يوم من الأيــام..مرحيب .. مرحيب

> سالم العبد:

>
سالم العبد
سالم العبد
فاضت النفس بمشاعر الأخوة والجوار الصافية مثل الماء النمير البارد في قيظ الصيف اللافح.. وانداحت الذاكرة لتجلو صوراً ومشاهد اختزنتها منذ ستينيات القرن الميلادي الماضي، أثارتها بشجن حميم أخبار زيارة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي عهد المملكة السعودية الشقيقة لحضرموت في أول زيارة له ميمونة بإذن الله، لحضور اجتماع اللجنة العليا المشتركة الذي اختيرت عروسة بحر العرب - المكلا - حاضنة وفيّة له، وهو الخيار الصائب الذي استقبله أبناء حضرموت بالبهجة الغامرة والحبور الفياض اتكاءً على الإرث الطويل والغني من العلاقات الأخوية المتبادلة، في كل علائق الحياة... اقتصادا وثقافة ونسبا و..و.. وضع لبنات صرحها الشامخ الرعيل الأول من المهاجرين الحضارمة واليمنيين وإخوتهم الأشقاء السعوديون، منذ ما ينيف على قرن من الزمان!! هذه الروابط المتكاملة والمتناغمة، التليدة، التي جعلت للحضارمة وإخوتهم مكانة خاصة ومتميزة في أراضي السعودية الشقيقة قبل طفرة النفط وأثناءها وبعدها.. وما تزال شواهدها تتحدث عن نفسها بثقة وصدق، وإيمان مفعم بمستقبل أفضل برغم تحفظات البعض، وحقد البعض الآخر ممن تجشأت نفوسهم المريضة المكبلة بعُقد ثقافة المؤامرة الوخيمة، العاجزة عن الانفتاح على الفضاءات النقية والصافية.

تذكرت طفولتي في المدرسة الشرقية- الجماهير حالياً- حيث كانت بعثة المدرسين السعوديين تلتحم مع أشقائها الحضارم للنهوض بأرفع رسالة إنسانية - تعليم النشء - تذكرت بواخر النقل.. مريم.. باخشب.. وغيرها والمنادي- المطرب - بصعر رحمه الله، يجوب الشوارع يقرع طاسته معلناً عن قدوم هذه البواخر أو إقلاعها حاملة المسافرين ذهاباً وإياباً ومعهم تمر المدينة المميز وماء زمزم المقدس، وغيرها من الهدايا والبضائع المباركة.. ثم وقد سنحت لي الفرصة لزيارة المملكة.. جدة والمدينة «الحرمين الشريفين» ودهشتي الكبيرة بانتفاء شعور الغربة.. والإحساس المعاكس بحميمية المكان والناس.. والأسماء.. حتى «الصاروم» الحضرمي.. وجدت أبناء حي السلام والحارة والشرج والديس وأبناء دوعن وسيئون وتريم والشحر والغيل.. في الصحيفة والكندرة.. في باب شريف وشارع المعكرونة.. وشارع قابل.. و..و.. اليافطات التي تحمل أسماء حضرمية ويمنية تملأ النظر والنفس.. حكايات البناء والنهضة التي امتزج فيها العرق والكفاح من الطرفين.. بايمين.. بقشان بن محفوظ.. العمودي.. بن لادن.. بادحدح.. بخلف.. محمود سعيد.. العيسائي..و.. كثير من الشواهد لن يكون آخرها التوجه الاستثماري الجاد الذي يقوده ابن دوعن البار بقشان وعائلته وإخوانه من آل العمودي ومنهم محمد حسين وبن عبود.. وآل بايمين وبلشرف وبن لادن.. وبن محفوظ.. والقائمة طويلة.. تسعها القلوب أكثر من الأوراق. بهذا الارث والجسور الخالصة من المودة والمصالح الاستراتيجية للشعبين الشقيقين.. نرددها من شغاف القلوب .. مرحيب .. مرحيب .. مع سفيرها الفنان العملاق أبو أصيل.. ونحن نترقب وصول الأمير سلطان ومرافقيه على جناح السلامة إلى حضرموت الخير والمحبة والإخوة المجردة وليسجل التاريخ بأحرف من ذهب أبرز الأيام.. 23 مايو القادم بإذن الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى