الصحفيون.. الارادة الضائعة

> عبدالقوي الأشول:

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
العمل النقابي الصحفي يمثل حجر الزاوية في تشجيع الحريات الصحفية والإسهام في إثراء الحياة الفكرية للمجتمع بعيداً عن القيود التي تحد وتعرقل مثل هذا النشاط، كما أن نقابة بأهمية نقابة الصحفيين ينبغي لها أن تكون فاعلة في حياة المجتمع بل قادرة على تبني أجندة إصلاحية يرى فيها هذا الطيف فاعلية وقدرة على تخطي أوضاعنا نحو الأفضل.

إلا أن خيار العمل النقابي الصحفي لا يمكنه أن يشكل شيئاً طالما بقي محكوماً بضوابط أولياء الأمر ممن لا ينسجم العمل النقابي بمعناه الحقيقي مع مصالحهم بل وأيديهم المطلقة في إدارة محاور هذا النشاط وفق رؤيتهم، مثل هذا النشاط النقابي المنسجم والمتوافق مع أجهزة السلطة يشكل إفقارا حقيقيا لنشاط هذا القطاع ويدخله دهاليز الروتينية البعيدة عن الإبداع.

من هنا تبدو انتخابات النقيب القادمة بالنسبة لنا امتداداً لوضع عشناه ولا يمكن معه التنبؤ بحال متغير إطلاقاً، بمعنى لا يمكننا التعويل على إمكانية أن تتبنى النقابة حقوقنا ومطالبنا ربما لأن قوة السلطة الأبوية في معظم أجهزة الإعلام الرسمية قادرة مسبقاً على تحديد هيئة النقيب المنتخب!

استلاب يمارس بحقنا طوعاً وربما عن طيب خاطر وعدم اكتراث.. إذن بين هذه الرغبة والرغبة المخالفة ضمناً تتشكل هيئة نقابتنا باستمرار، مما يتعذر على مجموعنا المراهنة على دور النقابة الفعلي في تبني مطالبنا وجملة حقوقنا الضائعة إلى درجة أن النقيب القادم مثله مثل من سبقوه غير ملتزم حتى بما يقطع من وعود.

أما أمر حضورنا إلى العاصمة صنعاء فهو تقليد روتيني هدفه المساهمة في مثل هذا التقليد رغم أن بمقدور أي منا مسبقاً الإشارة إلى هيئة النقيب القادم من معطيات معروفة لا أظن أننا بأي حال نمتلك الجرأة أو المقدرة على مخالفتها .

فالمشيئة أو الرغبة المترجرجة لا تأتي بجديد كما أن سطوة مشيئة المستفيدين من تقليم أظفار النقابة أقدر على تجاوزنا وهذا ما عهدناه، وربما أن بعضاً منا يمارس رغبته في الترشح لمركز النقيب حتى مع يقينه أنه لن يحصد في أحسن الحالات أكثر من خمسة أصوات، المهم إنه أشبع نرجسيته مقتنعاً بأن يشار إليه بأنه المرشح القادم.

وصدق المثل القائل «باب بيت النجار مخلوع».

فحالنا البائس مع صورة العمل النقابي الراهن يدعو للرثاء بعد أن تخطينا عقوداً من المراهنات على أمور غير واقعية لم نستطع معها تفعيل دور النقابة وجعلها تليق بعددنا، ثم إن أمر تفعيل العمل النقابي ليس هدف الجميع كما يظن البعض مخطئاً.. وهو ما جعل الصورة تبدو باستمرار أسيرة هذه النمطية المحددة معالمها مسبقاً.

ويكفي أن نشير إلى طبيعة الأوضاع المعيشية للصحفيين وغياب استراتيجية الهيكل أو التصنيف الذي يُشعر منتسبي هذا الحقل ولو بقدر من الاحترام ويضمن لهم حياة كريمة بعيداً عن صورة الإذلال التي يكابدونها منذ زمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى