مشادة بين لحود والسنيورة في قمة الخرطوم

> بيروت «الأيام» ربى كبارة :

>
الرئيس اللبناني اميل لحود
الرئيس اللبناني اميل لحود
يهدد تفجر الخلافات بين رئيسي الجمهورية والحكومة اللبنانيين اميل لحود وفؤاد السنيورة في القمة العربية بتصعيد الازمة السياسية التي تشل البلاد، كما ينذر بانعكاسات سلبية على مؤتمر الحوار الوطني الذي راهن على دور عربي,وتواجه الرئيسان في الجلسة المغلقة التي عقدت امس الاول الثلاثاء في الخرطوم حول عبارة "دعم المقاومة" التي يمثلها حزب الله الشيعي وتبادلا كلمات حادة وفق ما اكدت مصادر المجتمعين لمراسلي فرانس برس في العاصمة السودانية.

وفي معلومات نشرتها الصحف اللبنانية امس الاربعاء اكدت مصادر الوفد الرئاسي المرافق للحود ان رئيس الجمهورية اعترض على تدخل السنيورة بشان تغيير عبارة تتعلق بالمقاومة.

وقال لحود امام المجتمعين "هذا الموضوع يبحث في لبنان لا في القمة. الوفد اللبناني واحد وليس وفدين. انا رئيس الوفد وانا اتحدث باسم لبنان".

من ناحيته اتهم السنيورة لحود بالسعي لعرقلة الحوار الذي انطلق منذ الثاني من آذار/مارس وتم الاتفاق فيه على العديد من البنود الخلافية لكن ما زال على طاولته بندان لم يحسما هما تنحية رئيس الجمهورية ونزع سلاح حزب الله الذي ينص عليه القرار الدولي 1559.

واعتبر رئيس الحكومة في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي ان لحود اعتمد اسلوب "مزايدة" بهدف "تعطيل الحوار" الذي لا يشارك فيه لحود.

وقال السنيورة ان "من يزايد ويحاول تسجيل النقاط على حساب وحدة اللبنانيين وتضامنهم يهدف في حقيقة الامر الى تعطيل الحوار الجاري بمعزل عنه وبث التفرقة والانقسام".

واوضح ان النقاش تمحور حول فقرة من مشروع قرار التضامن مع لبنان تؤكد ان "المقاومة اللبنانية هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني في تحرير ارضه" وطرح استبدالها لتصبح "التاكيد على حق الشعب اللبناني في المقاومة وفي تحرير ارضه" لان حق الدفاع عن لبنان ليس حصرا على فئة واحدة.

لكن القمة العربية قررت في ختام اعمالها امس الاربعاء ابقاء هذا البند كما ورد في مشروع وزراء الخارجية العرب اي بدون اعتماد اقتراح السنيورة.

وكانت القمة العربية دعت لحود اسوة بسائر قادة الدول العربية الى المشاركة في اعمالها.

لكن السنيورة قرر عشية القمة التوجه الى الخرطوم بسبب "النقص في تمثيل لبنان اذا ما اقتصر الامر على مشاركة لحود".

وجاء قرار السنيورة الذي ينتمي الى الاكثرية النيابية المناهضة لسوريا بعد مشاورات اجراها في كل من السعودية ومصر اللتان تتابعان عن كثب تطورات الوضع في لبنان ونتائج الحوار الداخلي الذي يستأنف الاثنين القادم.

وذكر مصدر دبلوماسي عربي في بيروت حينها ان السعودية ابلغت السنيورة بوجود "رغبة لدى سوريا في التفاهم على المسائل والقضايا التي اثارها لبنان" ونصحته "بالتعاطي الايجابي" مع هذه الرغبة.

من ناحيته استغرب سعد الحريري زعيم الاكثرية النيابية نقل لحود "مزايداته المعهودة الى الساحة العربية".

وقال في تصريح حصافي "الرئيس السنيورة رجل وطني قومي لا يحتاج الى شهادة من احد" مضيفا "لسنا في وارد انتظار شهادات في الوطنية من رجل لا يتورع عن استغلال اي قضية، مهما كانت نبيلة، من اجل هدف وحيد هو البقاء على الكرسي رغم فقدانه الشرعية الدستورية والشعبية منذ مددت ولايته رغم ارادة اللبنانيين".

وقد ظهر خلاف آخر في الخرطوم على تفسير معنى اللقاء الذي جرى على هامش القمة بين السنيورة والرئيس السوري بشار الاسد.

ففي حين اكد المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة ان السنيورة ابلغ الاسد رغبته باجراء اتصالات لزيارة دمشق وان الاسد "رحب بالفكرة متمنيا "ان يجري اعداد جيد لجدول اعمالها" قلل مصدر مقرب من الوفد الرئاسي السوري من اهمية اللقاء مؤكدا انه كان "مجرد مصافحة".

وقد اعربت الصحف اللبنانية الاربعاء عن خشيتها من انعكاسات سلبية للخلاف بين لحود والسنيورة على مؤتمر الحوار الوطني.

وتخوفت "السفير" من انعكاس ما جرى "على مجريات الحوار الوطني والمواضيع التي ما تزال قيد البحث".

اما صحيفة "الديار" فقد تساءلت "هل ينعكس خلاف لحود السنيورة فتستقيل الحكومة ام يبقيها العرب؟".

ونعت "الديار" مؤتمر الحوار الوطني المقرر ان يستأنف اعماله الاثنين المقبل,وكتبت "الحوار الداخلي انتهى وبات جسما ميتا سريريا ولم يعد ينقص الا الاعلان عن الوفاة".

وتحت عنوان "قمة الشرشحة" اعتبرت صحيفة "البلد" ان لبنان تعرض الى "شرشحة سياسية اساءت الى حضوره العربي".

ورأت في ذهاب السنيورة الى الخرطوم "دعسة ناقصة" بسبب غياب الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي عبد الله بن العزيز، معتبرة انهما "وحدهما قادران على انجاح مهمة السنيورة في فتح قناة اتصال مع الوفد السوري".

من جهتها عنونت "النهار": "مشاجرة علنية في جلسة القمة المغلقة: السنيورة يريد المقاومة حقا للعشب عموما ولحود يتحدث حصرا عن مقاومة حزب الله" بينما كتبت "المستقبل" ان "لحود يختتم القمة بمزايدات في المقاومة والسنيورة يعتبرها محاولة لتعطيل الحوار". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى