>
الورقة الـ 20

استأذنت الخارطةْ

من الأطالس من الجغرافيا

احتلت موقعاً في دنيا السياسةْ

كلما قرأت مقالاً..

استمعت إلى حديث إلى حوارْ

كانت الخارطةش أمامي

التقط مني صاحبي هذه الهموم

التقط ثم أكمل:

عندنا يا زعفران خارطة للفسادْ

وأية خارطة للفساد عندنا

لها مفاصل.. لها أسنان.. لها مخالبْ

من المفاصل تتوزع خطوط

للخطوط حراسات من جهابذة من أشاوسْ

ولها رموز بالضبط

كرموز فك إشكالات المعالمْ

خارطة (كنتور) أيضاً عندنا

ولا داعي لشرح كنتور

فمن يجهل اْلتعريف هذا

عليه بطالب ثانوية مجتهد

***

عندما عاد ابني من المدرسة

حتى قبل أن يرمى حقيبتهْ.. على أقرب طاولةْ

كدتُ أسأله سؤالين:

هل أخذتم - بُني - خريطة للفساد؟!

هل قام المدرس بشرح التفاصيل؟

تراجعت.. رأيت إرجاء كل هذا إلى المساءْ

حين يبدأ المذاكرة وحل الواجبات

لا أريد لابني «عكننة» في عز الظهيرة

حتى لا أفسد عليه وجبة متواضعة

بفعل فاعل غاب عنها سمك الثمدْ

سمعت عابر سبيل من خلف النافذة

والله وعدنا يا زعفران

رجعنا إلى (صوانين) الهواء

وما أحلى إليها الرجوع !!

***

وطن العرب تشغله بإلحاح

تشغله أربع من خرائطْ

الأولى نالها الشيب وبين حين وحين

تجدد صباها بالانتفاضة

الثانية خارطة مستنقع

أضافت الى النهرين ثالثْü

الثالثة.. نقرأ على خطوطها والخطوط

خطوات - رايس - إلينا

أما الرابعة .. فهي أم الخرائط

عمياء غائبة المعالم

تلف في عماها الجميع.

النهر الثالث - المقصود به نهر الدم الذي تفجر في العراق.