مسجد النور وما وصل إليه من حال يرثى له

> «الأيام» متابعات:

> عبر صحيفة «الأيام» الغراء أكتب إليكم ملاحظاتي عن مسجد النور في الشيخ عثمان وأنا على ثقة أن المواضيع التي تتبناها صحيفة «الأيام» وتهم المواطن تنال اهتمام المسؤولين، كل في مجال عمله.

إن مسجد النور - كما تعلمون - معلم من معالم الشيخ عثمان، وقد تم بناؤه في الخمسينات بجهود خيرة من رجالات عدن الافاضل وكان الهدف أن يكون مسجداً ومناراً للعلم، لما يملكه من مئات الدكاكين كوقف إسلامي لا يجوز التصرف في أمواله لغير صالح المسجد وما يلحق به من مصالح كنفع المسلمين.

غير أن الزائر والمصلي بهذا المسجد المبارك يهوله - وخاصة إذا كان مغترباً غاب عن وطنه سنوات - ما وصل إليه هذا المسجد من إهمال في كل شيء .. وأكاد أجزم أن النوافذ والأبواب والمداخل والحمامات وكل ما في المسجد لم تمتد إليها يد الصيانة منذ إنشائه .. أما الإضاءة والمراوح والميكروفونات فحدّث ولا حرج.

لقد انطفأت الكهرباء ذات ليلة كعادة الشيخ عثمان أثناء تأدية صلاة العشاء وأثناء الركعة الأولى وكنت أتوقع أن تضاء الأنوار الاحتياطية للطوارئ أو أسطوانات الغاز التي نشاهدها في بقية المساجد، غير أن ذلك لم يحدث وقام المصلون بعد الصلاة للبحث عن نعالهم ويا بخت من كانت معه ولاعة.

إن المسجد دخله السنوي بالملايين ولا يوجد به مولد كهربائي لا تساوي قيمته إيجار كشك للخياطة في أحد ممرات المسجد!

نتمنى على وزير العدل أو وكيله أو من يهمه الأمر في الأوقاف أن يقوم بزيارة خاطفه لهذا المسجد وليقارن بين هذا المسجد الغني بملايينه وبين مسجد الهاشمي القريب منه، ليرى الفرق شاسعاً، ففي الأخير الاضاءة والنظافة والمكتبة العامرة والسجاد الفخم وكيف يدار المسجد في الفتح والإغلاق، ولم يكن كمسجد النور، مكاناً للنوم ومداخله مأوى للمتسولين والمرضى وحتى المجانين.

إن مسجد النور في حاجة ماسة جداً لمن يهتم بأمره ومحاسبة المقصرين في حقوقه وأحواله، إذ أن تلك الملايين من الإيجارات لو قدر لها أن تصرف في مجالها، لكان لهذا المسجد أكثر من معهد وأكثر من مركز لتحفيظ القرآن العظيم، بل إعادة تصميم المسجد وبناء مآذن شاهقة وفرش المسجد بالسجاد اللائق وتبديل المراوح والميكرفونات وتكييف المسجد مركزياً وإغلاق الفتحات في وسط المسجد التي تنبعث منها راوئح البصل وسائر المأكولات!!

وقد رأيت في مسجد النور - ربما لذر الرماد في العيون - أن واجهة المنبر قد غطيت (بخربشة) من الجبس ليس فيها أي أثر للجمال أو الفن الإسلامي المعتاد في تزيين المساجد!

بل هناك أخطاء كبيرة، حيث كتبت أوائل سورة الكهف أسفل تلك (الخربشة) بحيث تكون تحت أقدام الخطيب أثناء تأدية خطبة الجمعة!!

أكتب هذا لوجه الله .. والله من وراء القصد

راشد صالح اليافعي .. مغترب في الإمارات

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى