الضالع فوق الشبهات

> يحيى غالب أحمد:

>
يحيى غالب أحمد
يحيى غالب أحمد
كانت الضالع كعادتها يوم 22 مايو 2006م فاتحة ذراعيها تحتضن الباحثين عن وطن وأرض وانتماء، اكتظت الضالع ذلك اليوم بالكوادر النوعية المتخصصة الموقوفة عن أعمالها متقاعدين بقانون الحرب الشطري والانتماء السياسي في سن الشباب وريعانه لكن الدهر وسنينه الـ 12 العجاف أكلت روح وكيان هذا الجيل الذي قرر أن تكون الضالع الثورة والوحدة والدم الزكي في ذلك اليوم ملتقى جماهيرياً تصالحياً تسامحياً لطي صفحات الماضي الأليم. وهذه الروح التسامحية لا تجد مكاناً لها إلا في نفوس الرجال المخلصين المنتمين إلى تاريخ وثقافة وأصالة متجذرة ضاربة أطنابها في عمق التاريخ.. السمو والتسامح شمية الرجال الصادقين الذين إذا عاهدوا لن ينكثوا عهدهم وإذا وعدوا أوفوا بالوعود.

كانت الضالع في ذلك اليوم في لقاء مع التاريخ تجدد اللقاء بشركاء التحرر والانعتاق، شركاء تفجير ثورة الجنوب في 14 أكتوبر 1963م، بأبناء ردفان وشبوة وأبين والصبيحة وحضرموت والمهرة وعدن ويافع وغيرها من مناطق الجنوب. والضالع يشهد لها التاريخ دوماً بالريادة والمبادرة والتسابق للتضحية، كانت الضالع بوابة الانطلاق إلى شمال الوطن لدحر الحكم الإمامي وفك حصار صنعاء وتثبيت النظام الجمهوري بالشمال ولماذا اليوم يستكثر عليها أن تحتضن 2000 شخص في لقاء الود والمحبة والتآخي ليحتفلوا بعيد الوحدة بطريقتهم الخاصة.. لماذا اليوم الضالع في دائرة الشبهات ومن حضر إليها يعتبر في عداد المشبوهين؟

كان لقاء الضالع عادياً جداً بالنسبة للحاضرين وللضالع نفسها الواثقة بتاريخها وبنضالاتها وتضحيات أبنائها، لا تطلب صكوك الوطنية من أحد كونها عنوان وطن وبوابة للتاريخ المجيد، ولا يعتقد قادة كتائب الحرب أن مجنزراتهم قد طمست تاريخ الثوار والأبطال وأمجادهم. إن تلك الآلة الحربية المدمرة التي اجتاحت الجنوب من بوابته الرئيسة (الضالع) هي سبب تجمع ذلك الحشد الجماهيري والحضور النوعي الفاعل، إنهم قادة الألوية والكتائب والمتخصصين، كفاءات الشرق الأوسط الذين تم تسريحهم وتعذيبهم وتهجيرهم من المدن إلى الارياف، وجدوا أنفسهم على قارعة الطريق يكابدون القهر والباطل بسبب الوحدة التي ضحوا من أجلها وقاتلوا واستشهدوا في المحابشة وصرواح وحجة وصعدة وكانت قعطبة وصالة هي المنبع الوحدوي لثوار الجنوب ونقطة الانطلاق.

اليوم يزور المنتصرون التاريخ، يستغفلون العقول بالإرهاب النفسي ومعاني الشعوذة السياسية المبتذلة، يتهمون الجنوبيين بما ليس فيهم، بالانفصالية التي هي ماركة مسجلة باسمهم بامتياز.

كان الحضور بالضالع بحجم التاريخ والانتماء ، جاءوا يحملون أوجاعهم وأحلامهم التاريخية المنكسرة يبحثون ويفتشون عند بعضهم ويحاولون فك طلاسم التاريخ المقلوب المزيف الذي حولهم إلى انفصاليين بوحدة القوة بعد أن قتلت الوحدة السلمية وشراكتها الحقوقية بين الشطرين.

نستغرب للتحليل النفسي لمفكري المؤتمر الشعبي العام وإعلامه الموجه واعتبار لقاء جمعية ردفان وأبين والضالع مشاريع مشبوهة؟؟ وكل من شارك يعد في قوام المشبوهين.. هذه العقلية الماضوية تنتج أفكاراً مشوهة تزيد تعميق الجراح.

الحملة الإعلامية وخطاب الحرب لازالت مفرداته تتكرر يوماً بعد يوم.. عقليات الرصد والتحري واصطناع الوقيعة والإرهاب النفسي أصبحت مكشوفة ومقيتة.

نقول إن الضالع فوق الشبهات ومن حضر ذلك اللقاء ليس لهم ماض يخجلون منه بل لهم أمجاد وبطولات وتضحيات وحقوق شرعية مهدورة ومغيبة، سيظلون يدافعون عن مكتسباتهم وحقوقهم ولن تثنيهم الممارسات العتيقة والإرهاب النفسي والفكري. ونعترف للنظام بقدرته الخارقة على تصفية الخصوم السياسيين بطرق وأساليب عديدة هي براءة اختراعه الوحيدة .

تحية لكل الشرفاء الذين حضروا هذا اللقاء التاريخي وشرفوا الضالع بحضورهم وكل من بارك وشارك هذا اللقاء التسامحي التصالحي.. وإننا لنشفق على من استكثر علينا مثل هكذا لقاء متواضع وتصنيف حاضريه استخبارياً ونعتهم بالشبهات والألفاظ النابية التي تزيد لهيب جراح الحرب المدمرة.. نقول لهم ارحموا أنفسكم من هذا العناء وأفيقوا من دجى الليل وسبات نومكم قبل أن يفوت الأوان وأعيدوا حقوق الناس المكتسبة ومدوا أيديكم للتآخي والتصالح وخذوا من ظلمكم للجنوبيين عبرة. والله من وراء القصد.

عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى