آن الأوان لتكريم الفقيد السيد مهدي عيدروس الملحق الصحي السابق في الهند

> سالم عبدالله عبدربه:

>
مهدي عيدروس
مهدي عيدروس
بقدر ما كان نبأ وفاته قاسياً على أفئدتنا كان الإيمان كبيراً بالتسليم بقضاء الله وقدره فقد وافته المنية في التاسع من فبراير العام الجاري 2006م، فالموت حق على الأحياء جميعاً.

الفقيد السيد مهدي عيدروس، كان طيب القلب سليم النفس كثير العطاء، وبنبض الأوفياء يتفانى في عمله دون كلل أو ملل وكم كان يحلو له أن يساعد المرضى القادمين من اليمن إلى بومباي وكان دبلوماسياً مرنا جمع بين الإنسانية والدبلوماسية فلم يكن يهدأ له بال ولا يقر له قرار حتى ينجز واجبه الإنساني في كل يوم يمر عليه.. وبقدر الآلام والعذابات التي تجرعها جراء المتاعب الإدارية التي أثقلته بكثير من الهموم طيلة واحد وعشرين عاماً ملحق صحي براتب محلي، وافاه الأجل وهو لم يتمكن من استرداد حقه الإداري والمالي ليتقاضى أجراً أو راتباً يتناسب ووضعه الوظيفي في السلك الدبلوماسي. ومع ذلك كان زاخر العطاء مبتسماً للحياة يوزع ابتساماته للمرضى وللمهمومين من الناس وخاصة أبناء وطنه الذين يستقبلهم في المدينة الهندية بومباي وفي أعماقه يعتصره الحزن والأسى وتحترق أحشاؤه كمداً من مرارات تكاد تقض مضجعه في كل ليلة تمر عليه.

الفقيد السيد مهدي كانت تحيط به محبة الناس، وكان ذلك هو عزاؤه الوحيد.. فأمثاله تموت أجسادهم لكن ذكراهم الطيبة لا تموت وأمثاله من الخيرين الشرفاء لا يبخل فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله، في رد الجميل لهم وتقديرهم وتكريمهم بوسام الإخلاص ذلك الوسام الذي يفخر به ممن عرفوه من أبناء الوطن قبل أبنائه.. فأبو مازن كان كثير الاعتداد بنفسه غيوراً على وطنه تأبى نفسه أن تنغمس في صغائر الأمور بل تسمو وتترفع عنها فلا أعتقد أن أبا أحمد يتردد لحظة واحدة في مبادلته الوفاء وتقديره حق التقدير، فالرئيس علي عبدالله صالح زعيم لا ينسى الرجال وقد برهنت صفاته النزيهة وأعماله الجليلة ذلك في مواضع عدة.

أحمد صالح ربيع

لقد انطفأ سراجنا في الهند

الدكتور مهدي عيدروس عبدالله الجفري، السراج المضيء ذلك الرجل الطيب والصديق الوفي لكل من تعرف عليه لقد بذل أكثر من 23 عاماً في الغربة كدبلوماسي بعيداً عن الأهل والوطن في خدمة أبناء اليمن في الهند بمدينة بومباي عندما أرسله وزير الداخلية لتسهيل علاج المرضى في الهند ممن يصعب علاجهم في الوطن، وكان الدكتور مهدي عيدروس ذا أخلاق عالية، بأخلاقه استطاع أن يكسب الكثير من أبناء الهند ابتداءً من المطار إلى كافة دوائرها المتخصصة وكان السراج المنير لمن يذهب إلى الهند. وبحكم معرفته يسهل للمرضى كل متطلباتهم، لقد ظل مغترباً بعيداً عن الوطن والأهل والأصدقاء سنين طويلة ليس من أجل نفسه ولكن من أجل أبناء وطنه، وحتى راتبه لم يعط له كدبلوماسي بل يتحصل عليه من وزارة الداخلية في عدن، ولم يعط له غير إيجار منزله السكني في الهند من القنصلية وعلى الرغم من ذلك ظال صامداً مناضلاً في سبيل سعادة الآخرين من أبناء وطنه.

الدكتور مهدي كان يعمل في مستشفر النصر التابع لوزارة الداخلية واختير لهذا العمل في الهند لحسن أخلاقه وسيرته الطيبة وحبه لعمله وللآخرين من أجل أن يخفف الآم من به ألم، وكان ناجحاً ومرشداً وطيباً وصادقاً ودبلوماسياً محنكاً وكان نوراً وسراجاً مضيئاً لمن يذهب ولم يعرف الهند ويقدم له كافة ما يتطلبه.

فرحمك الله يا أبا الدكتور مازن وإنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى