قضية بعنوان (وحدة عدن المشكلة والحل)

> «الأيام الرياضي» أحمد بوصالح:

> لم يدر بخلد أي رياضي في هذا الوطن ولو كان هذا الرياضي أكثر تشاؤماً أن يصل حال نادي وحدة عدن العريق إلى هذا المستوى في يوم من الأيام، ويبلغ هذا المبلغ من الهزالة والعشوائية التي اجتاحت كل ماض جميل، ومسحت كل إنجاز حققه شباب النادي في كرة القدم والألعاب الرياضية الأخرى، فالوحدة العدني الذي كان إلى وقت قريب أحد قطبي الكرة العدنية ومنافس النادي المئوي التلال في كل شيء في الانتصارات والإنجازات والجماهيرية والشهرة والمجد ، النادي الذي نالت انتصاراته إعجاب النقاد الرياضيين وأطلقوا عليه عدداً من الألقاب مثل شباب الفيحاء، بيارق الهاشمي وغيرها، كان (وما أدراك ما كان)، النادي الذي تهز انتصاراته مدينة عدن بكاملها وتملأ جماهيره شوارع المدينة وتكسوها باللون الأخضر .

الوحدة العدني النادي الذي تأسس نتيجة دمج نادي الشبيبة المتحدة (الواي) والهلال وتخرج من مدرسته العريقة عشرات النجوم الذي حفروا بفنونهم ومهاراتهم في ذاكرة الجماهير الرياضية في كل الوطن، وضعوا لأنفسهم تماثيل تذكارية في قلب كل رياضي يمني، الوحدة النادي الذي مد المنتخبات الوطنية بكافة فئاتها العمرية بأفضل النجوم مثل الملك الأحمدي والوزير خالد عفارة ووجدان شاذلي ومشتاق محمد سعد والعبادي وماهر حسن وغيرهم، يصل اليوم إلى درجة الانهيار وعدم مقدرته على تفريخ نجم واحد ولو بنص موهبة ونجومية لاعب من ذاك الزمن، ولم يستطع منذ نحو عشر سنوات من الخروج من نفق الدرجة الثانية، الذي طالت إقامته فيها والعودة مجدداً إلى الأضواء إلى موقع الكبار الذي يستحق أن يكون فيه عطفاً على تاريخه وعراقته .

بيارق الهاشمي اختفت من مساحة الضوء طويلاً وخلت موسوعات المجد الكروي من اسم الوحدة بسبب الكثير من العوامل المسيئة للنادي وتاريخه والأيادي العابثة الدخيلة، التي عبثت بتاريخ النادي وممتلكاته وإنجازاته، والاختيار غير الدقيق للعناصر القائدة للسفينة الخضراء التي أوصلتها -أي السفينة- إلى مرحلة الغرق في بحر رياضي تتلاطم فيه أمواج المال والنفوذ والسياسة. النادي العدني لم يصل يوماً منذ عرفته قبل نحو ربع قرن إلى المستوى الذي هو عليه وفيه اليوم ولم يسجل التاريخ سطراً من العشوائية والتخبط والفوضى الإدارية كما تدون اليوم صفحات بل كتب، والحل للخروج من عنق زجاجة الأزمة التي استحكمت وتعقدت حلقاتها ولم تنفرج حتى الآن، إلا بعمل بطولي وتضحيات لن تنقص شيئا في حق من يقوم بها أو يقدمها، بل على العكس ستزيده احتراماً وتقديراً لدى الرياضيين وبالتحديد محبي وعاشقي الأخضر العدني وأول هذه التضحيات والأعمال البطولية التي أقصدها هي أن يبادر رئيس النادي بتقديم استقالته وهو عمل ينهي به أسوأ فترة مر بها النادي والرضوخ للمطلب الجماهيري، والشيء الآخر عودة أبناء النادي الحقيقيين والالتفاف حول ناديهم والعمل الجماعي لإخراجه من أزمته التي طال مكوثه فيها، والبحث عن شخصية ذي مال ونفوذ وسلطة لتحمل مسؤولية رئاسة النادي والعمل معه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى