النظم الشمولية .. قبيحة!

> عبدالرحمن خبارة:

>
عبدالرحمن خبارة
عبدالرحمن خبارة
منذ الستينات من القرن الماضي وحتى الآن بليت كثير من بلدان العالم ومنها عالمنا العربي بنظم سياسية تتسم بالشمولية والدكتاتورية والحكم الفردي مشغولة بالتصفيق والمهرجانات وبالزوامل والبرع (والطبل والطاسة) حسب تعبير الأخ سعيد عولقي، وبالحديث عن الإنجازات الوهمية، بينما أكثر من نصف الشعب يعاني من غياب الكهرباء والماء والصرف الصحي وكثافة البطالة وزيادة نسبة الفقر والإفقار.

< ولا تهتم هذه النظم بما يمكن إنجازه يوم غد، بل إنها مشدودة إلى الماضي وإنجازات الماضي.. ولا يعرف المواطن أية إنجازات، هل التي تم إنجازها قبل سنة أم سنوات أم عشر.. ونبقى في إطار العموميات والعموميات فقط.

< وقد تعلمت بعض النظم وما سببه لها الاهتمام بالهوامش وبالخسائر الجمة لهذه (الزيطة والزمبليطة) ووجدت نفسها أنها في حاجة لكل فلس وريال ودينار وجنيه وليرة وأن الشعب أحوج إلى صرفها لما يجدي وينفع ويفيد الناس وما يبقى على الأرض، فالمهرجان واللقاءات الجماهيرية والتصفيق سرعان ما يتلاشى في اليوم الثاني ويبقى ما يعانيه الناس من أزمات اقتصادية واجتماعية ثابتة على الأرض.

< والبعض من هذه النظم وجدت نفسها تجعل من اللقاءات الجماهيرية بمثابة حوار ونقاش وطرح الأسئلة لما تواجهه هذه النظم، وهي بمثابة مشاركة شعبية للناس لمواجهة قضاياها وإصلاح الاعوجاج ومساهمة الناس في تذليل الصعاب بدلاً من الاهتمام بما تقدمه السلطة أو الحكومة. ويبقى لهذه اللقاءات ألقها وفوائدها لإنجازاتها الحقة!

< وتبقى هذه اللقاءات التي يشارك فيها الناس بمثابة محاكمة لنظم الحكم وهي بمثابة رقابة شعبية حقيقية.. وهي أيضاً بمثابة إنذار للحاكمين بأنهم قريبون جداً من المحاسبة وعليهم اليقظة دوماً ليكونوا بعيداً عن الفساد والإفساد.. وأن الشعب لن يرحم، كما يجب عليهم أن تتصف أعمالهم بنظافة اليد والتفاني في خدمته أبداً.

< ورغم ما تتصف به هذه النظم من قبح وقبيحة، فعليها الإدراك أن التغيرات في عالم اليوم لن تجعل لها أي مستقبل.. فالمستقبل للشعوب وللديمقراطية الحقة وبناء نظم تصنعها الشعوب لا الحكام الشموليون.. هذه هي سنة الحياة ولن تجد لسنة الحياة تبديلاً ..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى