كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
هذا الأستاذ يناقض نفسه.. ويكذب على الموتى .. كذب على الرئيس الراحل عبدالناصر وعبدالحكيم عامر وغيرهما من الضباط الأحرار .. ولو كانوا أحياء لما استطاع محمد حسنين هيكل أن يتفوه بكلمة واحدة مما يقوله في برنامج من قناة (الجزيرة) الفضائية .. هكذا جاء في مقال نشره الكاتب (سعيد إسماعيل) في مجلة (روز اليوسف) في الشهر الماضي.

< يقول الكاتب: «نشرت صحيفة (الخليج اليوم) القطرية في عددها الصادر بتاريخ 17 يونيو 1987م مقالاً بعنوان «هل كان هيكل هو صانع الثورة؟» قال فيه كاتبه (شاهين حسنين) ما يلي: شاهدت الحلقة الأولى من الفيلم التسجيلي عن عبدالناصر .. واكتشفت أشياء كثيرة من أول وهلة .. مثلاً لم يكن الفيلم عن عبدالناصر كما يحمل عنوانه .. ولكنه كان عن الكاتب محمد حسنين هيكل .. وبصراحة أصبت بخيبة أمل في معلوماتي التاريخية .. وعجبت كيف كان يأخذ محمد نجيب وعبدالناصر وصديقه عبدالحكيم عامر من الشارع في سيارته .. وهم ينتظرون سيارات الاوتوبيس.

< وأخبرنا لا فض فوه بسر خطير .. فلقد كان ليلة الثورة بالشارع وهكذا شارك فيها .. ولا أدري لماذا أنكر ذلك الضباط الأحرار ولم يذكروه في مذكراتهم .. أما أخطر ما قاله فهو كيف كان الإعداد للثورة كاملاً والخطط جاهزة .. ولكن حيرة الضباط الأحرار كانت بخصوص رد فعل بريطاني عند قيام الحركة .. ولكنه أخبر الجميع بيقين وثقة بعدم تدخل القوات البريطانية .. وعلّل ذلك بتواجد السفير البريطاني خارج القاهرة .. وفلان وعلان أيضاً .. ثم تكلم عن السفير الأمريكي حينئذ ولا أدري لماذا أحجم عن ذكر دوره بالكامل.

< ويقول اللواء جمال حماد في مؤلفه الضخم (أسرار ثورة 23 يوليو): أحضر لي هذه الصحيفة القطرية أحد الزملاء الأعزاء من الضباط الأحرار ومعها شريط فيديو مسجل عليه حديث للأستاذ محمد حسنين هيكل باللغة الإنجليزية عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر .. وكنت أعتقد قبل مشاهدتي للشريط .. أن ما كتبه الأستاذ شاهين حسنين في صحيفة (الخليج اليوم) لا بد أن يكون نوعاً من التهويل والمبالغة .. لأنني لم أتصور أن صحفياً كبيراً وكاتباً مرموقاً في منزلة ومكانة هيكل يمكن أن يختلق أحداثاً لم تقع .. ويصنع لنفسه دوراً مهماً في ثورة 23 يوليو دون وجه حق أو تحري جانب الصدق.

< ويمضي اللواء جمال حماد فيقول: ولقد آثرت السكوت منذ ثمانية عشر عاماً .. وعدم التعرض لهذا الموضوع .. لاعتقادي أنها زلة قلم أو نزوة لسان وأن الموضوع سينتهي عند هذا الحد .. وأيضاً للحفاظ على سمعة ومكانة أحد كتاب مصر الكبار .. خاصة أن إنتاج ذلك المسلسل التسجيلي كان بالخارج وباللغة الإنجليزية .. ولكن تفكيري لم يلبث أن تغير الآن .. بعد أن صدر مؤخراً كتاب ضخم للأستاذ هيكل .. روى فيه وقائع ليلة الثورة والأيام التالية لها .. حتى عزل الملك السابق فاروق ورحيله عن البلاد .. ونسب لنفسه أدواراً وهمية وبطولات زائفة واختلق أحداثاً لم تقع.

< وصاغ كل ذلك ببراعة واحتراف يحسد عليهما .. وقد وجدت لزاماً علي ضرورة أن أكشف للقراء الأخطاء الفادحة والادعاءات التي لا تصدق عن روايته لتلك الأحداث .. وأن أبيّن التشوية الذي صنعه في تاريخ الثورة .. وذلك بحكم معرفتي الوثيقة بحقيقة هذه الأحداث كواحد من المشاركين فيها .. وأحد شهود العيان لبعضها .. وعملاً بالحكمة المأثورة التي تقول: «إن الساكت عن الحق شيطان أخرس». وإلى اللقاء..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى