مع الأيــام..أين زيادة المتقاعدين ياحكومة؟!

> طارق ياسين قاسم:

>
طارق ياسين قاسم
طارق ياسين قاسم
في البدء اسمح لي أيها القارئ أن أستهل موضوعي هذا بحكاية الرجل الذي قال: (اعترف وأنا شاخارجك) والقصة تقول بأن مسؤولاً كبيراً بالدولة استعان به بعض أقاربه للتدخل بالتوسط لخروج ولدهم من السجن لأنهم متأكدون من براءته فما كان من هذا الرجل المسؤول إلا أن ذهب إلى السجن الذي فيه الولد المسجون وقابله وأكد له الولد أنه بريء، فقال له المسؤول:

(اعترف وأنا شاخارجك) فرد الولد المسجون: على ماذا أعترف وأنا بريء، وكرر له الرجل المسؤول (اعترف بس ولا يهمك وأنا شاخارجك) فقبل الولد المسجون بذلك واعترف أمام الضابط بما ارتكبه برغم براءته.. وبعد مدة حكم على الولد بالإدانة والسجن فذهب أهل المسجون إلى المسؤول منزعجين من الحكم فقال لهم (أيش تريدوني أسوي له وقد اعترف ابنكم وكيف شاخارجه).

إن هذه الحكاية تذكرني بالحال التي وصل إليها المتقاعدون الذين أصبح الآن دورهم فقط منذ بدء العصيدة والإعصار الذي اجتاح البلاد والعباد منذ يوليو 2005م والمتمثل في زيادة المرتبات والأجور للموظفين والموظفات في المرافق الحكومية وتبعاتها، كالمتفرجين الطرش في الزفة وأصبحوا يقرأون ويشاهدون تلك الزيادات والإضافات للموظفين والموظفات ، التي تراوحت بين (الألف - خمسة عشر ألف ريال) وهم مازالوا منتظرين عطف الحكومة في النظر لهم خصوصاً وأن زيادة الأسعار قد كوتهم بلهيبها ولم ترحهمهم منذ يوليو 2005م حتى الآن ما يقارب عشرة أشهر بل إن البعض منهم ماتوا قبل أن يستلموا تلك الزيادة.

وأنا بدوري أقترح على وزيري الخدمة المدنية والمالية بأن يدرج جميع المتقاعدين والمتقاعدات المتوفين منذ يوليو 2005م حتى استلام الزيادات بعد عمر طويل ضمن قائمة الشهداء وجرحى الحرب وأن تصرف لهم معاشات استثنائية إلى جانب معاشاتهم لأنهم كانوا يناضلون في انتظار الزيادة الخاصة بهم من خلال الانتظار والترقب، مما أدى إلى تدهور صحتهم وإصابتهم بأمراض القلب والسكري والصدمات والفجائع والضغوطات النفسية والمالية عليهم وهم كبار لا يتحملون الهزات.

كما أتساءل وأوجه سؤالي للأخ وزير الخدمة: لماذا تصريحاتك دائماً لطمأنة الموظفين والموظفات شريحة المعلمين والتربويين والعاملين في القطاع الصحي وهناك فئة من آبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وأعمامنا وعماتنا وخالاتنا وأخوالنا المتقاعدين، للأسف يعانون من تجاهلكم وعدم طمأنتهم بمقدار الزيادة المقررة لكل متقاعد منهم بموجب القانون وتحديد تاريخ استحقاقها، هل لأنهم عجزة وكبار في السن لا يستطيعون أن يقوموا بالاعتصامات والإضرابات وأوضاعهم لا تؤثر في سير العمل أو سير العملية التربوية في البلاد وهم الذين خدموا هذا الوطن في أصعب الظروف وأحلك الأيام ولذا لم تلتفت الحكومة لهم وتتعاون معهم بالإسراع في عونهم على مواجهة متطلبات الحياة بإعطائهم الزيادات التي نتمنى أن تكون متساوية في القيمة للجميع بما لا يقل عن (3250) ريالا لكل متقاعد وفق القاعدة التالية:

الزيادة المقترحة الكاملة للمتقاعد = (الحد الأدنى للأجور حالياً- الحد الأدنى للأجور سابقاً) إذا كنا فعلاً ننشد العدل والمساواة وفق القانون لجميع المتقاعدين والمتقاعدات بدلاً من اللف والدوران والتحايل لكي يتمخض جبل الزيادة ويلد فأراً وحتى لا نعود لحكاية قديمة كنا نرددها ونحن أطفال (خد رقم رجّع لأبوك حقه، ارمِ بنصفه البحر رجّع للحكومة ربعه وخذ الباقي) والحليم تكفيه الإشارة.

وفي الأخير أقول للحكومة: اخرجوا عن صمتكم وفكوا شفرة الزيادة للمتقاعدين ومتى؟ ولا تجعلوا المتقاعدين والمتقاعدات ينتظرون أكثر من ذلك والمثل يقول (الذي يديه في الماء مش مثل الذي يديه في النار) إلا إذا كان الغرض من التأجيل والمماطلة هو التحايل على صرفها بأثر رجعي فهذا كلام آخر.

وأختتم موضوعي هذا بالحديث الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم والقائل:«من لا يرحم الناس لا يرحمه الله» متفق عليه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى