تسجيلات القاعدة تظهر صعودا في أسهم الزرقاوي وهبوطا في أسهم ابن لادن

> برلين «الأيام» مارك تريفيليان :

>
أبو مصعب الزرقاوي
أبو مصعب الزرقاوي
تشير الرسائل التي وجهها اثنان من زعماء القاعدة خلال ثلاثة أيام إلى الدور الذي صار رمزيا على نحو متزايد لأسامة بن لادن وصعود نجم أبو مصعب الزرقاوي كشخصية ميدانية مهيمنة.

واجتر ابن لادن بعض العناوين المألوفة في التسجيل الذي كشف النقاب عنه يوم الأحد الماضي متهما الغرب بشن "حملة صليبية" ضد الدول الإسلامية ودعا المتشددين لفتح جبهة جديدة من الجهاد في إقليم دارفور في السودان.

وحذر الزرقاوي الذي يقود تنظيم القاعدة في العراق المتشددين السنة من التخلي عن النشاط المسلح وتعهد بمزيد من الهجمات فيما يستعد رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي لتشكيل حكومة وحدة وطنية,وكان الفرق الواضح في مضمون الخطابين جديرا بالملاحظة.

وأصدر ابن لادن رسالته في صورة تسجيل صوتي. ولم ير حتى الآن في تسجيل مصور منذ أكتوبر تشرين الأول 2004 مما غذى التكهنات بانه إما مريض أو مختبيء في منطقة نائية يصعب فيها وصوله لوسائل التكنولوجيا.

وأصدر الزرقاوي للمرة الأولى بيانا مطولا تلاه أمام الكاميرا بدا فيه من دون قناع أو تنكر,وهي خطوة جريئة بالنسبة لرجل رصدت 25 مليون دولار لمن يأتي برأسه وبالكاد نجا من أن تمسك به القوات الأمريكية في فبراير شباط 2005.

وقال نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية محمد السيد سعيد "إن ذلك يدل على انه في موقع جيد من وجهة نظر أمنية وتكتيكية.. انه ليس خائفا أو مرتعدا.. انه يشعر بانه منتصر إلى درجة الغرور.. انه يتحدث كما لو كان قد أحرز النصر."

وأظهر التسجيل المصور الزرقاوي يتحدث وإلى جانبه بندقية وفيما بعد ظهر وهو يطلق دفقات من سلاح آلي في محاكاة على ما يبدو للتسجيلات القديمة الخاصة بابن لادن.

كما أظهرت اللقطات الزرقاوي بصورة القائد الميداني المباشر حيث كان يتلقى تقريرا عن معركة ويتعامل مع خريطة ويبحث الاستراتيجية العسكرية.

كل ذلك يأتي بالمقارنة بابن لادن الخفي الذي يفترض انه مختبيء في مكان ما بطول الحدود الأفغانية الباكستانية والذي تقلص ظهوره إلى مجرد إرسال دعوات في المناسبات.

ولكن كان من الملفت للنظر ان الزرقاوي تحدث عن ابن لادن بوصفه "أميرنا وقائدنا" وقدم صورة الضابط الموالي وليس الند.

وقال مصطفى العاني المحلل السياسي العراقي في مركز بحوث الخليج في دبي ان الزرقاوي ما زال تحت إمرة ابن لادن وانه يستمد شرعيته من تأييد ابن لادن,وأضاف ان ذلك سيساعد كثيرا في استقطاب أعضاء جدد.

وظهرت في الولايات المتحدة تكهنات بوجود خلاف بين الزرقاوي وقيادة القاعدة في العام الماضي حينما كشفت واشنطن عن انها اعترضت رسالة انتقد فيها أيمن الظواهري نائب ابن لادن بعض التكتيكات في الأنشطة المسلحة في العراق.

وعاتب الظواهري الزرقاوي بسبب قطع رؤوس الرهائن ومهاجمة المدنيين الشيعة وأثار السؤال عما إذا كان على الزرقاوي أردني الجنسية التخلي عن قيادة المجاهدين العراقيين وإعطائها لعراقي.

وهناك مؤشرات على ان الزرقاوي قدم بالفعل تنازلات في هذه القضايا مثل وقف قطع رؤوس الرهائن ولو علنا على الأقل. كما وضع الزرقاوي جماعته في يناير كانون الثاني تحت مظلة مجلس شورى المجاهدين الذي يقوده عراقي هو رشيد البغدادي.

وقال مصدر في مخابرات أوروبية ان هدف التسجيل المصور الأخير فيما يبدو هو تعزيز الانطباع بوجود انسجام بين الزرقاوي وقيادة القاعدة مضيفا انه لا يوجد شك في صحة التسجيل.

وقالت ريتا كاتز مديرة معهد سايت الذي مقره واشنطن ويراقب الجماعات المتشددة على الإنترنت "جميع الرسائل تشير إلى ان العلاقة بين الزرقاوي وأسامة قوية.. وبالتأكيد أفضل من أي وقت مضى." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى