ما هكذا يا صديقي يكون الكلام

> محمد علي محسن:

>
محمد علي محسن
محمد علي محسن
إذا كان لقاء الضالع مثيراً للشبهة من وجهة نظر الأخ طارق الشامي، رئيس دائرة الفكر والإعلام في المؤتمر الشعبي العام حاليا ًوالمتحدث الناطق باسم أحزاب مجلس التنسيق لأحزاب المعارضة سابقاً فأين هو الفعل الوطني الوحدوي المنزه من شبهات القبلية والمناطقية والجهوية؟! المصيبة ليست في ما قاله الشامي أو غيره من السياسيين والصحفيين المحسوبين على المؤتمر بل هي في طريقة التعامل ومحاولة قلب الحقائق بقصد اختلاق المشكلات والأزمات من العدم وبما من شأنه إطالة أمد نظام مأزوم بعد أن فشل في التصدي لقضايا أكثر جوهرية وضرورية للنهوض والتطور.

يا صديقي الشامي أن يلتقي الناس من أجل التصالح والتسامح فالبلد في ألف خير وعلماً المخاوف والتوجسات المعلنة وغير المعلنة تجاه هؤلاء الذين بادروا من ذوات أنفسهم لمداوة كلوم الصراعات وطي صفحة سوداء كانوا جميعاً وقوداً لها وكان الأحرى بكم مباركة ودعم خطوة من هذا القبيل أياً كان أصحابها ودعاتها اليوم في أبين أو الضالع أو ردفان أو شبوة أو غدا في إب أو تعز أو الجوف أو صعدة أو غيرها، لا أن ينالها الشك والريب وعلامات الاستفهام بل والمحاكمة والطعن بوطنية ووحدوية ومقاصد هؤلاء المجتمعين تحت راية السلام والوئام والأخوة والوحدة الاجتماعية وكأن البلد لا توجد فيه أية مشكلات أو قضايا جديرة بالاهتمام والإصلاح باعتبارها أهم بكثير من إهدار الوقت والجهد في ملهاة وحدوثة أصبحت اسطوانتها غير مستساغة لدى القلة من المنتفعين والمتمصلحين.

ولماذا فقط لقاء التسامح هو المشبوه والمناطقي وغير القانوني والمثير للتساؤلات؟ خلاص البلد عال وخال من كل شبهة أو جنحة مخالفة للقانون والنظام، لا شيء تحت هذه السماء يستحق المساءلة والمحاسبة غير فعل هؤلاء البسطاء المبعدين والمتشظين بمرارة وآلام الواقع المعاش .. الديمقراطية بألف خير وعافية حتى أن خطاب المعارضة يشنف الأذنين مدحاً وإطراء .. الدولة اليمنية الحديثة بسلطاتها ومؤسساتها وتشريعاتها وعدالتها موجودة وحاضرة في كل الظروف والممارسات والأحكام وبما يستوجب عدم إثارة العصبيات والانقسامات القبلية أو المناطقية أو الجهوية .. التنمية وتيرتها مشاهدة ولا يزيغ عن رؤيتها سوى هالك أو مريض أو عميل أو خائن .. الاستثمار والحريات والخدمات والحقوق وعلاقات الشراكة مع الدول والصناديق المانحة جميعها ليست مدعاة للانقسام والتمزق والظلم والاصطفاف والمواجهة المضادة.

ليكن في علم الجميع وأولهم العزيز الشامي أن إرساء مبدأ التسامح في مجتمع أصابه ما أصابه من ويلات ومآسٍ مازالت تبعاتها ماثلة يعد بحد ذاته فعلاً عظيماً وجديراً بالاحترام والتقدير وليس العكس بالإيغال في الشك أو تجريد أصحابه من وحدويتهم وانتمائهم للوطن، صحيح أن السفير أحمد الحسني كان حاضراً في اللقاءات الثلاثة وكذلك تيار إصلاح مسار الوحدة، وكلا الاثنين يتفقان في مسألة الاصطفاف والتوحد الجهوي القائم على الجغرافيا الشطرية إلا أن ذلك الاختلاف في الرؤئ لا يقلل من شأن ما حدث في النفوس أو يمنع من المجاهرة بدافع الناس الحقيقي (الظلم) فطالما هنالك شعور بالجور والغبن يتنامى يوماً عن يوم فبكل تأكيد يستلزم إصلاح العطب أو التغيير الجذري للوسائل التي أفسدتها الحرب، أما الوحدة فنصيحة خالصة من القلب نزجيها لأولئك النفر ممن جُبلوا على (طلبة الله) باسم الحرص والحفاظ على الوحدة ولكل من يتخذها قميص عثمان للنهب والفيد والسطو والحكم، نصيحتنا لهم وقف هذا العبث الحاصل وليثبتوا لنا لمرة واحدة أنهم وحدويون بالممارسة والسلوك والتضحية وليس بالكلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى