الأيام تستطلع نشاطات مركز النور للدراسات والأبحاث ودوره في حرم الإقليم الغناء تريم.. بن يحيى : للمركز دور في إثراء الحياة الفكرية والمعرفية في حرم الإقليم تريم

> «الأيام» سعيد سالمين شكابه:

>
مركز النور للدراسات والأبحاث
مركز النور للدراسات والأبحاث
يعد مركز النور للدراسات والأبحاث بمديرية تريم - وادي حضرموت عبارة عن مؤسسة علمية تغني بالبحث العلمي وخدمة الموروث العلمي والأدبي والثقافي للأمة الإسلامية .. نال المركز اعتراف وزارة الثقافة برقم ((29)) في محرم 23هـ الموافق أبريل سنة 2002م .

صحيفة الأيام قامت بزيارة المركز وتجولت في أقسامه المختلفة واستطلعت نشاطاته المختلفة ودوره الكبير في حرم الإقليم بمدينة تريم بهدف تسليط الأضواء عليه وإبرازه وخرجنا من زيارتنا بحصيلة علمية ومعلوماتية كبيرة تتابعونها في السطور التالية :

في البداية كان لقائنا مع الأستاذ زيد بن عبدالرحمن بن يحيى المدير التنفيذي بالمركز وتحدث إلينا عن الفكرة الأولى لتأسيس المركز وأهداف تأسيسه وقال: الفكرة الأولى للتأسيس كانت موجودة منذ أمد بعيد وهي منبعثة من اهتمام علماءنا ومشايخنا بإثراء الحركة العلمية وأخذ مقومات التجديد في التعامل مع العلم كمادة وطلاب العلم كأوعية وقد تبلورت الفكرة ولله الحمد في نهاية 1422هـ برعاية الداعية العلامة الحبيب عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ ونال المركز اعتراف وزارة الثقافة برقم 29 في محرم 23هـ الموافق أبريل سنة 2002م.

أما أهداف التأسيس فتتركز في النقاط التالية:

1) التعاون وتبادل المساهمات العلمية والخبرات مع المراكز والجهات ذات نفس المجال والأهداف.

2) الحفاظ والتوثيق والنشر والتحقيق لأمهات الكتب المشتملة على المؤلفات العلمية والأدبية والثقافية .

3) نشر التراث العلمي .

4) إبراز التاريخ الإسلامي عموما وتاريخ اليمن خصوصا .

5) تدريب الناشئين الراغبين على التحقيق والبحث العلمي.

وبشأن الموقع والإطار البنائي للمركز قال بن يحيى : لازال المركز يخطو خطواته التأسيسية الأولى ولذا تجدنا لازلنا نعمل في أحد البيوت المستأجرة في حارة الروضة بعيديد / تريم ونأمل أن ييسر الحق الأسباب حتى يكون للمركز موقع ومبنى خاص به إن شاء الله تعالى.

وحول المهام والنشاطات التي يقوم بها المركز وهيكله الإداري تحدث إلينا الأستاذ محمد عبدالله الجنيد نائب المدير التنفيذي قائلا : ينطلق المركز في مهامه من وحي أهدافه ويرسم الخطوط العريضة لمختلف المراحل التي يمر بها ، ونحن في هذه المرحلة التأسيسية نعمل على تأسيس البنية التحتية على ثلاثة أسس هي : الأساس العلمي والإداري والفني ونحن معتمدين في ذلك على الحق جل وعلا وعلى تعاون العديد من الأخوان والجهات ذات نفس الاهتمام.

وأضاف الجنيد ففي الجانب العلمي على تفعيل عملية البحث العلمي وتحقيق بعض من مهمات كتب السلف الصالح الأمر الذي يسر ولله الحمد تقديم سلسله بسيطة من الاصدرات بلغ عددها 12 في مختلف الفنون من فقه وحديث وعقائد وسلوك وتاريخ وأدب كما يجري العمل حاليا في ما يقارب من 36 عمل بين تحقيق , تأليف وبحث نسأل الله أن يعين إخواننا العاملين بها على إنجازها ومن المهم أن نشير هنا إلى أن المركز يتشرف بالبحث والرد على كثير من المسائل العلمية التي تحال إليه من عمادة و إدارة دار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية وغيرها.

أما في الجانب الإداري فقد سعينا إلى تثبيت مفاصل الهيكل الإداري لأقسام المركز بشقيها:

1) الأقسام الفاعلة مثل قسم البحث العلمي وقسم التوثيق وقسم صيانة وترميم المخطوطات وقسم التاريخ وكذا قسم الأنساب العربية بحيث يسعى الأخوان فيها إلى بلورة مفاهيم الإدارة الحديثة فيها واقعا من حيث التخطيط والتنظيم والرقابة ثم تقييم الأداء وإشاعة روح الأسرة الواحدة.

2) الأقسام تحت التأسيس كقسام الإعجاز العلمي وغيره التي جرى إعداد التصورات التأسيسية لها ونسأل الله عز وجل أن تجد هذه الأقسام طريقها إلى خدمة الواقع.

وفي الجانب الفني : فلله الحمد منذ مراحل مبكرة من تأسيس المركز أُخذت بعين الاعتبار مسألة التأهيل للكادر الذي يحتاجه في الجوانب الفنية وخصوصا من صيانة وترميم المخطوطات حيث نفذ المركز وشارك في مجموعة من الدورات المختلفة والتي نوضحها كالتالي:1) دورة الصيانة والترميم اليدوي والحراري للمخطوطات والوثائق .

2) الدورة الأولى في الترميم الآلي للمخطوطات والتي كانت المنطلق الأساسي في تبني المركز جملة من الدراسات لمشروع صناعة (جهاز النور لترميم المخطوطات وصناعة الورق) الذي نال براءة رقم (162) لدى إدارة حماية الملكية الفكرية وبراءة الاختراع بوزارة الصناعة، كأول جهاز لترميم المخطوطات وصناعة الورق يتم تصميمه وتصنيعه في اليمن .

3) الدورة السنوية الأولى ثم الثانية في أسس البحث العلمي وقواعد التحقيق التي ينظمها المركز سنوياً

4) دورة أسس تصنيف المخطوطات التي نظمتها وزارة الثقافة ممثلة في قطاع المخطوطات بالتعاون مع المركز الفرنسي بصنعاء

.5) الدورة الأولى في المفاهيم الأساسية للإدارة التي نظمها دار المصطفى للدراسات الإسلامية بتريم .

6) ورشة العمل لتصنيف المخطوطات التي نفذنها جامعة عدن في مكتبة الأحقاف للمخطوطات بتريم في نوفمبر 2003م .

وقد بدأنا من العام الماضي (2005م) عملنا على وضع التصورات لمجموعة من الأنشطة الدورية التي سعينا أيضا إلى التعاون مع بعض الجهات الأخرى إقامتها وكان آخرها المعرض الوثائقي الأول 2005م الذي عملنا على تنظيمه مع كل من: المركز الوطني للوثائق برئاسة الجمهورية بحضرموت الهيئة العامة للآثار والمتاحف مكتبة الأحقاف للمخطوطات والمطبوعات. الجمعية اليمنية للتاريخ وحماية التراث ولله الحمد كان عبارة عن خطوة هامة في إبراز مجموعة عناصر مهمة وقد نال استحسان الزوار وقيادة السلطة بحضرموت وقد وجه الأخ العميد عبدالقادر علي هلال محافظ محافظة حضرموت بنقله وفتحه على هامش الندوة الدولية لحماية الأحياء البحرية / فبراير 2005م .

وواصل الجنيد حديث للصحيفة قائلا: أما بشأن الهيكل الإداري للمركز فهو يتشكل في أقسامه الفاعلة حاليا فقط من شقين رئيسيين وهي : - مجموعة الأقسام العلمية (البحث العلمي -الأنساب -الإعجاز العلمي - التاريخ) .

- مجموعة الأقسام الفنية (الصيانة والترميم -التوثيق) .

أما بالنسبة للتبعية فالمركز مؤسسة علمية مستقلة بالمفهوم الإداري إلا أننا لاشك نتشرف بالانضواء تحت راية مدرسة حضرموت العلمية ولعب دور أحد المؤسسات المساندة للحركة العلمية وطلاب العلم في لدار المصطفى للدراسات الإسلامية بتريم وغيره. وأضاف نائب مدير عام المركز بالقول: بشأن الكادر الوظيفي في المركز ومؤهلاته التعليمية فالعاملون لدينا نوعين وخصوصا في الأقسام العلمية فهناك باحثون عاملون مرتبطون بالعملية البحثية اليومية في المركز عددهم محدود لا يزيد عن خمسة باحثين وآخرون وهم غير قليل يتم التواصل والتعامل معهم كل حسب اختصاصه وحسب الحاجة المطروحة أمام القسم المعتني به .

أما المؤهلات التعليمية فتتفاوت في جميع الدرجات العلمية المعروفة في الجامعات غير أننا كمؤسسة علمية ذات أصول تقليدية فإننا نضع في اعتباراتنا معايير أخرى كذلك ، قد تضع باحث ما لا يحمل شهادة جامعية في مصاف كبار حملة الشهادات ودرجات الأكاديمية الجامعية ولنأخذ مثالا على ذلك الباحث المحقق عبد اللاه الحبشي الذي لا يخفى أعماله على كل مهتم بالبحث والتحقيق والذي فرض نفسه حتى انتدب للعمل في المجمع الثقافي في أبوظبي في دولة الإمارات الشقيقة وكذا علامة حضرموت الحبيب سالم بن عبدالله الشاطري والمفكر الإسلامي الداعية الحبيب أبوبكر بن علي المشهور وغيرهم.

وممن غاب عنا من علماؤنا الباحث الموسوعي عبد الله بن حسن بلفقيه والمؤرخ علوي بن طاهر الحداد مفتي ولاية جوهور بماليزيا . وغيرهم كثير.

أما بخصوص الفروع للمركز فلا يوجد لدينا حاليا توجه لفتح فروع للمركز وعموما نرى أن الإثراء في التعددية الموصولة بالقواسم والثوابت المشتركة ونسعى إلى إشاعة روح التعاون بين المؤسسات العلمية ليس عن مستوى محافظة حضرموت فقط بل وعلى مستوى القطر والأمة الإسلامية إن شاء الله تعالى.

وردا على سؤال الأيام حول دور المركز في إثراء الحياة الفكرية والمعرفية في حرم الإقليم مدينة تريم والمحافظة والدور الذي يقوم به قسم التوثيق في المركز قال الأستاذ زيد بن يحيى المدير العام التنفيذي للمركز التالي: على ما وفق المولى عز وجل لإنجازه إلا أننا لازلنا نعتبر أن دور مركز النور محدود في إثراء الحياة الفكرية والمعرفية خصوصا في بلدة مثل حرم الإقليم تريم نظرا لاعتبارات عدة لعل أهمها :

- المستوى العالي للحياة الفكرية ونتاجه في البلدة مقارنة بغيرها وخصوصاً في الماضي وبصورة أقل في الحاضر لأسباب كثيرة هي ليست موضوعنا هنا .

- محدودية الدور للمركز لأنه دور مكمل لأدوار مؤسسات ومراكز علمية أخرى أيضاً في المدينة وغيرها إذا ما أخذنا بعين الإعتبار ما تقوم به المؤسسات العلمية الموجودة بشكل عام مثل رباط تريم وكلية الشريعة ودار المصطفى للدراسات الإسلامية ناهيك عن مجموعة من مراكز الدراسات ودور النشر وخدمة التراث العلمي مثل مركز تريم للدراسات ودار العلم والدعوة ودار الميراث النبوي وفرع مركز الإبداع التابع لأربطة التربية الإسلامية ومراكزها المهنية بالإضافة إلى غيرها من المنتديات والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالنشاط العلمي والثقافي .

وواصل ابن يحيى حديثه قائلا: قسم التوثيق يعتبر من أهم الأقسام لدينا وهو القسم المعني بخدمة الفهرسة والتصنيف ثم التوثيق بمختلف الوسائل للمكتبات الخاصة والعامة والتي للأسف الشديد أغفلت وطالتها أيدي العبث أو النسيان . ولله الحمد فإنه خلال مسيرة العمل الماضية المحدودة استطاع القسم إنقاذ مجموعة من هذه المكتبات وتقديم الخدمة لها مع الإلتزام المطلق بحفظ حقوق المعنيين فكان أن بلغ عدد ما تم توثيقه خلال الفترة الماضية عدد ( 2755 كتاب) في مجموعة مكتبات من مختلف أنحاء حضرموت وغيرها الأمر الذي دفعنا الى التفكير في مشروع إخراج وطباعة فهارس المكتبات العامة والخاصة في حضرموت إن شاء الله تعالى. وحول التسمية (( مركز النور للدراسات والأبحاث)) ودلالتها أجاب السيد بن يحيى بالقول: العلم نور ونرى أن الدلالة تشير إلى خدمة العلم والله أعلم .وأضاف قائلا: أما بشأن مركز النور وعلاقاته الداخلية مع الادارات الحكومية في وزارة الثقافة ووزارة الإعلام فالحمد لله تربطنا جملة من العلاقات مع بعض الإدارات الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى وذلك في إطار الحراك الثقافي والعلمي الذي نأمل أن يكون المركز أداة إيجابية فيه وعلى سبيل المثال لا الحصر فممن ربطتنا بهم عرى الأنشطة في فترات ماضية : قطاع المخطوطات في وزارة الثقافة برعاية وكيل الوزارة الدكتور يوسف عبد الله والدكتور أحمد الغماري رئيس الهيئة ، المركز الوطني للوثائق برئاسة الجمهورية الذي يرأسه الأستاذ السيد علي أبو الرجال وكذا الهيئة العامة للآثار والمتاحف والأخوة في السلطة المحلية إدارة الثقافة وكذا مجموعة من المراكز والجمعيات المعنية بالنشاط العلمي والثقافي . أما على الصعيد الخارجي فلله الحمد تأسست للمركز علاقات عمل تصب في مشاريع مشتركة ستجد طريقها إلى النور قريباً إن شاء الله مع الإخوة في مركز دبي للدراسات الذي يرأسه الدكتور أحمد نور سيف وكذا مكتبة الإسكندرية المعروفة وكلية تاريخ العلوم في حلب/ سوريا .

وردا على سؤالنا عن الصعوبات والمعوقات التي تقف أمام المركز والطموحات المستقبلية المرسومة له قال محمد الجنيد نائب المدير العام التنفيذي للمركز التالي: لا يوجد عمل وعطاء بلا صعوبات ولا شك أن الصعوبات المادية أمام مؤسسة علمية غير ربحية مثل مركز النور تأتي في مرتبة متقدمة إلا أننا نواجه أيضا صعوبات أخرى فنية وإدارية نسعى وإخواننا في الأقسام المختلفة للتغلب عليها . وللرعاية الكبيرة التي يوليها سيدنا الحبيب عمر بن حفيظ دور كبير في التغلب على كافة الصعوبات والمعوقات ولا ننسى هنا دور العديد من أهل الخير والأيادي الفاضلة الذين يصعب حصرهم والذين ننتهز هذه الفرصة للتوجه بالشكر الجزيل لهم سائلين المولى أن يحسن أجرهم وثوابهم.

أما بالنسبة للطموحات المستقبلية المرسومة 1- بلورة رسالة المركز واقعا في إبراز وخدمة وتوثيق الموروث العلمي والثقافي لسلفنا الصالح والمخزونة بجميع مكتبات الوادي والمحافظة واليمن وخارجه عموما.

2- إشاعة المعنى في علاقات عمل إيجابية شفافة مع إخواننا في المراكز والمؤسسات العلمية الأخرى .

3- تشييد المبنى من خلال استكمال مفاصل الهيكل التنظيمي للمركز من خلال الدفع بالإقسام التي تحت التأسيس إلى واقع العطاء والإبداع .

واختتم الأخوين بن يحيى والجنيد حديثهم بالقول: نتوجه بالشكر الجزيل والتقدير لصحيفة الأيام والقائمين عليها الأستاذين القديرين هشام وتمام باشراحيل وكافة أسرة التحرير على جهودهم المتفانية والمخلصة في أداء رسالتهم الإعلامية السامية وتقدير خاص لك أخ / سعيد على جهودك الطيبة في التغطيات الإعلامية والصحفية وشكرا لكم جميعا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى