مباريات عالقة في الأذهان من تاريخ كأس العالم

> «الأيام الرياضي» خاص:

>
الفرنسي الشهير بلاتيني لحظة تسجيله هدف التعادل في المباراة الحدث
الفرنسي الشهير بلاتيني لحظة تسجيله هدف التعادل في المباراة الحدث
فرنسا - البرازيل (3-4 بركلات الترجيح) مونديال 1986- الدور ربع النهائي: (الوقت الاصلي 1-1، الشوط الاول 1-1 الوقت الاضافي 1-1),تاريخ اقامتها: 22 يونيو,الملعب: غوادالاخارا,الجمهور:65677 متفرجا,الحكم: الروماني ايوان ايغنا الاهداف:فرنسا: بلاتيني (42),البرازيل: كاريكا (16)

التشكيلتان

فرنسا: باتس، اموروس، بوسيس، باتيستون، توسو، فرنانديز، تيغانا، جيريس (فيريري)، بلاتيني، روشتو (بيلون) وستوبيرا.

البرازيل: كارلوس، جوسيمار، جوليو، سيزار، ادينيو، برانكو، اليزو، اليماو، جونيور (سيلاس)، سقراطيس، كاريكا ومولر (زيكو).

المباراة
لم يكن المونديال المكسيكي شهد مباراة حافلة بالندية والاثارة والتشويق والفنيات العالية قبل الدور ربع النهائي، وبالتحديد قبل المواجهة الحاسمة بين البرازيل وفرنسا ضمن الدور ربع النهائي.

وأجمع النقاد أن القرعة ظلمت المنتخبين وأوقعتهما في مواجهة بعضهما في الدور ربع النهائي، لأن الافضل والانسب كان ان يلتقيا في المباراة النهائية بالنظر الى المستوى الرائع الذي ظهرا به.

وكان الموعد على استاد جاليسكو في مدينة غوادالاخارا وأمام 66 الف متفرج 60 ألفاً منهم انصار للمنتخب البرازيلي (20 الف برازيلي و40 الف مكسيكي) الذي لم يخسر منذ انطلاق المونديال على هذا الملعب.

فالبرازيل لم يدخل شباكها أي هدف حتى الآن بعد ثلاثة انتصارات في الدور الاول على كل من اسبانيا 1-صفر، والجزائر بالنتيجة ذاتها، وايرلندا الشمالية 3-صفر، ثم هزت شباك بولندا بأربعة أهداف نظيفة في ثمن النهائي.

أما فرنسا فحجزت بطاقتها الى ثمن النهائي بحلولها ثانية في مجموعتها خلف الاتحاد السوفياتي حيث تعادلت مع الاخير 1-1، وفازت على كندا 1- صفر، وعلى المجر 3-صفر، وأخرجت ايطاليا حاملة اللقب العالمي ثلاث مرات من الدور ثمن النهائي بتغلبها عليها 2-صفر.

وشاءت الاقدار أن تلتقي فرنسا مع منتخب ثان أحرز اللقب العالمي 3 مرات هو المنتخب البرازيلي، الذي كان يسعى الى تحقيق لقبه الرابع وتحطيم الرقم القياسي في عدد الالقاب وبالتالي تعويض الخروج المخيب من الدور ربع النهائي لمونديال اسبانيا 1982 .

لكن الأمور لم تختلف بالنسبة للبرازيليين عن المونديال السابق لأنهم ودعوا نهائيات 1986 من ربع النهائي وهذه المرة على يد فرنسا. وكانت الصدف ستجمع بين البرازيل وايطاليا في ربع النهائي أيضا، لكن الفرنسيين كانت لهم الكلمة وحرموا البرازيل من مواجهة ثأرية قبل أن يقضوا عليهم ويخرجوهم من دور الثمانية.

يومها كان صانع ألعاب ونجم منتخب فرنسا ميشال بلاتيني يحتفل بربيعه الحادي والثلاثين، وكان احتفاله مزدوجا الأول بالتأهل إلى نصف النهائي والثاني الثأر من خسارة منتخب بلاده أمام البرازيل 5-2 قبل 28 عاما في الدور نصف النهائي لمونديال 1958 في السويد.

والمضحك المبكي في المباراة أن افضل ثلاثة نجوم عالميين أضاعوا ركلات جزاء وهم البرازيليان سقراطيس وزيكو والفرنسي بلاتيني.

وقال مدرب فرنسا ولاعبها السابق هنري ميشال عشية المباراة "الفرصة مواتية لبعض اللاعبين للثأر ومحو آثار ذكرى سيئة مثل اشبيلية"، في اشارة الى خروج المنتخب الفرنسي من الدور ربع النهائي لمونديال 1982 بخسارته امام ألمانيا بركلات الترجيح 4-5 بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل 3-3 في مدينة اشبيلية الاسبانية.

في المقابل تابع لاعب الوسط البرازيلي جونيور بعض مباريات المنتخب الازرق وقال "تحسن اداء بلاتيني مع مرور المباريات، لكنه لم يظهر بقمة مستواه".

وإذا كان الحظ يلعب دورا كبيرا في كثير من المباريات فإن الامر لم يكن كذلك في مباراة البرازيل وفرنسا لأنه لم يحالف البرازيليين الذين كانت لهم الافضلية اداء وفرصاً وفشلوا في ترجمتها الى اهداف.

لكن هذا لا يعني ان الفرنسيين كانوا غير موجودين، بل العكس فإن خط وسطهم نجح في تضييق الخناق على البرازيليين كما أن حارس مرماهم جويل باتس تألق طيلة المباراة ووقف سدا منيعا أمام كل الكرات.

وواجه باتس انتقادات كثيرة منذ بداية المونديال لكنه أسكت منتقديه بعروضه الكبيرة ضد البرازيل ومساهمته في بلوغ منتخب بلاده الدور نصف النهائي.

وتألق باتس منذ الدقائق الاولى امام انفرادات كاريكا (12) وسقراطيس (14) ومولر (15)، لكنه فشل في الدقيقة 18 امام كاريكا الذي سدد كرة قوية من 15 مترا في سقف المرمى بعد لعبة مشتركة بين مولر وجونيور.

وكادت البرازيل ترفع غلتها من تمريرة عرضية لكاريكا تابعها مولر بتسديدة لكن القائم أنقذ الفرنسيين (32). وفطن هنري ميشال لضغط البرازيليين من الجهة اليمنى وطلب من فرنانديز سد الثغرة من هناك فخفت خطورة البرازيليين شيئا ما.

وتمكنت فرنسا من ادراك التعادل عندما مرر الان جيريس كرة الى روشتو مررها عرضية باتجاه ستوبيرا داخل المنطقة لكنه فشل في متابعتها داخل الشباك بسبب مضايقة الحارس كارلوس فتهيأت الكرة امام بلاتيني الذي كان حرا طليقا لم يجد صعوبة في ايداعها داخل المرمى (42). وتحسن اداء المنتخبين في الشوط الثاني، وسدد تيغانا كرة قوية التقطها الحارس كارلوس (65)، ولامست كرة رأسية لكاريكا العارضة اثر تمريرة عرضية من جوسيمار (70)، ثلاث دقائق بعد ذلك تعرض برانكو لعرقلة من قبل باتس فاحتسب الحكم الروماني ايغنا ركلة جزاء تقدم زيكو لتسديدها لكن باتس تصدى لها. وقال زيكو "لم يكن اي من اللاعبين يرغب تسديد ركلة الجزاء، فتقدم سقراطيس الي وأسدى إلي نصيحة فعملت بقوله لكني أخطأت". من جهته قال باتس "لقد رد القائم والعارضة فرصتين، ونجحت في التصدي لركلة الجزاء وبالتالي قلت في نفسي اننا لن نخسر المباراة".

وتابع باتس دور المنقذ وتألق في قطع انفراد كاريكا عندما انتزع الكرة بين قدميه (81)، ثم تصدى لتسديدة رأسية لزيكو (84)، فانتهى الوقت الاصلي بالتعادل 1-1 . وإثر تمريرة من روشتو كاد ستوبيرا يسجل الهدف الثاني لفرنسا (94)، وخرج كارلوس من عرينه وعرقل بيلون الذي تلقى تمريرة من بلاتيني فلم يحتسب الحكم شيئا فانتهى الوقت الاضافي بالتعادل أيضا واحتكم الفريقان الى ركلات الترجيح.

وتألق باتس في أول ركلة ترجيحية عندما صد كرة سقراطيس، وجاء دور ستوبيرا الذي منح التقدم لفرنسا. وقال ستوبيرا "كنت انظر الى الزاوية اليسرى وشاهدني الحارس البرازيلي لذا سددت في الجهة اليمنى".

وسجل اليماو للبرازيل 1-1، تلاه اموروس 2-1، قبل ان ينجح زيكو في هزم باتس 2-2، ثم سدد بيلون بقوة فارتطمت الكرة بالقائم وضربت بظهر الحارس كارلوس ودخلت المرمى معلنة الهدف الثالث لفرنسا 3-2 .

وأبقى برانكو البرازيل في المنافسة بتسجيله ركلة الترجيح الرابعة، لكن بلاتيني فشل في تحويل ركلته الى هدف عندما سدد فوق المرمى 3-3. وجاء دور البرازيلي جوليو سيزار لتسديد الركلة الخامسة الاخيرة في السلسلة الاولى فسدد في القائم، وبات التأهل بين قدمي لويس فرنانديز صاحب الركلة الاخيرة للفرنسيين، اذا سجلها تبلغ فرنسا نصف النهائي، وإذا اهدرها يلعب المنتخبان سلسلة ثانية من ركلات الترجيح. وقال فرنانديز في طريقه الى التسديد "لا تخافوا سأسجل". وهو ما حصل بالفعل.

واوضح فرنانديز "اخترت ان أكون الاخير في تسديد ركلات الترجيح لاني كنت آمل في ان تنتهي الامور قبل دوري، كنت اعتقد ان بلاتيني سينهي المباراة، لكنه فشل"، مضيفا "عندما اردت التسديد شاهدت الحارس كارلوس في طريقه الى الارتماء في الجهة اليمنى فما كان علي سوى وضع الكرة داخل الشباك، فقررت تسديدها في الجهة المعاكسة في اللحظة الاخيرة".

ونجحت فرنسا في الثأر من البرازيل وبلوغ نصف النهائي، لكنها برغم ضمها افضل اللاعبين في تاريخها فشلت في التأهل الى المباراة النهائية.

وقال النجم البرازيلي السابق بيليه "انها دون شك من افضل المباريات في تاريخ كأس العالم، وللاسف انها انتهت بركلات الترجيح. اعتقد انه بالنظر الى الفرص التي سنحت في المباراة فإن البرازيل كان بإمكانها التأهل".

وانتقد بيليه الاتحاد البرازيلي للعبة، وقال "بسبب الاتحاد البرازيلي لم يستعد المنتخب للنهائيات سوى لمدة 4 أشهر وهي فترة قصيرة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى