معتقلون كويتيون سابقون في جوانتانامو يشككون في انتحار السعوديين واليمني

> عواصم «الأيام» وكالات:

>
صورة من الأرشيف أخذت في 11 يناير 2002 لحراس معتقل جوانتانامو يقودون أحد المعتقلين إلى زنزانته
صورة من الأرشيف أخذت في 11 يناير 2002 لحراس معتقل جوانتانامو يقودون أحد المعتقلين إلى زنزانته
وجهت منظمة "هود" اليمنية الأهلية رسالة إلى السفير الأميركي في صنعاء مطالبة بإغلاق معتقل جوانتانامو ومعتبرة انه يمثل "أبشع صور انتهاكات حقوق الإنسان من الدولة التي تدعي رعايتها لحقوق الإنسان".

وقال المحامي خالد الانسي المدير التنفيذي للمنظمة "طالبنا بان يتم اعلان أسماء الأشخاص الذين قالت الولايات المتحدة انهم انتحروا ومن بينهم يمني حتى لا تعيش بعض الأسر في قلق".

وأضاف "نطالب الدول الكبرى والأمم المتحدة بإجراء تحقيق لمعرفة السبب الحقيقي للوفاة وخصوصا أن هؤلاء الأشخاص متهمون من الولايات المتحدة بأنهم من تنظيم القاعدة، ومعلوم أن معتقد الشخص المسلم وبالذات من ينتمون إلى تنظيمات ذات طابع إسلامي يعتبر الانتحار جريمة".

واكد الانسي انه "لا يمكن التسليم بصحة الرواية من دون تحقيق محايد باعتبار انه تم كشف حالات تعذيب سابقة لمعتقلين في جوانتانامو وأبو غريب في العراق".

وفي الرياض شكك وكيل اسر المعتقلين السعوديين في معتقل جوانتانامو الاميركي في كوبا كاتب الشمري امس الاحد في الرواية الاميركية بشأن انتحار ثلاثة معتقلين عرب في جوانتانامو.

وقال الشمري لوكالة فرانس برس ان "الرواية الاميركية التي اعتبرت وفاة المعتقلين الثلاثة نتيجة عملية انتحار تعتبر موضع شك كبير لدينا خاصة ان الوفاة حصلت في ظروف اعتقال غير عادية تمارس خلالها السلطات الاميركية رقابة لصيقة ومستمرة على المعتقلين سواء من خلال المراقبة الفردية او من خلال كاميرات المراقبة التي تعمل 24 ساعة في اليوم".

واضاف المحامي السعودي انه اتصل بأهالي المعتقلين السعوديين مانع العتيبي وياسر الزهراني بعد ورود انباء وفاتهما ووجد "ان اهاليهما لا يصدقون انهما انتحرا وانهم يعتبرونهما شهيدين".

ومانع العتيبي من منطقة الدوامي التي تقع على بعد 200 كلم شمالي الرياض ويبلغ من العمر 29 عاما اما ياسر الزهراني فهو من المدينة المنورة (غرب) ويبلغ من العمر 22 عاما وكان عمره 17 عاما حين اعتقل في افغانستان.

وقال المحامي ان الزهراني كان يراسل اهله عبر الصليب الاحمر الدولي في حين انه لم تصل من مانع العتيبي الى اهله الا رسالة واحدة عبر البريد العادي مضيفا ان الفريق الامني السعودي الذي التقى معتقلي جونتانامو كان يطمئن اهالي العتيبي والزهراني عنهما.

واعتبر المحامي ان وفاة المعتقلين "سواء كانت بسبب القتل او الانتحار جريمة اخرى تضاف الى الجرائم والتجاوزات التي تحصل يوميا بحق المعتقلين وتشكل مخالفات واضحة وصارخة لمبادئ القانون الدولي الانساني والقانون الفدرالي الاميركي".

ودعا الشمري الى تشكيل لجنة مستقلة من المنظمات الدولية والانسانية للتحقيق في ظروف وفاة المعتقلين وفي "التجاوزات غير القانونية التي تحصل كل يوم" في جوانتانامو.

من الكويت شكك معتقلون كويتيون سابقون في معتقل جوانتانامو الاميركي في كوبا امس الاحد في الرواية التي قدمتها السلطات الاميركية بشأن انتحار ثلاثة معتقلين عرب في المعتقل، ووصفوا هؤلاء بانهم "ملتزمون دينيا".

وقال عبد العزيز الشمري "انني استبعد استبعادا تاما ان يكونوا اقدموا على مثل هذا الفعل (..) مستحيل ان يكونوا قد انتحروا".

وكان اطلق سراح الشمري من جوانتانامو مع اربعة من زملائه الكويتيين في شهر نوفمبر الماضي بعد احتجاز دام اربعة اعوام تقريبا وبرأتهم محكمة كويتية الشهر الماضي من تهمة الاشتراك مع قوات طالبان في محاربة القوات الاميركية في افغانستان.

واضاف الشمري "اعرفهم معرفة شخصية.

كان آخر شخص سلمت عليه قبل مغادرة المعتقل هو مانع (العتيبي) وطلب مني ان اتصل بأهله في السعودية ونقل سلامه اليهم".

وشدد الشمري ان السعوديين "كانا ملتزمين دينيا التزاما كاملا ويحفظان القرآن الكريم".

واكد محمد الديحاني ما ذهب اليه الشمري وقال "كانت معنوياتهم عالية وبالرغم من تعرضهم لتعذيب نفسي وجسدي شديدين الا انهم لم يفكروا مطلقا بالانتحار".

وقال لوكالة فرانس برس "لم نفكر او نتحدث يوما عن الانتحار لان الكل يعرف عن الفتوى وقاتل نفسه يدخل النار.

مستحيل ان يكونوا قد اقدموا على الانتحار".

وكان الشمري والديحاني يتحدثان عن السعوديين مانع العتيبي وياسر الزهراني حيث ان هوية المنتحر الثالث اليمني لم تكشف حتى الآن.

واوضح الديحاني "تعرفت على السعوديين في المعتقل وكانت معنوياتهما ممتازة عندما غادرنا.

شاركا في الاضراب عن الطعام وعذبا اثناء الاضراب واجبرا على تناول الغذاء".

واضاف "انا اشك في التصريح الاميركي واظن انه مجرد تبرير".

واعرب كل من الشمري والديحاني عن اعتقادهما ان السعوديين "ماتا نتيجة التعذيب"، وطالبا بإجراء تحقيق في الامر تقوم به جهة محايدة.

من جهة اخرى، طالب خالد العودة رئيس لجنة اهالي المعتقلين في جوانتانامو الذي يوجد ابنه فوزي بين ستة معتلقين كويتيين آخرين في المعتقل، بتحقيق في الموضوع مشككا بالرواية الاميركية.

وقال لوكالة فرانس برس "نحن نشكك بهذه الرواية الاميركية ونطالب بتحقيق من قبل جهة مستقلة".

واعرب العودة عن شكه في ان يكون الثلاثة قد توفوا نتيجة جروح اصيبوا بها خلال اشتباك جرى في 18 مايو بين المعتقلين وحراس السجن الذين استخدموا الرصاص المطاطي وجرحوا ستة من السجناء.

واوضح "هذه عبارة عن ظنون ونحن لا نملك اي دليل على ذلك ولكننا نريد تحقيقا من جهة محايدة مثل الصليب الاحمر".

في المقابل، قال الديحاني "اجزم ان اجسادهم عليها آثار تعذيب.

لقد تم تعذيبهم حتى الموت"، مدللا على ذلك بان جثث المعتقلين وجدت في زنازين انفرادية، على حد قوله.

و في لندن قال بريطاني اعتقل لمدة عامين ونصف العام في معسكر الاعتقال الامريكي في جوانتانامو امس الاحد انه اصيب بصدمة عندما اقدم ثلاثة من المعتقلين هناك على الانتحار شنقا لكنه قال ان المعاملة التي يتلقاها السجناء هناك تجعل محاولات الانتحار امرا "حتميا".

وقال شفيق رسول الذي سجن في معسكر جوانتانامو في كوبا بعد القبض عليه في افغانستان انه خلال الفترة التي قضاها في معسكر الاعتقال حاول بعض النزلاء الانتحار بعد أن تعرضوا للضرب المستمر والاستجواب عدة مرات.

وقال لمحطة تلفزيون سكاي "اصبت بصدمة..

لكن كان من الحتمي أن يحدث شيء كهذا." واضاف "كانت هناك محاولات انتحار عديدة اثناء وجودي هناك..حدث هذا امام عيني."

وقال الجيش الامريكي امس الأول السبت ان ثلاثة عرب في المعسكر هم سعوديان ويمني شنقوا انفسهم بملابس وأغطية أسرة.

وسبق ان شارك الثلاثة في اضراب عن الطعام وتم اطعامهم قسرا.

وترك الثلاثة رسائل تفيد بانتحارهم ولكن لم يكشف علانية عن التفاصيل.

وهذه اول حالات انتحار بالمعتقل منذ ان بدأت الولايات المتحدة احتجاز المشتبه في ضلوعهم في الارهاب هناك عام 2002 .

وتسلط هذه الأحداث المزيد من الضوء على المعسكر الذي اثار انتقادات واسعة النطاق لادارة الرئيس الامريكي جورج بوش في جميع انحاء العالم.

وقالت هارييت هارمان وزيرة الشؤون الدستورية في بريطانيا انه يتعين نقل المعسكر الى الولايات المتحدة او اغلاقه.

وقالت "اذا كانت المسألة تستوفي تماما الناحية القانونية وليست هناك مشكلة فلماذا لا ينقل (المعسكر) الى امريكا؟" واضافت "انه من الناحية القانونية يقع في منطقة عازلة . فإما ان ينقل الى امريكا ويستطيعون حينئذ احتجاز الاشخاص هناك بموجب النظام القضائي الامريكي واما ان يغلق." وفي الشهر الماضي دعا النائب العام بيتر جولدسميث المستشار القانوني للحكومة البريطانية الى ضرورة اغلاق المعسكر.

وقال الجيش ان 23 سجينا حاولوا الانتحار 41 مرة منذ فتح المعسكر منها 29 مرة عن طريق الشنق.

وعندما سئل عما اذا كان سمع سجناء آخرين يتحدثون عن الانتحار اثناء وجوده في المعتقل قال رسول "لا اعتقد انهم تحدثوا عن ذلك ولكن كان هناك افراد حاولوا قتل انفسهم بعد ان فاض بهم الكيل ولم يتحملوا المزيد وفقدوا صوابهم." وكان رسول واحدا من ثلاثة بريطانيين مسلمين يقولون انهم سافروا الى باكستان في عام 2001 لحضور حفل زفاف ودخلوا افغانستان عندما طلب منهم احد القساوسة المشاركة في تقديم مساعدات.

وافرج عنه في مارس 2004 دون توجيه اتهامات ومنذ ذلك الحين اتهم واشنطن بممارسة التعذيب واقام دعوى قضائية للحصول على تعويض.

وقال "بصفة اساسية لم تكن لي اي حقوق خلال فترة العامين ونصف العام التي قضيتها هناك." واضاف "لم يكن لي اي اتصال بالعالم الخارجي ولم يتح لي الاستعانة بمحامين واتهمت بانني عضو بتنظيم القاعدة..وقيل لي ما هو اسوأ واسوأ."

وقال رسول انه تعرض "للضرب بشكل منتظم والاستجواب والتكبيل في الارض في اوضاع مجهدة للغاية وكنت اظل على ذلك لساعات وساعات."

ويضم معتقل جوانتانامو نحو 460 اجنبيا القي القبض على معظمهم في افغانستان حيث قاتلت الولايات المتحدة طالبان والقاعدة.

وفي واشنطن قال مسؤولون عسكريون ان المعتقلين الثلاثة الذين عثر عليهم موتى في معسكر اعتقال جوانتانامو امس الأول السبت أول سجناء ينجحون في الانتحار ولكن نحو 24 سجينا أخرين حاولوا التخلص من حياتهم وراء الاسلاك الشائكة في تلك القاعدة البحرية الامريكية النائية في جنوب شرق كوبا.

واضافوا انه قبل السبت حاول 23 سجينا الانتحار 41 مرة في المعسكر الذي يأوي نحو 460 اجنبيا يشتبه بأنهم ارهابيون.

وهذا العدد لم يتضمن مئات مما وصفها المسؤولون العسكريون "بحوادث ايذاء الذات " و"ايماءات الانتحار" حيث قام المعتقلون بجرح أنفسهم عمدا او لف أغطية الاسرة حول رقابهم فيما وصفه مسؤولو جوانتانامو بمحاولات للفت الانظار او التعبير عن الاحباط دون محاولة الوصول الى الموت فعلا.

وفي 18 مايو تناول معتقلان جرعة زائدة من أدوية وصفها لهما الطبيب وقاما بتخزينها فيما وصفه مسؤولو المعسكر بمحاولة منسقة للاستشهاد.

وفي يناير عام 2003 حاول سجين سعودي شنق نفسه في زنزانته وأصيب بأضرار في مخه جعلته يدخل في غيبوبة لاكثر من ثلاثة أشهر.

وفي اغسطس عام 2003 حاول 23 سجينا شنق او خنق انفسهم -عشرة في اليوم نفسه- في احتجاج جماعي .

وعولج اثنان في المستشفى من اصابات طفيفة وقال مسؤولو جوانتانامو في ذلك الوقت ان معظمها لم تكن محاولات انتحار حقيقية ولكنها كانت جزءا من محاولة منسقة لتعطيل عمل المعسكر .

شارك في التغطية جين سوتون وكيت كيلاند

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى