كـركـر جـمل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
ماذا فعلنا لبلادنا خلال أربعين عاماً منذ الاستقلال.. بالقياس إلى ما فعلته دول الجوار لبلدانها خلال عشرين عاماً أو أقل؟.. نحن لا نريد أن نبكي على بلادنا بعين واحدة.. ونشمت فيها بالعين الأخرى.. وإنما نريد أن نحاسب أنفسنا على الوقت الذي أضعناه.. وعلى المليارات التي صرفناها وما زلنا نصرفها على (أشياء) لا تستفيد منها بلادنا.. ولذلك فرضنا على أنفسنا (مهرجانات) و(احتفالات) تبدد الطاقة والمال والوقت والرغبة في العمل والإنتاج.

< وعلى سبيل المثال فقط.. ماذا فعلنا في قطاعين اثنين هما: الكهرباء والمياه.. في الكهرباء ما زالت انقطاعات التيار هي السائدة في المدن والقرى.. ومحطات الكهرباء التي نتباهى بأننا بنيناها لتواكب التطور في العمران والسكان.. كل هذه المحطات المولدات الكهربائية فيها قديمة ومستعملة ولا تستطيع أن تصمد أكثر من بضع سنوات.. ولذلك تغرق مدننا وقرانا وشوارعنا في الظلام ساعات طويلة كل يوم.. وتغرق بلادنا في ديون لا أول لها ولا آخر.. ثم لا أدري كيف وجدنا أن من الحكمة أن نستأجر محطات للكهرباء؟.. ربما إيجارها أكثر من قيمتها الفعلية.

< وليس حال المياه أفضل من الكهرباء.. بل أفظع وألعن.. ولنضرب مثالاً بسيطاً عن انعدام المياه في مدينة كبيرة مثل (تعز)... وعدم وجود المياه في تعز ليس من اليوم.. ولكن من قبل الثورة تقريباً.. فماذا فعلت الدولة من أجل توفير المياه لمدينة تعز خلال أربعين عاماً.. لا شيء أبداً.. بالرغم من أن مدينة تعز تكاد أن تغرق كل يوم من هطول الأمطار.. وللأسف الشديد لا استفادت الدولة من هذه الأمطار.. ولا استطاعت أن تبني السدود والحواجز لمياه الأمطار للاستفادة منها.. وهكذا بالنسبة للمدن الأخرى.. ولو أن المياه فيها تشكل حالة أفضل (نسبياً).. ولكننا نستطيع أن نؤكد بأن صنعاء والحديدة وعدن وحضرموت وأبين وشبوة والضالع وغيرها من المدن تعاني كثيراً من شحة المياه.

< ولذلك نقولها بصراحة إن بلادنا لم تفعل شيئاً يذكر لها.. فكما كانت عاجزة عن تلبية حاجة الشعب من الكهرباء والمياه.. هي عاجزة أيضاً عن أن تفعل شيئاً في قطاعات أخرى مثل الصحة والتعليم والصناعة والزراعة وغيرها.. إن أوضاع المستشفيات في عموم الجمهورية في حالة مزرية وتعمها فوضى عارمة.. وليس الخطأ عند وزارة الصحة أبداً.. وإنما الخطأ أن الدولة لا ترصد الميزانية الكافية لوزارة الصحة في الموازنة العامة.. فمن يصدق أن مخصص علاج المريض الواحد في العام (6) دولار فقط أي ما يعادل (1176) ريالا تماماً في ميزانية وزارة الصحة؟.. وهذا المبلغ الضئيل هو مقابل السرير والغرفة والنور والماء والنظافة والمعاينة والكشف والأشعة والتطبيب والتمريض والعمليات الجراحية والدواء والحقن والضمادات وغيرها.. ولذلك ليس من المعقول أن نلوم وزارة الصحة على تقصيرها إذا هي لم توفر كل شيء للمريض إذا كانت الدولة هي السبب في ذلك باعتمادها (6) دولار للمريض كل عام.. وهكذا الحال بالنسبة للتعليم والقطاعات الأخرى.

< ثم هل هناك أية بارقة أمل في العام القادم؟.. لا أبداً.. فكل عام مثل (أخيه).. والذي نقوله هذا العام قد قلناه أكثر في الأعوام الماضية.. و(الخطة الخمسية) هي الأخرى لم يعد لها معنى.. وهذه العبارة تدل على (وهم كبير) لم يعد له أثر في الواقع.. وقد علمتنا التجارب ألا نصدق شيئاً من ذلك.. يا خسارة أربعين عاماً!!<<

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى