> هناك مثل فرنسي يقول «الرجل هو الأسلوب» وأسقط هذا المثل نفسه على الأخ أحمد محمد الكحلاني، محافظ عدن يوم السبت الماضي الموافق 27 مايو 2006م في اللقاء الذي تصدره فخامة رئيس الجمهورية مع أعضاء المجلس المحلي والمكتب التنفيذي في المحافظة. شدني الأخ المحافظ مع غيري ونحن نتابع كلمته التي كانت تقليداً جديداً من حيث ترشيد الزمن لصالح المضمون والذي يعبر عنه بالمقولة المأثورة: «خير الكلام ما قل ودل».

عجبت للأخ الكحلاني وهو يكسر حاجز الإسهاب الذي ملَّه الناس وكبر في وجهي ووجوه الكثيرين وهو يتعفف من استخدام الكلمات غير اللائقة وهو ينأى بنفسه عن التجريح بالآخرين، وفي تقديري أنه التزم بذلك الأسلوب لأنه دائماً ما يتحدث عن «المسؤولية الجماعية» وعن «تضافر جهود الجميع»، ومن يتعامل بهذه الروح فهو رجل عملي يؤمن بالقليل من الكلام والكثير من العمل وهو صاحب رؤية تتطلب طاقات الجميع، الذين يتفاعلون مع المسؤول الذي يجمع ولا يفرق ويصون ولا يبدد، المسؤول صاحب القلب والعقل المفتوحين.

شدني الأخ الكحلاني وهو يرحب بفخامة رئيس الجمهورية بالأصالة عن نفسه ونيابة عن زملائه في المجلس المحلي للمحافظة والمكتب التنفيذي وهو يرحب بفخامته باسم سكان عدن وهنا تجلت سلامة ذوقه التي عززتها مشاعره الطيبة وهو يقول إن هذه المحافظة ساحلية وحارة لا يتحمل سكانها انقطاعات الكهرباء، ويكفي سكان هذه المنطقة الكلمة الطيبة التي هي كما أخبرنا الحبيب المصطفى «صدقة».

لقد أحسن الأخ الكحلاني تقديم نفسه لرئيسه ومرؤوسيه ومعايشيه في المحافظة كرجل يعتمد مصفوفة ثوابت منها: لماذا لا أشيد حيث تستحق الإشادة؟ ولماذا لا أشير بسبابتي إلى مواضع الخطأ حيث ينبغي الإشارة؟ لمست ذلك عندما أشاد بتناقص الانقطاعات، إلا أنه لم يغفل أن يشير إلى الآمال التي يعلقها على وعود وزير الكهرباء بوضع حد نهائي للانقطاعات بعد شهرين.

الأخ الكحلاني جيد وجاد كسلفه الأخ يحيى الشعيبي، الذي واجه متاعب ومصاعب لا يتسع المجال لذكرها ونخشى أن تعيد تلك المتاعب والمصاعب نفسها لتجهض طموحات الأخ الكحلاني. الواقع عصي والزمن لا يسير لصالحنا، ورغباتنا وطموحاتنا جسيمة ولكنها ليست بجسامة تحضيراتنا واستعداداتنا وعلينا أن نجيب عن السؤال المتواتر: ما العمل؟

نسأل الله لك الثبات يا أخانا الكحلاني.