأزمة أنه ألغى رحلة الى شمال فرنسا كانت مقررة بعد غد الخميس بسبب الوضع الحالي.

وتظهر استطلاعات الرأي أن نحو ثلثي الفرنسيين يعارضون القانون ومع ذلك فان الركاب كانوا يشعرون بالاحباط من الاضراب الذي تسبب في تأخيرات كثيرة في حركة القطارات.

وقالت الراكبة الفرنسية باتريسيا في مطار شارل ديجول حيث الغيت عدة رحلات جوية "لماذا يجعلون جميع الفرنسيين يعانون. لا توجد مشكلة في معارضتهم القانون. لكن لماذا يغلقون البلاد كلها بدلا من ان يتفاوضوا.."

وزادت المخاوف من اتساع نطاق العنف بعد حوادث شهدتها باريس الأسبوع الماضي بما في ذلك عمليات النهب والاشتباكات مع قوات مكافحة الشغب وقيام عناصر متشددة بالاعتداء على المتظاهرين من الطلبة. رويترز