بعد عام على الانسحاب بعض اللبنانيين يتحسرون على فوائد الوجود السوري

> لبنان «الأيام» علاء شاهين :

>
صورة من الارشيف لجنود سوريين أثناء انسحابهم من لبنان
صورة من الارشيف لجنود سوريين أثناء انسحابهم من لبنان
لا يتذكر سائق السيارة الاجرة زكريا احمد عدد المرات التي اوسعه فيها عملاء المخابرات السورية ضربا لرفضه ان يقلهم في سيارته دون مقابل غير انه وجد نفسه بعد عام على رحيلهم يتحسر على كلفة ذلك الانسحاب.

وقال احمد وهو من شتورا في سهل البقاع اللبناني "لقد كنت ضدهم في ذلك الوقت وما زلت ضدهم الان. هم ديكتاتوريون لكني افضل ان اتحمل بعض الظلم واعيش مرتاحا ماديا على اكون حرا واعاني من الفقر."

واضاف احمد البالغ من العمر 37 عاما "كنت اعمل دائما مع التجار السوريين الذين كانوا يعبرون الحدود لاغراض تجارية ولكنهم نادرا ما يأتون الان بعد الانسحاب فتعرضت اعمالي لانتكاسة."

مر عام على احتفالات سكان سهل البقاع الشرقي في لبنان بانتهاء الوجود العسكري السوري الذي دام 29 عاما لتحتل الشكاوى من صعوبة المعيشة مكان القصص التي كانوا يروونها في البداية عن التعذيب ومراكز الاعتقال.

اغلقت عشرات المحال على الطريق المؤدية الى نقطة المصنع الحدودية ابوابها بعد الانخفاض الحاد في عدد الزبائن السوريين في اعقاب مقتل رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في فبراير شباط عام 2005.

وكانت تلك المحال تغص بالزبائن السوريين مدنيين وعسكريين على حد سواء يبتاعون كل انواع البضائع بداية من الملابس المستوردة الى الاجهزة الالكترونية المصنوعة في الصين وغير المتوافرة في دولتهم الاشتراكية.

ويلوم الكثيرون في لبنان سوريا في مقتل الحريري برغم النفي المتكرر من دمشق التي كانت القوة المهيمنة في جارتها الصغيرة منذ الحرب الاهلية التي دارت بين عامي 1976 و1990. واطلق مقتل الحريري مظاهرات عارمة في بيروت اجبرت سوريا على سحب قواتها واثارت التوتر في العلاقات بين الجارتين.

واعتبر الانسحاب والانتخابات العامة التي اجريت في مايو ايار ويونيو حزيران 2005 واسفرت عن سيطرة ائتلاف مناهض لسوريا على البرلمان بداية عهد لا مكان فيه للوصاية السورية في لبنان.

غير ان النزاعات بين القوى السياسية المتخاصمة حدت من الامل بامكانية تطبيق الاصلاحات السياسية والاقتصادية الضرورية خلال امد قريب.

وقال عبدو عبد الرحمن (38 عاما) والذي يملك محل بقالة صغير في بلدة مجدل عنجر الحدودية "لقد كنا جميعا ضد الهيمنة السورية لكنهم رحلوا الان والحكومة لم تفعل اي شيء لتحسين وضعنا الاقتصادي المتدهور."

واضاف وهو يرتب ارفف دكانه نصف الممتلئة ببضائع سورية "السوريون هم الذين احضروا هذه العصابة من السياسيين المنشغلين الان بالخلافات فيما بينهم."

اما نضال خالد (30 عاما) فرأى ان الانقسامات بين القوى المناهضة لسوريا والمؤيدة لها "سمحت لعملاء المخابرات السورية بالظهور الى العلن مرة اخرى هنا وهم يقولون اننا نذهب الى هناك )دمشق( لمقابلة الضباط."

وكانت مجدل عنجر خلال الوجود السوري مقرا لمركز اعتقال اشتهر بقصص التعذيب والاستجواب قبل ارسال المعتقلين الى السجون في سوريا.

غير ان سكان بلدة عنجر والتي كانت مقرا للاستخبارات العسكرية السورية في لبنان يرون ان السوريين على الاقل قد اهتموا بتطوير المنطقة.

ويقول زوهراب توسلكيان والذي يملك دكانا صغيرا كان السوريون قد صادروه وحولوه الى حاجز تفتيش "لقد احدث السوريون تنمية في المدينة وعبدوا الطرقات."

واضاف توسلكيان وهو لبناني من اصل ارمني كمعظم اهالي البلدة "نحن لم نتدخل في السياسة وهم لم يتعرضوا لنا بالاذى."

وكانت عنجر قبل الانسحاب السوري تتمتع بخدمات افضل من معظم المناطق اللبنانية منها عدم انقطاع التيار الكهربائي غير ان هذا اصبح الان من التاريخ.

ويقول كرم عساف والذي يعمل في محل لبيع الهدايا مبتسما ردا على سؤال عن ابرز التغيرات في البلدة بعد عام على الانسحاب "كان السياسيون اللبنانيون يأتون الى هنا بكثرة لملاقاة الضباط السوريين وكانوا يؤمنون حركة جيدة للمطاعم هنا."

(شارك في التغطية عفيف دياب) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى