الكهرباء وضرورة الاستعانة بصديق

> صالح علي السباعي:

>
صالح علي السباعي
صالح علي السباعي
بعد 1800 محاولة فاشلة نجح توماس أديسون في اختراع المصباح الكهربائي، ولازال العالم منذ أكثر من قرن من الزمان ينعم بهذا الإنجاز الذي لم يكن ليظهر لولا محاولات أديسون وتجاربه، وتقديراً لجهوده العظيمة قررت الحكومة الأمريكية في ذلك الوقت أن تحتفل بهذا الإنجاز العظيم لتخليد ذكرى أديسون بعد وفاته، وذلك بإطفاء الكهرباء في جميع أنحاء أمريكا لمدة دقيقة واحدة في كل عام، حيث يشعر الناس بتقدير هذا الإنجاز الذي قدمه هذا الرجل.

وبعد الاحتفال بالعام الأول، تراجعت الحكومة الأمريكية عن الاحتفال بصاحب الذكرى، وبدلاً من إطفاء الكهرباء يتم إرسال رسالة لعائلة السيد أديسون تعتذر فيها عن الاحتفال وتعرب عن شديد الأسف بأن الشعب الأمريكي لا يستطيع الاستغناء عن الكهرباء حتى لمدة دقيقة واحدة، لأن ذلك يكلف المليارات ويربك الحياة بصورة عامة.

وفي عهد الرئيس الأمريكي جيرالد فورد، قدم وزير الكهرباء الأمريكي استقالته من منصبه لأن الكهرباء انطفأت لمدة خمس دقائق، وقال في كتاب الاستقالة إن هناك خللاً في إدارته تسبب في هذا الانقطاع ورأى أن من واجبه أن يعتذر للشعب الأمريكي ويستقيل.

والناس هنا لا أحد يتمنى لأي وزير يمني أن يقدم على هذا الفعل، لأن هذا سلوك أجنبي يتعارض مع النفسية اليمنية، التي من سماتها التمسك بالمنصب حتى الرمق الأخير، دون أن تكترث لما يحصل أو يقوله الناس، ومع ذلك لا مانع لدى الناس من استمرار الوزراء في مراكزهم إلى ما شاء الله، على أن يقدموا شيئاً مفيداً وتنتهي معاناة المواطن مع الكهرباء وغيرها من المنغصات التي ترافقه في مسيرة حياته.

لقد استنفدت الحكومات اليمنية المتعددة كل الوعود التي كان يطلقها البعض بأن الكهرباء ستغطي المدن والأرياف في اليمن، وها نحن ندخل الألفية بحصيلة متواضعة لا تتجاوز 600 ميجاوات، بينما تدخله جارتنا القريبة مدينة دبي المحرك النابض بالحياة بحصيلة كهربائية قدرها 4000 ميجاوات، ولذلك لم يبق لدى الحكومة اليمنية سوى الاتصال بصديق وطلب المساعدة من الدول الشقيقة في مجلس التعاون التي تربطنا بها علاقات طيبة، والطلب إليها ربط اليمن كهربائياً مع دول المجلس، وسيكون ذلك أفضل بكثير من الدعم المالي، لأنه سيحل مشكلة الطاقة الكهربائية في اليمن ويحدث التطور المنشود.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى