المحطة الأخـيرة..عدن ووعد طال أمده

> سالم العبد:

>
سالم العبد
سالم العبد
ظلت عدن وميناؤها الحيوي طوال عقد ونصف تقريباً تحت تاثير الوعود المنحدرة لإعادة تأهيلها ومن ثم تمكينها من لعب دورها الاقتصادي المهم في إنعاش وازدهار حياة سكانها الصابرين.. ومن بعد سلسلة من الاحتكارات المتوالية من قبل فئات متنفذة قليلة لإيراداتها المشجعة التي كانت تشكل عصب الحياة لعدن وشريانها الرئيس الذي ترتكز عليه مجمل محاور التنمية والتطور فيها.. وكادت أن تجهز على الرمق الخافت الذي يبقي على مصيرها ومصير أبنائها البائسين.. أعلن عن مناقصات عالمية لإدارة ميناء عدن كميناء ومنطقة حرة.. ربما لإسدال الستار على سلسلة الإخفاقات والانتكاسات التي تسببت فيها تلك النخب المهيمنة.. وربما لدواع وضرورات فرضتها عوامل ومؤثرات داخلية وخارجية أجبرت الجميع على التعاطي معها.. ما علينا.. فإن الذي يهمنا أن تخرج عدن وميناؤها المجمد من دوامة الوعود المنحدرة.. وقسوة النهب المفرط لمردوداتها وعائداتها المجزية.. وأن تعود معافاة وافرة بكل طاقاتها العارمة التي خصها الله بها لتكون نعمة على أهلها وسائر البلاد.. عوضاً عن سنوات النقمة التي قصمت ظهور أبنائها المخلصين.

وبعيداً عن المناكفات التي استعرت حد بلوغ الخصومة بين فرقاء في الرأي والمصلحة.. مع تهميش لدور ورأي أبنائها الغيورين على مصلحتها التي هي مصلحتهم.. ولا يهمهم أي العروض يشكل الأفضلية من بين العروض المقدمة.. بقدر ما يهمهم نهوض عدن ومينائها، واستعادتها دورها الحيوي في الاقتصاد المحلي والعالمي.. وهو ما يمثل طوق النجاة لهم للخروج من الهوة السحيقة التي ألقوا فيها ظلماً وبهتاناً.. فهل توفرت الإرادة الحقة لنرى حلم عدن الذي طال أمده واقعاً حياً ينعش آمالنا ومستقبل حياتنا وأجيالنا القادمة..؟ بنظري إن مربط الفرس هاهنا وما دونه لا يعدو كونه هراء.. شبعنا من لته وعجنه حد الفجيعة.

وقد جاء في كتاب (عدن القطب المغناطيسي) ترجمة د. مسعود عمشوش للكاتب فيليب سوبو، الذي زار عدن سنة 1951م: «.. أن عدن الواقعة على حافة الصحراء العربية قد غدت أحد أهم مراكز التوزيع في العالم، فجميع السفن القادمة من أوربا باتجاه الشرق الأقصى واستراليا وجزر أوقيانا والهند، تتوقف في عدن لسد حاجتها من الوقود. ويمكننا بالفعل أن نشاهد في الميناء السفن العملاقة والمراكب الشراعية وناقلات النفط وهي تشق طريقها كالثعالب باتجاه محطات الوقود.. لهذا يمكننا التأكيد على أن عدن تسيطر على حركة التجارة النشطة بين البحر الأحمر والمحيط الهندي مثلما يسيطر جبل طارق على حركة الملاحة بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط».

وكفانا إهداراً فادحاً للوقت.. فدورة الزمن لا تتوقف.. قالوها ونقولها للمرة الألف.. فهل من يعي ويوعي. نسأل الله السداد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى