> تأسس منتدى «يحيى عمر» الثقافي في عام 1991م، وسمي بهذا الاسم تيمناً باسم الشاعر الفنان ذائع الصيت يحيى عمر اليافعي «أبو معجب» الذي عاش خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين، وعاش متنقلاً بين اليمن ومناطق الجزيرة والخليج والهند، وكان من أوائل رواد الأغنية اليمنية في المهجر وأحد أعمدتها المؤسسين، حيث كان شاعراً وملحناً، وعازفاً ومغنياً، الأمر الذي ساعد في شيوع وانتشار أغانيه التي لا زالت تتردد بأصوات فنانين عديدين في اليمن ودول الخليج وكأنها بنت اللحظة الحاضرة.

وقد أولى المنتدى ومنذ نشأته اهتماماً خاصاً بإحياء ونشر تراث يحيى عمر، الذي يتشرف بحمل اسمه، وأصدر بعد عام على تأسيسه الجزء الأول من «غنائيات يحيى عمر»، وكذا إصدار أعمال أخرى في جوانب المأثور والفلكلور الشعبي اليافعي وتنشيط فرعه في عدن، الذي كان على رأسه الفقيدان علي عبدالله الغلابي وأحمد بو مهدي، وبموتهما توقف نشاط هذا الفرع، فيما أصيب مقر المنتدى الرئيسي في يافع بالجمود، وخاصة بعد حرب عام 1994م، إلى أن استعاد بعض أوجه نشاطه أواخر التسعينات، لكنه ظل معتمداً على النشاط الموسمي والعمل الطوعي لقيادته ومنتسبيه، حتى حظي بدعم السلطة المحلية التي خصصت للمنتدى مقراً ثابتاً، مثّل القاعدة الأساسية لانطلاقة المنتدى نحو آفاق جديدة من نشاطه وبجهود مخلصة ودؤوبة من قياداته وأعضائه ورواده.

وها هو المنتدى اليوم يشهد نقلة نوعية تضعه على أعتاب مرحلة جديدة من العمل المؤسسي المنظم والمدعوم من الدولة، ممثلة بشخص وزير الثقافة الأخ خالد الرويشان، الذي شمل برعايته واهتمامه نشاط منتدى يحيى عمر الثقافي وأصدر منتصف فبراير الماضي قراراً وزارياً اعتمد بموجبه هذا المنتدى كمؤسسة إبداعية تعنى بنشر الثقافة والارتقاء بالمستوى الفكري والمعرفي لأبناء يافع، وحدد مهام واختصاصات المنتدى في:

1- الإسهام في التنمية الثقافية والفنية والأدبية عبر مختلف الوسائل المعرفية والإصدارات الدورية والندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية والقصصية وإقامة معارض للفنون التشكيلية.

2- الاهتمام بالمواهب الشابة في شتى المجالات الإبداعية والفنية.

3- تعزيز التواصل مع مختلف الفعاليات الثقافية والفنية بمحافظات الجمهورية.

واقترن هذا القرار بصدور توجيهات الوزير لإهداء المنتدى مكتبة عامة بكامل أثاثها، وتكون بذلك أول مكتبة عامة في مديريات يافع.

واحتفاءً بهذه المناسبة شهد منتدى «يحيى عمر» عصر الخميس الماضي الموافق 23/ مارس 2006م، أمسية احتفالية فنية وشعرية حضرها مسؤولون في المجلس المحلي وشخصيات اجتماعية وعدد كبير من الشعراء والفنانين الشعبين، الذين جاؤوا من مختلف مناطق يافع وجمع حاشد من المواطنين ورواد المنتدى اكتظت بهم القاعة.

وقد تلا الشاعر محمد منصر الوردي، رئيس المنتدى قرار الوزير وسط ابتهاج وتصفيق الحاضرين، وأعقب ذلك بكلمة قيادة المنتدى، مشيداً فيها بجهود السلطة المحلية في دعم نشاط المنتدى وبجهود كل الشخصيات التي سعت مشكورة للوصول إلى هذه النتائج الطيبة التي توجت بتجاوب وعناية وزير الثقافة. وخلال الأمسية التي امتزج فيها النغم واللحن الجميل بالكلمات الشعرية العذبة تناوب الشعراء والفنانون في تقديم فقرات الحفل، الذي تميز بكثافة المشاركة وتنوعها وتقديم وجوه فنية وشعرية جديدة، وأثناء ذلك وجه الحاضرون رسالة شكر صوتية عبر الهاتف للوزير شخصياً، حيث جدد الوزير دعمه لنشاط المنتدى، ووجهت أيضاً رسالة شكر صوتية للأديب الكاتب فضل النقيب لدوره الملحوظ في مؤازرة وإسناد قيادة المنتدى.

وقد شارك في الأمسية من الشعراء خالد القعيطي، عاطف الجمالي، محمود حسين عسكر، محمد سالم الحنق، نبيل الخالدي، أحمد عوض أبو عارف، حمود عبد المحسن، ناصر محسن الحربي، عبدالقوي الجرادي، محمد بن محمد العقيلي، ومن الفنانين عبدالله أبو حمدي اليافعي، محسن علي بن مسعد، عبدالرحمن ثابت، علي صالح الصلاحي، مدين عبدالرب القعيطي والوجه الجديد عماد بن مسعد.

ومن أجواء الأمسية نختتم بأبيات شعرية للشاعر خالد القعيطي تحمل العرفان بالجميل للوزير الرويشان، الذي شمل المنتدى برعايته ودعمه وفتح بوابة للثقافة في قمم الجبال اليافعية بعد طول انتظار:

قل للرويشان إني قد لبست الخجل

ثوباً ودرعي بفن الشعر درع القتال

لما تجلّى ليافع منك خيط الأمل

وانشأت دار الثقافة في سفوح الجبال

أطلقت فكري ليبحث في بحور الجُمل

عن مرفأ الشكر فاستعصى معيّا الخيال

ولو تمكنت في شعري بوصف العمل

قد يعجز الوصف يا «خالد» بوصف الخصال