جزء من المعاناة الخاصة لمكونات الجنوب

> أحمد عمر بن فريد:

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
قسم الأخ علي الجرادي مقاله في عدد صحيفة «الناس» الأخير إلى قسمين، قال في القسم الأول منه رأياً نحترمه ونختلف معه، وقال في القسم الثاني رأياً آخر نحترمه أيضاً ونتفق معه، ولكن الغريب في الأمر أن الشق الثاني من المقال يتناقض بالجملة والتفصيل مع جميع ما قيل فيما سبقه!! ولا أدري كيف فات على الزميل مثل هذا التضارب الواضح بين الطرحين، الذي أخرج مقالته عن سياق المنطق وذهب بها بعيداً إلى أماكن أخرى تخلق الارتباك في الفهم والاستيعاب؟

في الشق الأول تحدث الجرادي بكثير من التجني على محافظات الجنوب في مرحلة ما بعد الحرب 94م، وخرج عن إجماع شبه تام بأن هذه المحافظات قد ظلمتها الحرب كما ظلمت أهلها ليس بسبب نتائجها فحسب وإنما بسبب (تبعات) نتائجها، وهذه حقيقة شبه ثابتة غالباً ما تعقب أية حروب يخرج فيها طرفا الحرب وفقاً للنتيجة الحتمية الموزعة ما بين جبروت وطغيان (المنتصر) وغبن ومرارة (المهزوم)، وذلك على مختلف الأزمنة والأمكنة وعلى تنوع أسباب الحروب وخلافاتها..إلا أن هذه القاعدة الثابتة لم يعترف بها الزميل فيما يبدو وجاء با يناقضها، وسمى ما جرى ويجري في هذه المحافظات بأنه نوع من أنواع (التنمية)!! وسمى أصوات الحق التي تطالب بإعادة الاعتبار للجنوب بأنها أصوات (مبتزة)!! وقال في الطامة الكبرى، إن تلك الأصوات المنادية بإصلاح مسار الوحدة تحظى (بدعم النظام) على حساب قيادات وحدوية في الحزب الاشتراكي كحزب وحدوي!!

حرفياً ذكر الجرادي ما يلي : لماذا يخضع النظام لهذا الابتزاز السياسي والإعلامي - من قبل دعاة إصلاح المسار طبعاً - ويقوم بتحويل مشاريع التنمية نحو هذه المحافظات خوفاً من هذه الأصوات، إلى جانب الدعم الشخصي الذي يقدمه لجناح إصلاح مسار الوحدة على حساب دعم الحزب الاشتراكي كحزب وحدوي!! ويذهب في قسم آخر إلى القول: وللأسف فإن القسمة العملية عام 1990م بين ما يسمى (شريكا الوحدة)، وبعد 94م اختزلت الشراكة ومثلت مجموعة أخرى كانت على النقيض من الحزب كشريك وحدوي -ويقصد بهم الزمرة في أسوأ المصطلحات السياسية الجنوبية- وهذه المجموعة عندما شعرت في السنوات الأخيرة بـ (الاستهداف) تحركت شعبياً تحت مسمى «ملتقى أبناء الجنوب» وأفرزت أخيراً معارضة انفصالية في الخارج تضمن بقاء غنائم السلطة في الداخل!!

تبعاً لهذا الكلام الظالم، وقبل الرد عليه أجدها مناسبة ومسلية مساءلة الدكتور مسدوس عن جميع أنواع الدعم المالي والمعنوي - بحسب الزميل- الذي يلقاه ويتلقاه (سراً) من جيوب نافذة في السلطة، دون معرفتنا ومعرفة زملائه من التيار؟ .

ولا أدري في جانب آخر ما إذا كان يجوز للزميل الجرادي وصف الحالة المزرية التي وصل إليها (مطار عدن الدولي) بأجوائه المفتوحة!! بأنه نوع من أنواع التنمية التي يحسدنا عليها!! إلا إذا كان توقف الرحلات الدولية عن واحد من أعرق المطارات في الشرق الأوسط (تنمية) من وجهة نظره، فتلك مسألة أخرى.

أما الدعم أو الابتزاز الذي مارسه «ملتقى أبناء الجنوب» على حد قوله.. فنود تذكيره بأن هذا الملتقى الذي نشد الحق وخاطبه ذات يوم في معقله، قد قصف وتشظى في ظرف شهر واحد فقط، من قبل (الجيوب النافذة في السلطة) وله -بطبيعة الحال- أن يسأل عن مكان ووضع عميد كلية الآداب في جامعة صنعاء سابقاً الدكتور باسردة.. عضو الملتقى والمتحدث الرسمي باسمه؟ إلا إن كان الزميل يرى أن إقصاءه من منصبه، ومغادرته (البلد) إلى كندا مكافأة ودعم من جيوب نافذة..فتلك مسألة جديدة أيضاً!

أخي العزيز: علي الجرادي.. إن كيان دولة كاملة كانت في الجنوب قد تم (صهره) وتبخير مكوناته وسط غبار معركة الوحدة الشهيرة! وإن جيشاً من الكفاءات العسكرية والمدنية ما بين طيارين مقتدرين، ينتظرون منك ومن بقية الأقلام الشريفة كلمات الحق والإنصاف، وإن بحثت عنهم ياعزيزي، فإنك ستجدهم (مرتصين) في حالة تنافس على زبائن سيارات الأجرة الخاصة.. فهلا زرتهم في مواقفهم المتناثرة في محافظة عدن مثلا.. وهلا طلبت منهم إخراج بطاقاتهم العسكرية كطيارين وقادة ألوية؟؟

أخي العزيز..أرجو أن تتكرم بزيارة الموقع الالكتروني للعزيز عرفات مدابش (التغيير نت) لتقرأ مضامين رسالة قصيرة جدا بعث بها الأخ محمد علي حيدرة من بعيد.. من أميركا، إلى السيد أحمد مساعد حسين في محافظة ريمه، وقعها باسم عقيد/ سابق في القوات المسلحة/ مسرح/ مشـطوب/ متقاعد/ فوق الخدمة/ لا أدري؟

وربما أن قائداً عسكرياً جنوبياً، زميلاً لبن حيدرة، سيصدمك كما صدمني قبل يومين فقط بمذكرة (رسمية) يحملها معه، صادرة من مكتب عقارات الدولة بعدن موجهة إلى محافظ عدن تقترح عليه في عبارة تختزل كل معاناة هيكل دولة الجنوب بجناحيه العسكري والمدني في كلمات قصيرة تقول حرفياً: نقترح أن يتم تثبيت (المقتحم) لمنزل المشتكي، على أن يعوض بقطعتي أرض!!

رحمك الله يا جرادي ألا ترى الحق واضحاً أمامك بكل تفاصيله؟

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى