الكنيسة الكاثوليكية تفرض نفسها في الانتخابات الايطالية

> روما «الأيام» مارتين نواي :

>
الكنيسة الكاثوليكية تفرض نفسها في الانتخابات الايطالية
الكنيسة الكاثوليكية تفرض نفسها في الانتخابات الايطالية
بعد افشالها العام الماضي استفتاء حول مسالة خاصة بالممارسات الاخلاقية في الطب، نجحت الكنيسة الكاثوليكية في فرض نفسها على حملة الانتخابات النيابية الايطالية، اذ باتت تثير اهتمام التحالفين المتنافسين رغم امتعاض الاحزاب العلمانية الصغيرة.

وايطاليا دولة علمانية بموجب الدستور، ورجال الدين لا يتعاطون فيها السياسة مباشرة.

لكن الفاتيكان على مسافة قريبة من مؤسسات الدولة والبابا هو اسقف العاصمة روما، ورغم ان الساحة السياسية شهدت غياب الحزب الديموقراطي المسيحي الذي حكم ايطاليا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى مطلع التسعينات، فان اثره لا يزال ملموسا في المجتمع الايطالي.

ويقول ماوريتسيو بارتولوتشي المسؤول عن الديموقراطيين اليساريين (شيوعيون سابقون) في احد احياء العاصمة والعضو في مجلس بلدية روما ان "التصويت الكاثوليكي يتوزع على مجمل التوجهات السياسية، ومن يريد تسلم مقاليد الحكم في البلاد لا يمكن ان يتجاهل الكنيسة".

ولم يعط المجلس الاسقفي الذي يرئسه الكاردينال كامييو رويني اي تعليمات حول التصويت بالنسبة للانتخابات التشريعية في التاسع والعاشر من نيسان/ابريل.

لكنه ذكر بالمسائل الاساسية "التي لا مجال للتردد بشانها" مثل قيم العائلة القائمة على الزواج واحترام الحياة البشرية والوفاة الطبيعية، اي بعبارات اخرى، رفض الزواج بين مثليي الجنس والموت الرحيم والاجهاض.

وسارع دانييلي كابيتسوني المسؤول في حزب "راديكال" الصغير الذي يدافع عن تشريع الزواج بين مثليي الجنس، الى انتقاد ما وصفه بانه "محاولة مصادرة الراي العام الايطالي".

لكن التكتلين المتنافسين اللذين يسعيان الى جذب ناخبي الوسط الذين كانوا يصوتون سابقا للحزب الديموقراطي المسيحي والذين يمكنهم ان يرجحوا كفة التصويت، لم يتجاهلا تحذير الكنيسة.

وينتقد تحالف اليمين-الوسط الذي يرئسه سيلفيو برلوسكوني المتزوج للمرة الثانية، تحالف "لونيوني" ("الوحدة") الذي يتزعمه رومانو برودي وهو كاثوليكي ملتزم انما مؤيد لتشريع الزواج بين مثليي الجنس ومتحالف مع الراديكاليين.

وقد بادر حزب برلوسكوني، "فورتسا ايتاليا" ("الى الامام ايطاليا") الى ارسال كتيب الى كهنة ايطاليا ال28 الفا يذكر بانجازات الحكومة في ضوء "عقيدة الكنيسة الاجتماعية",وانتقد بعض الكهنة هذه المبادرة.

غير ان ذلك لم يمنع مرشحين من حزب الوسط "مارغيريتا" الذي يرئسه فرانشيسكو روتللي والذي يدخل ضمن تحالف "لونيوني"، من القيام بالخطوة ذاتها، اذ وجها رسالة الى الكهنة والى 65 الف جمعية كاثوليكية للتاكيد على ان فوز اليسار لن يؤدي الى "تطرف علماني".

واوضح المرشحان في الرسالة ان تشريع الزواج بين مثليي الجنس ليس مدرجا في برنامج "لونيوني"، متحدثين عن توجه التحالف الاجتماعي وانفتاحه على العالم الثالث، وهما امران يؤثران في العديد من الناخبين الكاثوليك.

واحد المرشحين هي باولا بينيتي العضو في جمعية "اوبوس دي" ("عمل الله") والتي نظمت حملة في ربيع 2005 ضد استفتاء حول الانجاب الاصطناعي.

لكن مبادرة هذين المرشحين اربكت تحالف "لونيوني" المقسوم بين الكاثوليك الملتزمين و"العلمانيين" الذين اتهموا المرشحين بانهما "عميلان (للكاردينال) رويني".

وفي 30 آذار/مارس الماضي، حين عقد الحزب الشعبي الاوروبي مؤتمره في روما،استقبل البابا بنديكتوس السادس عشر بعض المشاركين فيه.

وهنأ البابا هذه الحركة المحافظة على "دعمها" لفكرة ارث اوروبا المسيحي ودعاها الى المساهمة في "زوال ثقافة تحصر القناعة الدينية بالفرد والحياة الشخصية".

واضطر سيلفيو برلوسكوني الذي حظي بدعم الحزب الشعبي الاوروبي، الى عدم المشاركة في هذا اللقاء لعدم زج الفاتيكان في الحملة الانتخابية، علما ان وسائل الاعلام والسياسيين الايطاليين تحدثوا مطولا عن خطاب البابا. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى