كـركـر جـمل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
هل كانت هناك مشكلة في صرف مرتبات المعلمين والمعلمات في مواقع عملهم -أي في مدارسهم - في نهاية كل شهر؟.. أفهم جيداً أن يستلم كل متقاعد معاشه الشهري من إدارة البريد التي في منطقته..بعد أن أصبح بدون موقع عمل.. ولكنني لا أفهم ما هو الهدف أو الغرض الذي يجعل المعلمين والمعلمات يذهبون إلى البريد لاستلام مرتباتهم كل شهر بعد أن كانوا يستلمونها بكل هدوء وراحة في مدارسهم.

< وإذا كانت الجهات المختصة تعتقد أن هذا النظام طبيعي..فإنني أرى أن هذا النظام ليس طبيعياً..بل إنه صورة من صور العذاب في الحياة.. وإذا كان الرجل (المعلم) يستطيع أن يتحمل هذه المشقة وهذا التعب والوقوف الطويل في طابور أطول أمام نافذة البريد لاستلام راتبه الشهري.. فلا أعتقد أن المرأة (المعلمة) تستطيع أن تفعل ذلك..وتلعن هذا العذاب.. وهي ليست في حاجة إلى هذا الوجع والعقاب.. ولكنها في حاجة إلى الرحمة والراحة.. بعد الشقاء وعناء التدريس.. وهذا أيضاً بالنسبة للمعلمين.

< ألا يكفي أن نشاهد الشقاء والبؤس والتعب والتعاسة على وجوه المتقاعدين الواقفين معاً..والجالسين معاً.. والمنتظرين معاً.. أمام نوافذ البريد كل شهر.. في انتظار معاشاتهم الشهرية.. وهم بلا حول ولا قوة..لا أحد يسمع أحداً..بالرغم من أنهم وقفوا أو جلسوا متجاورين..ولكن بلا إحساس ولا مشاعر..بعد أن فصل جدار البريد بينهم وبين أحاسيسهم ومشاعرهم..ولا أحد يسندهم ولا أحد يشد أزرهم ولا أحد يؤكد لهم أنهم جديرون بالحياة.

< وهل من المعقول أو المقبول أن نضيف أعباء جديدة إلى الصرافين في البريد ..ألا يكفيهم ما يعانونه من التعب والإرهاق -على قلتهم- في صرف معاشات المتقاعدين..وهل فكر المسئولون أن صرف مرتبات المعلمين والمعلمات بالإضافة إلى صرف معاشات المتقاعدين.. يتطلب زيادة عدد الصرافين وفتح نوافذ أكثر؟.. وليس من الممكن الاعتماد على نفس عدد الصرافين والنوافذ في كل بريد..لأن في ذلك مدعاة للفوضى والشغب ووجع القلب للمعلمين والمعلمات والمتقاعدين.

< إن المعلمين والمعلمات في غنى عن هذا الشقاء والتعب..وسوف يعرف المسئولون أن هذا النظام الجديد في صرف مرتبات المعلمين والمعلمات بواسطة البريد..نظام فاشل ويشكل عبئاً ثقيلاً على الجميع..وأن الزحام والتجمع الكبير بالآلاف أمام إدارة البريد سوف يعتبر مظهراً لا إنسانياً ولا حضارياً..وأن في ذلك كثيراً من الإذلال والهوان لهم جميعاً..في الوقت الذي يستحقون فيه الكثير من التقدير والاحترام..وليفهم الذين فرضوا هذا النظام الجديد على المعلمين والمعلمات باستلام مرتباتهم من البريد..ليس له معنى ..وليس فيه فائدة..فالهوان هو الهوان..والإذلال هو الإذلال..والهوان الذي يجيء من الأهل هو أقسى وأعنف من الهوان الذي يجيء من غير الأهل.

< بقي على المسئولين أن يفهموا وأن يتداركوا تداعيات هذا النظام الفوضوي.. ولابد أنهم سوف يرون بعيونهم أمام كل بريد في نهاية الشهر.. كل عبث وفوضى وتدافع بالمناكب والأقدام..وضرب بالأيدي والأرجل والرؤوس.. بسبب الزحام وحرارة الصيف وارتفاع ضغط الدم واختلاط النساء بالرجال الذي لا أرجوه ولا أتمناه.

< وأتمنى على المسئولين في كل بريد أن يوسعوا قاعدة الصرف..أي أن يفتحوا نوافذ كثيرة..وأن يزيدوا عدد الصرافين.. وأن يخصصوا مواقع للنساء..وأخرى للرجال..وربنا لا يسامح الذي كان السبب ..آمين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى