شبوة تريد أن (تأمن)... لا أن (تذعن)

> أحمد عمر بن فريد:

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
من وحي وهدى وتعاليم مدرسة الحجاج بن يوسف الثقفي، وفلسفته الأمنية القمعية التي دشنها ذات جمعة غابرة، حين توليه إمارة العراق، والتي تلخصت في مقولته الشهيرة:«إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها..»، يبدو أن هناك من قيل له (اليوم) في محافظة شبوة، أن هذا النهج الأمني وهذه الطريقة (الحجاجية) هي الوسيلة الأفضل والأوفر حظاً جهة فرض النظام والقانون على أبناء المنطقة!! ولا شك أن صاحب هذه النصيحة - إذا ما فرضنا أنها نصيحة - قد أخطأ تماماً في فهم عقلية وتفكير أبناء شبوة وكيفية التعامل معهم في مختلف الأمور التي تحدث فوق أرضهم وتحت سمائها، عدا أنه في حقيقة الأمر لم يتجاوز بما قال به و(نصح) حدود التضليل والخداع.

فعلى الرغم من أن عنصري (الأمن والأمان) ينبغي أن يكونا في مقدمة الأجندة الرسمية في هذه المحافظة، على خلفية (الانفلات الأمني) الذي سكن المنطقة وتحكم في جميع مفاصل الحياة اليومية للمواطن على مر السنوات السابقة، والذي أنتج كل تلك الاختلالات المتعددة الجوانب التي انفرط عقدها مع انفراط العقد الأمني، إلا أن فهم العقلية التي يفكر بها ابن المحافظة والإحاطة بجميع مقومات تفكيره وثقافته وفهمه وتفسيره للأمور.. كان ينبغي أن يكون هو المحدد الأساس لأي نهج أمني تقرر أن يتبع ويتم تطبيقه، وذلك بغرض الحصول على أفضل النتائج بأفضل الطرق، وأكثرها سلامة وسلاسة وتحضراً.

هذا المطلب أو الشرط الضرورة لنجاح أي خطة أمنية مهما بلغت صرامتها وقسوتها، لم يجد له المكان المناسب في ذهنية من هو معني بالشؤون الأمنية في المحافظة، وبدا واضحاً أن لغة (لعلعة الرصاص) وأساليب المطاردات (الليلية) والمداهمات (المفاجئة)، وعمليات الحصار (بالأطقم) العسكرية، قد احتلت الصدارة في قاموس الجانب الأمني في شبوة، وربما أن الأخبار المستفزة لمشاعرنا والصور الكثيرة التي تواردت إلينا تباعاً من مختلف مناطق المحافظة، والتي جسدت هذا النهج الخطير تؤكد هذا الكلام وتربأ به بعيداً عن لغة المزايدات والمناكفات السياسية.

وإلا كيف يمكن أن تتقبل الجهات المسؤولة في شبوة فرض عملية حصار طويلة الأمد، بعدد كبير من الأطقم العسكرية، على أهالي منطقة (الهوابط) بمديرية بيحان منذ يوم 23/3 حتى ظهر يوم الأحد الماضي الموافق 2/4/2006م وهي تعلم من مصادرها الوثيقة والمقربة، أن ما حدث من (شجار) في سوق القات بين مواطن ينتمي إلى هذه القرية وعسكري يتبع أحد (الألوية) العسكرية، لا يتطلب كل هذا الاستنفار الأمني ولا كل هذه القوات العسكرية ولا يستدعي - بأي حال من الأحوال - كل هذا الحصار (الطويل) الذي حرم المواطنين جميعاً من ممارسة حريتهم الذاتية في الدخول والخروج من وإلى منطقتهم وقضاء احتياجاتهم وممارسة أعمالهم اليومية الاعتيادية.

الغريب والأغرب في كل ما حدث وصار هو مطالبة الجانب الرسمي أن تأخذ هذه (القضية) مجراها القانوني!! ولسنا نفهم ولا ندري أي (مجرى قانوني) في بلاد الله الواسعة، يجيز لك فرض الحصار واحتجاز أقارب (المتهم).. وتفتيش المنازل وزرع الشعور بالقهر والتجبر على رقاب البسطاء ومُقدّراتهم؟

إن شبوة أيها السادة المعنيون بأمرها (اليوم).. محافظة (خلاقة) يحكي تاريخها القريب أنها قد أنجبت خيرة أبناء هذا الوطن، وأنها قد ساهمت بشكل كبير وفاعل في جميع حركات التحرر الوطني في مرحلتي الوحدة وما قبلها.

وعلى الرغم من كل هذا التجاهل (الكبير) لدورها التاريخي ومكانتها الكبيرة، فإنني أعتقد أن أهم وأعز ما يرجوه أبناؤها حالياً هو أن يتم التعامل معهم بما يحفظ كرامتهم وكبرياءهم سعياً نحو تحقيق (الأمن والأمان) في بلادهم.. مع ملاحظة، أن هذا الأمن المطلوب (شبوانياً) لا يمكن قبول دخوله ومروره من بوابة الخضوع والإذعان.. إن شبوة ببساطة تريد أن تأمن.. لا أن تذعن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى