كــركـر جـمل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
لماذا لا نقتصد في احتفالاتنا؟ .. ولماذا هذا الإسراف في احتفالاتنا؟ .. من حقنا أن نحتفل بأعيادنا الوطنية .. هذا شيء طبيعي لا يستطيع أن ينكره أحد علينا .. ولكن هل من الضروري أن تكون هذه الاحتفالات بهذه الطريقة الديكورية.. مهرجانات وعروض ومواكب وأعلام وأضواء وأطفال من كل مكان وطبول ورقص وألعاب نارية تحرق وتقتل .. ومليارات من الريالات تهدر من المال العام .. ونحن شعب فقير.. وبلادنا مصنَّفة - دولياً - تحت خط الفقر .. في الوقت الذي يجب أن نعرف أنفسنا بأنفسنا .. ويجب أن ندرك قدراتنا.. ولا نتجاوز هذه القدرات بأي حال من الأحوال.. ولا نفرض على أنفسنا شيئاًَ صعباً .. فليس أصعب من أن نتحمل أكبر من قدراتنا.

< ومن المؤكد أننا قد تجاوزنا حدودنا وقدراتنا المالية في هذه الاحتفالات.. لماذا لا تكون هذه الاحتفالات رمزية وبسيطة؟ .. ونوفر هذه المليارات التي نصرفها عليها من أجل التنمية في بلادنا .. وهل من الضروري إقامة هذه الاحتفالات كل عام؟ .. أليس من العبث أن تهدر المليارات عليها من المال العام؟ .. إن العالم الحر الذي يكتنز الأطنان من الذهب والمليارات من العملات الصعبة .. لا يفعل في أعياده الوطنية كما نفعل .. مع الفارق طبعاً .. إننا غارقون حتى آذاننا بالديون والقروض للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبلدان الاتحاد الأوربي وغيرها من البنوك والصناديق الأخرى .. وهذا غير المعونات والمساعدات النقدية والعينية من الدول الشقيقة والصديقة.

< إننا شعب طيب تُسحرنا الكلمات الجميلة والخطب الفصيحة والشعارات البليغة .. وتبهرنا أحلام (الإنجازات) العظيمة! .. وسوف يستمر هذا السحر والانبهار فينا لأن هذه هي طبيعتنا .. ومن الصعب قبل وقت طويل أن تتغير طبيعتنا .. وللأسف الشديد أننا لم نسأل أنفسنا مرة واحدة: أين هذه (الإنجازات) العظيمة التي نسمعها كل يوم .. وننام عليها .. ونضمها إلى صدورنا .. ونتغطى بها ونستيقظ عليها؟ .. أين هي الخدمات الضرورية التي تحتاج إليها بلادنا .. أين الكهرباء والمياه ومجاري الصرف الصحي؟ .. وأين الصحة والتعليم والزراعة والصناعة؟ .. وأين هي مشاريع التنمية التي تقضي على البطالة وتستوعب الآلاف من الشباب الذين تخرجوا في الجامعات والمدارس الثانوية .. وأصبحوا يتسكعون في الشوارع بدون عمل يحفظ لهم كرامتهم وإنسانيتهم.

< وحتى لا نظلم بلادنا .. فإنني أعترف أننا حققنا إنجازاً عظيماً في قطاعين فقط .. هما (الاتصالات) و(الطرقات) الرئيسة .. أما الفرعية والشوارع الداخلية في المدن فالإهمال فيها واضح جداً .. فأين هي (الإنجازات) في الكهرباء؟ .. ونحن لم نتقدم فيها شبراً واحداً .. وإنما نمارس سياسة (ترقيعية) فقط .. محطة ذات (60) ميجاوات هنا .. وثانية ذات (50) ميجاوات هناك .. وثالثة ذات (30) ميجاوات في مكان آخر .. فهل هذا هو (الإنجاز) في قطاع الكهرباء؟ .. ثم هل يكفي أن تكون عندنا طاقة ذات (600) ميجاوات أو (700) ميجاوات كما هو الحال اليوم .. أو حتى (1000) ميجاوات .. لكي ندعو شركات الاستثمار العربية والأجنبية لكي تستثمر مليارات الدولارات في بلادنا؟ .. غير ممكن أبداً.

< ثم أين هي المياه؟ .. وما هي مشاريعنا في توفير المياه لكل المدن في بلادنا؟ .. وهي تعاني جميعاً من شحة المياه بدون حلول عاجلة .. ألم يكن من المفروض أن نصرف هذه المليارات من الريالات - التي نصرفها كل عام على الاحتفالات - على الكهرباء والمياه .. لو فعلنا ذلك من قبل .. لجعلنا الصعب سهلاً والمستحيل ممكناً.

< نريد كهرباء وماء .. ولا نريد احتفالات ديكورية!!<<

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى