جزيرة العزيزي

> عبدالقوي الأشول:

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
على مساحة لا تتعدى كيلومترين تقع جزيرة العزيزي في منطقة رأس عمران، وهي لا تبعد عن الساحل سوى مسافة قليلة إلا أن هذا النتوء الصخري ذا المظهر الجمالي يتفرد بخصائصه كمكان تتكاثر عليه السلاحف، خصوصاً السلاحف الخضراء النادرة، وكذا السلاحف المنقارية (منقار الصقر) بالإضافة إلى السرطانات البحرية وحزام الشعاب المرجانية الذي يعرف به محيط الجزيرة، في حين تتكاثر الأسماك الملائكية - أي أسماك الزينة - في محيطها ذي الجمال الأسطوري بامتدادات المياه الزرقاء الغنية بمخزون هائل من الاحياء البحرية بما فيها الحبار والأنواع الأخرى. وعمران القرية الصيادية المعروفة منذ القدم تعد هي الأخرى واجهة من يؤم هذا الجزء من محافظة عدن.

إذ أن ما يميز أهالي عمران بصفة عامة طبيعة حرصهم على أن لا تطال الأنشطة الاقتصادية الأخرى محيطهم المائي البيئي بأذى، نظراً لطبيعة الترابط أو التلازم التاريخي بين هؤلاء ومحيطهم الأزرق الشديد النقاء والوافر الخير.

الا أن الأهالي يعلنون هذه المرة عن شدة مخاوفهم من أن تفقد جزيرة العزيزي خصائصها.. بعد أن ترامى إلى أسماعهم التفكير بإمكانية إقامة مشروع استثماري على صخرة الجزيرة، الحال الذي سيقود حتماً إلى الاعتداء على بيئة المكان بكل ما تزخر به من أحياء بحرية يفترض أن تكون محمية طبيعية نستطيع من خلالها المحافظة على خصائصها البيئية النادرة.

قلق مشروع لدى الأهالي.. وهم يأملون أن تجد استجارتهم بالهيئات المهتمة بالبيئة ما يمنع من تنفيذ أي مشروع استثماري على صدر الجزيرة، طالما وهناك إمكانية لتخصيص أماكن في اليابسة لمثل هذه المشاريع والانشطة.

فهل يتم ترجيح الجانب البيئي وأهميته بالنسبة لجزيرة العزيزي أو جزيرة الأسماك الملائكية؟.

ذلك ما نأمل الأخذ به في حال بعث أي أنشطة سياحية في مثل هذه الأماكن، التي يفترض أن لا تكون هي الخيار الأول لإقامة مثل هذه المشاريع وتلك لما تتمتع به من خصائص بيئية وتضاريس جمالية.. فهي جزء من لوحة طبيعية تكتمل تفاصيلها الموحية .. كلما أمعنّا النظر اليها نراها بعيون أخرى وأبعاد مختلفة .. إنها أسطورة البحر المتجددة..

التي يغسل الموج أرجاءها فتبدو كطائر القطا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى