المحطة الأخيـرة..كهرباء بلا محوّل

> محمد سالم قطن:

>
محمد سالم قطن
محمد سالم قطن
هكذا كان العم سعد يترنم عصر الأمس، وكأنه يرتجز: كهرباء بلا محوّل، بضاعة لا حول ولا قوة إلا بالله. لم أستغرب مقصد العم سعد، فهو واحد من قدامى مغني الدان في بلدتنا، شاءت له الأقدار أن ينتقل منذ عامين تقريباً للعيش في المنزل الجديد الذي بناه ابنه المغترب.

المنزل الجديد، كما يقول العم سعد لجلسائه من (الشيابة) وأشباه العاطلين، على دكه المسجد، عصر كل يوم، منزل يا خير شيء - حسب تعبيره - فيه المرمر- يقصد البلاط - والستر المطروقة والحمام الزين، لكن المشكلة أنه مبني على الطريق حق ذلحين. كله بحسابه، كما يقول، هذه الأيام تصبح العيشة نكدة في هذه البيوت بسبب كهرباء الطفي لصي.. الثلاجة تعطلت والميل يحتاج أربعة فيوزات من شأن يلصي.

يواصل العم سعد حكايته: كنا نعيش في الحافة القديمة والبيت كما الخرابة، أحسن من ذلحين، حتى الفاتورة حق الكهرباء، وكانت كهرباء حق من صدق، كانت فاتورة رحيمة. هل تعرفون أنني حاولت العودة إلى الخرابة حقي القديمة، لكن نفسي ما طاوعتني أترك أحفادي الصغار وعائلة ابني لوحدهم!

مشكلة العم سعد هي مشكلة حي كامل من أحياء مدينة الشحر يعاني سكانه هذه الأيام والصيف في ذروته والرطوبة الساحلية في أعلى مداها، يعاني من كهرباء مدت إليه في عجل من دار إلى دار، تيار يسحب تيار. حافة منه مدوا لها من الكابل المتجه إلى محطة الإرسال الإذاعي خارج المدينة، وإلى جوارها حافة أخرى أعطوها تيار سحّاب لا يعرف الفولت ولا الأمبير!

ضاعت فيها نظريات التوصيل على التوالي وسقطت معها معادلات التوازي والدوائر الكهربائية المفتوحة منها والمغلقة، وكله على حساب مواطن مغلوب على أمره يصدم في آخر كل شهر بفاتورة تضخمت بفعل التذبذب في التيار.

قال لي أحد المهندسين: إن الذي اخترع الكهرباء اخترع أيضاً محولات كهربائية، لكن هذا الحي الجديد بدون محول كهربائي، فيزياء جديدة وتيار عشوائي وعدادات تدور وتدور.

أليست الكهرباء طاقة؟ والطاقة لا تفنى ولا تستحدث كما يقول عشاق الفلسفة؟!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى