قصة قصيرة بعنوان (قساوة)

> «الأيام» ياسين علي العولقي /لودر - أبين

> جلس القرفصاء.. يمني النفس ان يكون في يوم سعده. بسط راحة يده يطلب السؤال والحاجة من المارة.. الوقت يمضي ويمضي وأشعة الشمس المحرقة لا ترحم.. رفع بصره الى الاعلى باتجاه الشمس وكأنه يتضرع اليها بأن تخفف من وطأة حرارتها على جسده النحيل وكأن لسان حاله يقول: حتى انت أيتها الشمس ألا يكفي ضنك العيش وقساوته.. الضرب في الميت حرام.. و«ضربتان في الرأس توجع».. نكس رأسه وطأطا به الأرض استبشر خيراً فور سماعه لوقع أقدام آتية من بعيد مع همسات وضحكات تنطلق من حناجرهم. بسط يده من جديد.. وقع الاقدام يقترب شيئاً فشيئاً.. اقتربوا منه كانوا مجرد أولاد صغار ابرياء لم يعرفوا بعد قسوة وصعوبة هذه الحياة، أخذوا ينظرون الى المسكين الجالس امامهم. التقط احدهم شيئاً من الارض واقترب أكثر منه وناوله هذا الشيء سريعأً.. التقف المسكين ما بيد الولد بلهفة.. ولكن ما هذا يتفحص مابيده، ماهذا.. حصى .. الويل لكم.. تباً لكم أيها الاولاد حتى انتم الا يكفي الزمن والشمس حرام حرام عليكم.. ابتعدوا عنه وهم يخجلون ضحكاً.. عاد المسكين الى ركنه.. وجلس القرفصاء تفحص الوجوه يمنّي النفس بأن يكون في يوم سعده..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى