وكادت رسومهم أن تقطع نياط قلوبنا

> علي الذرحاني:

>
علي الذرحاني
علي الذرحاني
بعد مرور أيام قلائل لليوم العربي لليتيم، وتحت عنوان «بريشتي أرسم ذاتي» أقامت جمعية الملكات الإبداعية للطفل بعدن ورشة لرسوم أيتام مدرسة قتبان بالتنسيق مع مكتب وزارة التربية والتعليم بعدن وإدارة التربية بمديرية المعلا، وكان لي شرف الإشراف على هذه الورشة التي استمرت ثلاثة أيام والتي أجاد فيها يتامى مدرسة قتبان التعبير عن مكنونات أنفسهم وأبدعوا في رسوماتهم البريئة والإفصاح عن مشاعرهم الصادقة وأحوالهم المبكية المحزنة التي كادت أن تهز مشاعر القائمين والمشرفين على هذه الورشة، بل وتجعل أعينهم تذرف بالدموع وتقطع نياط قلوبهم، فهناك من رسم قبراً وكتب فوقه هذا قبر أبي ورسم نفسه يبكي وينتحب إلى جوار ذلك القبر، وثان رسم أباه يموت غرقاً تحت قارب صيد وزميله يبكي فوق ذلك القارب حزناً عليه، وثالث رسم أمه وشخصين يصوبان عليها أعيرة نارية فتموت، ورابع رسم فرع شجرة قطع من أمه الشجرة وتمنى أن يعود إلى مكانه وأصله من جسم تلك الشجرة، وخامس رسم نفسه وهو يقول لأبيه الذي قتل في الحرب: لا تمت يا أبي وتتركني وحيداً، وسادس رسم نفسه وهو يقول: أنا جائع لأني فقدت أمي التي كانت تعد وتجهز لي الطعام.. وسابع رسم صياداً يصوب بندقيته نحو عصفورة تحمل طعاماً لصغارها فيقتلها قبل أن تصل إلى عش صغارها فوق الشجرة، وثامن يرسم سيارة تدهس رجلاً فيبكي عليه ولده اليتيم صاحب ذلك الرسم.

وهكذا تحولت الورشة من التعبير عن مشاعر التلميذ اليتيم إلى أن كادت تقترب من مشاعر الحزن والبكاء والعويل نظراً لصدق مشاعر اليتامى عن حالتهم التي تبعث على الشفقة والعطف والرحمة.

وعبرت رسوم اليوم الثاني من الورشة عن بعث الأمل في نفوس أولئك التلاميذ الأيتام بإتاحة الفرصة لهم للتعبير بحرية عن آمالهم المستقبلية وطموحاتهم وما يعترض هذه الآمال والطموحات من معوقات وعراقيل بعد أن عبروا في اليوم الأول من الورشة عن آلامهم ومعاناتهم الفظيعة وأوضاعهم الراهنة التي يرثى لها، وسيقام بإذن الله معرض لرسوم أولئك الأيتام لاحقاً في مدرسة قتبان بالمعلا نفسها. نتمنى من الجهات الحكومية والشعبية المعنية بالأيتام أن يحضروا هذا المعرض خاصة مؤسسة الشوكاني لرعاية الأيتام بعدن وغيرها وأن يلتفتوا التفاتة كريمة لمشاعر التعبير البريئة والصادقة لدى التلاميذ والأطفال اليتامى أسوة بالجمعيات المعنية بالأيتام في أمانة العاصمة بصنعاء.

وليتذكر الجميع قول من وصفه الله في قرآنه الكريم بقوله: {وإنك لعلى خلق عظيم} عندما قال: أنا وكافل اليتيم في الجنة، أو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «كهاتين» وأشار بإصبعيه الوسطى والسبابة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى