مصاقع فارس نبيل يرحل

> علي سالم اليزيدي:

> هل صدق كلام القلب أو صدق كلام الناس، رحلت يابو فرج في غفلة من الحراس، سكت القلب الصادق فجأة وخذل صاحبه، وبعدها خيم الصمت في لحظة واحدة وامتزج الحزن مع التهليل في رحاب بيت الله ومات محمد فرج مصاقع الرجل الذي عاش بحجم الرجال وصفات الشهامة والتواضع، وهو النبيل الذي الزمته اخلاقه الا ان يكون فارساً ومن رجال الحكم ومن أصدقاء الناس الطيبين والفقراء، فهو واحد من اولئك المدثرين بشيء اسمه المرؤة في زمن البعض اعتناقها والتعايش معها وهو ايضاً رجلاً كريماً بكل ما تعنيه هذه المعاني، ولكنه عاشق شيء اكبر وابلغ وهو الوصول من كل الطرق الى قلوب الناس وهذه نصف حكايته مع السنوات التي عاشها والنصف الاخر يملكه من عرفهم او مثلما قال المثل الشائع: لي منه الناس مجبورة ونامحيور.

توقف الفارس محمد فرج مصاقع، وهي وقفة في وسط الميدان وفي غمرة الاشغال وكل من حوله من البسطاء، غادر دنيانا الفانية وهي مشيئة الله ولا اعتراض على مشيئته وإنا إليه راجعون وحينما طار الخبر وانتقل ما بين البيوت والمدن ولحظة ان هم علينا هذا الخبر الفاجع اللهم لا اعتراض، وسال الدمع واهتزت المشاعر، فقد بكت الديس الشرقية وذرفت الشحر الدموع الحزينة وصدمت المكلا وسكت الكلام وما بين سيئون ودوعن وعدن وصنعاء فقد تساءل الاصدقاء والمحبين والاهل وكل من عاشر محمد فرج مصاقع (أبو صلاح) هل حقاًَ صدق الخبر ودوت الزعقة بما يشبه الفاجعة، وقال لسان حال الكثيرين البعيدين ساعتئد ياحسرة على الغصن اللي انتسل من الشجرة الزينة التي تنبت الثمرة، وشاء القدر إلا ان يرحل النبيل ورجل الحكم والوطني النقي سيل الاسرة الكبيرة ذات الصيت العاطر وأهل الجود في الديس الشرقية وكل حضرموت، ولكن ما ميز رحيل محمد فرج مصاقع - رحمه الله - فبرغم انه كان محاطاً بالمجد والمحبة الفطرية من الاخرين فانه وطوال حياته وقد فصل ما بين الاضواء ومغريات الحياة وما بين ما يرغب المرء في ان يكون عليه وتظل الذاكرة تحمله الى الابد.

رحل الكريم الفارس (مصاقع) وبكينا فهو ليس فقد اهله وان عز عليهم فهو الصديق والمعاصر لاحداث وتاريخ وطني مشرف ومن بناة الحكم المحلي والشعبي في حضرموت وصاحب خبرة في ادارة الازمات ولا عدو له، وهو أيضاً صاحب فكر وثقافة والنزاهة المطلقة طوال حياته والحمدلله وإنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى