عندليب التعليق الرياضي بندر الأحمدي في حوار صريح وضاف مع«الأيام الرياضي»:لا توجد للتعليق استراتيجية واضحة وما أزال محارباً من الفضائية

> «الأيام الرياضي» شكري حسين :

> في غمرة امتعاض الكثير من المتابعين وسخطهم الدائم من رداءة التعليق الرياضي في بلادنا، وعدم مواكبته للتطور المذهل عند الآخرين يبرز اسم بندر مرشد الأحمدي كاستثناء جميل شذ عن القاعدة، فاتحاً نافذة أمل جديدة وراسماً لوحة ألق متفردة لم يكتب لها الظهور كما ينبغي، والخوف يحوم في أن تتحول إلى سراب بفعل أمور كثيرة غدت مع مرور الأيام معروفة، وهي عند كل ذي متتبع غير خافية، فبندر صاحب حضور متميز لا يتكلف العبارة ولا يتحدث بغريب الكلمات أو تزويق العبارات، الأمر الذي جعله محل حب وتقدير كل المستمعين.

«الأيام الرياضي» حاصرت العندليب الصغير- كما يطلق عليه - بعديد من الأسئلة في عقر داره على هامش مباراة حسان وتعاون بعدان في إب، فتابعوا ما قاله: > حدثنا أولا عن البداية وكيف جاءت فكرة التعليق وهل شعرت بالخوف من الفشل؟

- فكرة التعليق كانت تراودني منذ الصغر وخالجت نفسي كثيراً عند الكبر، وتحديداً في مرحلة النضوج والشباب، وإن كان للصدفة دور كبير في ذلك، حيث قادني ذات يوم مدرب الفئات العمرية بنادي شعب إب للتعليق على البطولات المدرسية، ومنها انطلقت عبر الإذاعة والتلفزيون كأكثر المعلقين الشباب الذين علقوا على المباريات، ومن محاسن الصدف أن أول ظهور لي عبر الأثير كان من أبين العزيزة على قلبي، وتحديداً في سنة 1999م في مباراة حسان وشعب إب، والتي كسبها حسان بهدف جاء في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء .. أما مسألة الخوف من الفشل فلم تراودني البتة، لثقتي في نفسي رغم صعوبة المخاضات الأولى.

> كيف ترى حالة التعليق اليوم وما هي الأسباب في تصورك؟

- للأسف التعليق الرياضي في حالة يرثى لها، وهو محل سخط وامتعاض دائمين ومرد ذلك في تصوري يعود أولاً إلى حالة الشتات التي يعيشها منذ فترة، وأيضاً غياب الجانب التنظيمي، حيث لا توجد له استراتيجية واضحة تعينه على الخروج من دائرة السلبية إلى رحاب الانطلاقة المأمولة.

> ما الذي يحتاجه المعلق من وجهة نظرك الشخصية؟

- طبعاً المعلق يحتاج إلى أشياء كثيرة أهمها: منحه (الثقة) التي هي للأسف غير موجودة، بالإضافة إلى توفير فرص النجاح له، مع ضرورة الاستمرارية والتشجيع، وحينها يمكن للمعلق أن ينمي قدراته ويرتقي بعمله نحو الأفضل.

> هل أفهم من كلامك أن الفرصة لم تتح لك كما ينبغي أو كما كنت تأمل؟

- إلى حد ما نعم ولست وحدي في ذلك على اعتبار أن كثيرين غيري يعانون من نفس المشكلة.. تصور أنني تحصلت في وقت سابق أثناء دورة أقيمت للمعلقين على الفئة( A) وهي الأولى برفقة زملائي المخضرمين: سالم الشاحت وغالب بافطيم وسليمان مطران ومحمد عمر.. وهؤلاء جميعاً بعيدون عن التعليق إلا نادراً، وفي أحسن الأحوال عبر إذاعاتهم المحلية، وهذا خطأ كبير.

> وما هي الأسباب من وجهة نظرك الشخصية؟

- الأسباب كثيرة منها أن مسألة اختيار المعلقين تخضع في أحايين كثيرة إلى العلاقات الشخصية، ومدى قرب الشخص من المسؤولين، إلى جانب أن معظم الاختيارات تتم بطرق عشوائية وأساليب ملتوية ولا ندري حقيقة متى سيرتفع الجور والضيم عن كثير من المبدعين.

> إلى ماذا تعزو حالات عدم الرضا عن أداء المعلق الرياضي اليمني؟

- أولاً أنا التمس العذر للجميع ومن حق الصحفيين والنقاد والمهتمين أن يعبروا أو يعلنوا عن عدم رضاهم، لأن العملية لن تصل إلى المستوى المأمول واعتقد أن التألق والحضور الكبير لمعظم معلقي القنوات الفضائية قد ساهم إلى حد كبير في حالة الامتعاض المستمرة من أداء المعلقين في بلادنا، لكن يجب ألا نغفل أن الفرق بيننا وبينهم كبير جداً والبون شاسع، فهناك تخصص وإمكانيات كبيرة وتقنيات متطورة ولا توجد عندهم تربيطات وعلاقات، فهم ينتصرون دائماً للأفضل والأجدر، أما عندنا فلا يعدو أن يكون الأمر إلا:(زيدي ما زيدي طحين).

> هل تقصد أن مقومات التعليق عندنا ضعيفة؟

- يا أخي مقومات التعليق عندنا ضعيفة جداً ويحز في نفوسنا كمعلقين أن أبسط الأشياء غير متوفرة حتى المكان المخصص للتعليق غير موجود، ناهيك عن صعوبة التواصل مع المخرج، فضلاً عن غياب المعلومة الكافية، ولا أخفيك سراً أن الواحد منا يبحث ويجتهد كثيراً في سبيل الحصول على المعلومة ولا يخرج إلا بالفتات منها.

> وما الذي تتمناه أنت كمعلق رياضي؟

- طبعاً الأمنيات كثيرة ولكنني فقط أشير إلى أمر هام وهو ضرورة وجود لجنة خاصة بالمعلقين كباقي الدول العربية وسبق للأخ العزيز علي العصري أن تقدم بذلك في وقت سابق وهو في تصوري أمر مهم، حتى نتمكن من تقييم عملنا، ووضع المداميك الأولى لبنائه حتى تقوى أركانه ويطول بنيانه.

> وسط هذه الاجواء المعتمة ألا يراودك حلم التجربة خارج الوطن ؟

- طبعاً لن أتردد أبداً، وهي فرصة كبيرة للخروج من جو الكآبة الذي حوصرت به داخلياً رغم اعتزازي وحبي الكبير لوطني.

> وما الذي يمنعك طالما وأنت تمتلك حق الاقامة في السعودية؟

- نعم هذا صحيح فأنا بالفعل من مواليد جدة بالمملكة العربية السعودية وعندي إقامة تمنحني حق الذهاب متى ما شئت لكن حبي لوطني وسعياً مني في خدمة وطني آثرت البقاء فيه، وعلى فكرة لي تجربة خارجية سابقة وتحديداً في دورة الأمير محمد بن عبدالله، وأيضاً دورة الأمير محمد بن فهد في جدة، وقد ساعدتني هاتان الدورتان في صقل موهبتي واستفدت منهما كثيرا.

> حضور جيد وأسلوب رائع وصوت مقبول عند المستمعين ألا يشفع لك هذا بالتعليق في الفضائية اليمنية؟

- الحضور الجيد لم يعد ذا قيمة في بلدنا وبكل أسف عدم ظهوري في الفضائية يعود أولاً إلى عدم وجود الجو المناسب للعمل.. فعلى الرغم من أنني متعاقد مع الفضائية كمعلق، إلا أن أصحاب النفوس غير السوية أرادوا إبعادي إلى اتجاه آخر، وجعلوا مهمتي محصورة فقط في تتبع الأخبار عبر الفضائيات، وهو الأمر الذي رفضته بشدة لأنني (معلق) ومن الواجب أن أبقى معلقاً.

> هل تعد لجوءك إلى الكتابة احيانا مخرجا لك من حالة الكبت التي تعانيها كما أشم ذلك من رائحة كلامك؟

- لجوئي إلى الكتابة هو بالفعل ترويح عن النفس خصوصاً من حالة الكبت التي أعانيها، كما لا تنسى أنني مراسل لمجلة "النادي" السعودية إلى جانب إشرافي على بعض المواقع العالمية في شبكة الانترنت، وأهمها الإشراف على موقع المجلس اليمني للرياضة.

من اعترافاته:
ـ في الفضائية اليمنية(طواهيش) كبيرة تحارب المبدعين وتضع العراقيل والمطبات أمام كل موهبة ويبقى الأستاذ عبدالغني الشميري هو الاستثناء الجميل.

ـ تأثرت كثيراً بالقامة الإعلامية الكبيرة المرحوم بإذن الله تعالى أبو صبري(سالم بن شعيب وأعتز كثيراً بشهادته الكبيرة لي عندما قال: «إن بندراً هو خليفتي».

ـ الأستاذ محمد يسلم البرعي حالة استثنائية خاصة وهو بحق من أعاد إلي روحي المفقودة وكان سبباً في شهرتي وذيوع اسمي حيث عرفني الناس عبر( إذاعة عدن ) الرائدة عربياً.

ـ أعتز كثيراً بلقب العندليب الصغير الذي أطلقه علي صاحب الأسلوب المتفرد والتشويق والإشراق في الكتابة الأستاذ القدير محمد علي العولقي.

ـ الأخ العزيز فيصل أبوبكر بن فريد العولقي الموظف في مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر أستأنس كثيراً برأيه وأحب سماع ملاحظاته عقب كل مباراة أعلق عليها سواءً عبر الهاتف أو الرسائل.

ـ تمنيت التعليق على مباراة منتخبنا الوطني الأول أمام السعودية التي أقيمت مؤخراً في صنعاء، وذلك لأنني ملم كثيراً بالكرة السعودية وأيضاً لأن لي أصدقاء كثر في جدة، وكنت أحب أن يستمعوا لصوتي وأنا أعلق لكن ما باليد حيلة.

ـ محمد العولقي وأحمد الظامري ووليد المنصوب أدين لهم بالفضل الكبير في استمراريتي رغم المعوقات الكثيرة. فلهم مني التحية.

ـ على الرغم من تألقي وثناء الناس على موهبتي إلا أنني لم أحظ بالتعليق على مباراة كاملة.

ـ تأثري باللهجة الخليجية أثناء تعليقي على المباريات لأنني قضيت معظم سني عمري في الخليج والطبع يغلب على التطبع.

ـ أخي وزميلي المتألق عبدالله المروني ساعدني كثيراً ووقف إلى جانبي وهو بحق مشروع نجم قادم إعلامياً.

مواقف طريفة
ـ من المواقف الطريفة التي لن أنساها ما حصل لي بعد مباراة شعب إب ونيسا التركمانستاني في صنعاء حيث علقت على المباراة بشكل جيد .

وكنت متفاعلاً كثيراً خلف المايكرفون، إلا أنني اكتشفت بعد انتهائي أن المباراة لم تبث لا مباشرة ولا حتى عن طريق التسجيل فرددت في نفسي :طريقك مسدود.. مسدود.

ـ ومن المواقف المحرجة التي حصلت لي ما كان في مباراة التلال وشعب إب في ملعب الحبيشي حيث وصلتني كرة قوية خبطت المايكرفون وتطايرت على أثرها كل الأوراق التي أمامي، فتصببت عرقاً من هول الموقف.

ـ كلمتي الأخيرة : « سعدت كثيراً بلقاء «الأيام الرياضي» وبقرائها الكرام.. فشكراً لكل العاملين فيها.

بطاقة تعريفية
الاسم: بندر مرشد الأحمدي

مواليد: مدينة جدة.. المملكة العربية السعودية 1981م.

المؤهل: دبلوم إدارة أعمال بتقدير امتياز.

حكمته في الحياة: إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك.ـ محمد العولقي وأحمد الظامري ووليد المنصوب أدين لهم بالفضل الكبير في استمراريتي رغم المعوقات الكثيرة. فلهم مني التحية.استمراريتي رغم المعوقات الكثيرة. فلهم مني التحية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى