في الذكرى 65 لميلاد الشاعر سالم علي حجيري .. ثراء الأغنية.. بساطة الروح وحب الناس

> «الأيام» محمد حمود أحمد:

> يصادف هذا العام الذكرى الخامسة والستين لميلاد الشاعر الشهيد سالم علي الحجيري، وبهذه المناسبة نظم منتدى باهيصمي الثقافي الفني الخميس الماضي ندوة احتفالية تناولت أعماله الشعرية شارك فيها عدد من الأدباء والمثقفين من منتديي (باهيصمي) و(سالم حجيري)، والفنانون أنور مبارك وعبدالله الصنح وصادق عبده خالد وفرقة نسائم عدن.

وقد تحدث في الندوة الأدباء عبدالرحمن إبراهيم ومبارك سالمين ود.مسعود عمشوش، وأدار الندوة الشاعر خالد قائد صالح، الذي افتتحها قائلاً: «الشهيد الشاعر سالم حجيري أسهم خلال عمره القصير في إثراء الأغنية اللحجية بعد جيل الأغنية الرواد الشعراء عبدالله هادي سبيت وصالح نصيب ومسرور مبروك وغيرهم، وعاصر الكثيرين من شعراء الأغنية من جيله وزاملهم وأسس معهم منتداه المعروف باسمه إلى اليوم في مدينة دارسعد، ومنهم مهدي حمدون ومحمود علي السلامي وأحمد سيف ثابت وسيف صلوح وعبده علي ياقوت ومحمد نعمان الشرجبي وغيرهم، وهو من الشعراء الذين أثاروا جدلاً بين نقاد الشعر والمثقفين حول مضامين شعره، خصوصاً أشعاره ذات المضمون السياسي، كذلك أود أن أضع محوراً طرحه البعض حول غياب المرأة في أشعار سالم حجيري، وأضع تساؤلا حول مدى صحة هذا الطرح؟».

وتحدث رئيس المنتدى الشاعر محمد سالم باهيصمي قائلاً: «لقد خسرنا الشاعر الشهيد سالم حجيري وهو في قمة عطائه وتألقه وعمره لم يتجاوز 45 عاماً، واليوم نحتفي به وهو لا زال يملأ دنيانا غناء وبهجة على لسان الكثير من المطربين وهو ميلاد جديد للشاعر في عيد ميلاده الـ 65».

ثم كانت المداخلة الأولى للشاعر الناقد عبدالرحمن إبراهيم الذي حيا المنتدى ودوره في ظل التصحر الثقافي، وقال: «نحن نحتفي بميلاد هذا الشاعر أقول إن سالم حجيري رجل قدير وكبير في الحياة السياسية والإبداعية والاجتماعية. وأتناول عدة محاور: الأول الحجيري والمرأة في شعر الحجيري، أقول لا يمكن تصور غياب المرأة عن أي تجربة شعرية وقد ولد الحجيري في عصر عمالقة الشعر الغنائي واستفاد من تجاربهم، فقد كانوا يخاطبون المرأة بخطاب المذكر أو بصيغة الجمع، كنوع من التفخيم، وهذا أمر معروف في الشعر العربي منذ القديم، وحين تتطلب التقاليد والعلاقات الاجتماعية ليس عيباً إطلاق مثل هذا الخطاب، وتذكرون ما حدث عندما جاء المرشدي بأغنيته (عرفت الحب ومنك أنتِ جربته) وما أثارته حينها.

أما النقطة الثانية فأود الإشارة إلى أن الحجيري كان سكرتير لجنة النصوص ودائرة التأليف والطباعة والنشر وأسهم في طباعة عشرات الدواوين لشعراء وأدباء وقاصين، ولم يفكر في طباعة أعماله الخاصة.

وكان تواقاً للتعلم الدائم والقراءة والاطلاع، وذكيا متابعا لكل التطورات، وهو في الشعر تشبع بالأوزان والموسيقى الشعرية، وكان ذا حساسية مرهفة يجيد التعبير سريعاً عن أفكاره من خلال شعره وارتبط بكثير من الشعراء الكبار، ومن خلال عمله في إدارة الثقافة طور نفسه كثيرا وشكل مع فيصل علوي ثنائياً جميلاً وارتفعت بفضله شعبية هذا الفنان أكثر فأكثر، وقد كنت عضواً معه في لجنة نشر الكتاب اليمني».

وتحدث الشاعر الباحث مبارك سالمين، نائب رئيس فرع اتحاد الأدباء والكتاب بعدن، فقال: «إن التناول النقدي للنص المقروء هو محاولة الولوج إلى النص وفك مغاليقه، ويحتاج إلى ناقد حصيف وكبير ولا أدعي ذلك فيّ. إن هي إلا تحية مني لهذا الشاعر وفيها بعض الانطباعات فالكتابة عمل استراتيجي وديوانه (قد نلتقي بكرة) أود الإشارة إلى حساسية عنوانه، وأعني بذلك أنه يفتح نوافذ مشرعة الى عوالم الشاعر الداخلية وما يكتنف نفسيته وتجربته الوجدانية، وفي الديوان كثير حول الحياة الشخصية والوجدانية أي أنه مفتاح شخصية الشاعر الطموح للقاء والتقارب مع الآخرين، ولكنه مليء بالشك والتساؤلات هل يتم هذا اللقاء أم لا يتم؟

وقد شدتني مجموعة من النصوص مثل (حيرة مع الليل يا صاح) ومنها مقاربة مع رباعيات الخيام، كما يعبر هذا النص ونصوص كثيرة غيره عن تجليات البيئة في شعر الحجيري، والمكان والناس هما طرفا هذا العنصر الذي يضم الفضاء الذي تحرك فيه الشاعر في المكان والناس والعلاقات الاجتماعية والروحية. فالبيئة بمعناها الواسع تتمظهر في ما ينتجه الإنسان من إبداع.

والحجيري نموذج إنساني شديد الاخلاص لبيئته، ولذلك تمثل (دارسعد) مدينته خلاصة الوطن عنده، كما تشهد بذلك نصوصه التي يعبر وهو يخاطبها عن مناجاة الوطن.. وفي أشعاره هناك مدلول مجتمعي ومدلول عاطفي.

وفي نصه (ظنون) قد نجده يندرج في إطار الغزل، ولكنه مليء بالإشارات الصوفية، المشحونة بالتضحية والتسامي الروحي وقد تحقق ذلك فعلاً في حياته باستشهاده. وفي كثير من قصائده يمتزج ما هو ذاتي مع ما هو موضوعي. وفي قصيدة (تعودنا) تتبدى السماحة وهي قيمة أخلاقية من القيم التي عاش عليها الحجيري واحترمها مع قيم الخير والمحبة وغيرها من السجايا (النبيلة). تلك السطور ما كانت إلا تحية لهذا الشاعر».

الشاعر محمود السلامي تحدث عن علاقته بصديقه التي بدأت منذ الخمسينات قبل أن يمارس كتابة الشعر، وكانت هموم العمل قد جمعت بينهما، فقد عملا في الشرطة، وقد التقيا في دارسعد وجمعت بينهما علاقاتهما بالكثير من الشعراء كأحمد سيف ثابت ومهدي حمدون وآخرين.. وقال:«وقد فتحنا منتدى خاصاً بنا وكنا نتنافس في مجال الشعر وكنا إخوة متحابين وكان منتداه في منزله مفتوحا لكثير من الناس، وكل من عرف سالم حجيري يشهد له بالصفات الانسانية النبيلة، ومعروف عنه إطلاقه سراح المناضل سالم ربيع علي عندما سجنه السلطان في لحج، وقد بدأ يكتب الشعر في بداية السبعينات وآخر أغانيه (ابتسامة) لحنها حسن المهنا. ولحن بن غودل وفيصل علوي الكثير من الاغنيات، وكذلك (خاب ظني) ألحان أحمد علي باقتادة».

وتحدث عدد من المثقفين عن دور الشاعر الحجيري ومنهم د. مسعود عمشوش عن دور الشعر الغنائي وأساليب الخطاب الشعري، ومحمد حمود عن مقاييس وأوزان الشعر الغنائي، وعبدالحكيم محمود عن أسس الإبداع الشعري، وأحمد السقاف عن دور الشهيد في دعم إبداعات الشعراء الشباب وإصدار باكورة أعمالهم الشعرية عندما كان في لجنة نشر الكتاب اليمني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى