جيمي في نعيم بريطانيا ومريم الحاج في جحيم اليمن

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
تلقيت رسالة وملفاً من المواطنة مريم الحاج محمود جوليد، وأحزنني أن يصل البؤس عند الإنسان عندما عبّرت هذه المواطنة المغلوب على أمرها عن غاية سعادتها للوصول إليَّ وأردفت:«كم كنت أتمنى هذه اللحظة ولله الحمد» وهذا هو حال الإنسان المغبون.

اطلعت على ملف مريم الحاج فأعادتني الذاكرة إلى «الأيام» والخبر الذي نشرته في 12 يونيو 2004م عن محمد علي جيمي، الصومالي المقيم في مدينة ليفربول البريطانية وحكاية فوزه في الانتخابات المحلية هناك عن حزب الأحرار الديمقراطيين وفاز إلى جانبه مرشحان من حزب العمال.

نشرت «الأيام» على لسان جيمي شكره وتقديره لوقوف أبناء الجالية العربية والإسلامية إلى جانبه وخص بالذكر الجالية اليمنية والصومالية، واختتم الأخ جيمي تصريحه: «أعتز كثيراً بأنني من مواليد عدن وتربيت وترعرعت فيها، ولن أنساها أبداً على الإطلاق».

ذلكم هو جيمي المحظوظ فماذا عن مريم الحاج التعيسة الحظ في بلادنا اليمن؟ مريم الحاج وأختاها منى الحاج وزينب الحاج من بنات الحاج محمود جوليد من مواليد الصومال عام 1905م، الذي أقام في عدن خلال مراحل شبابه وكهولته وشيخوخته حتى وفاته يرحمه الله في 26 مايو 1991م عن (86) عاماً. كانت أسرة الحاج محمود جوليد جزءاً من نسيج المجتمع المدني في عدن، الذي اقترن أبناؤه بصوماليات واقترنت بناته بصوماليين وهناك نماذج لا حصر لها لتأكيد وتعميد تلك الحقيقة ولا غرابة في ذلك، لأننا مجتمع مدني لا يعرف العصبية القبليـة وإنمـا يدين بأحكام الكتاب والسنة.

ملف مريم الحاج حافل بالوثاق الداعمة لطلبها بالحصول على الجنسية اليمنية، طالما أن أسرتها ارتبطت بهذه الأرض لأكثر من نصف قرن وهي حالة شاذة إذا قيست بالمجتمعات الأخرى في مشارق الأرض ومغاربها.

من ضمن الوثائق التي وقفت أمامها :

1- صورة لجواز سفر رقم (6367) صادر في عدن بتاريخ 10 يوليو 1952م باسم الحاج محمود جوليد محمد.

2- صورة لحواز سفر رقم (9992) صادر في عدن بتاريخ 1 يونيو 1959م باسم آمنة بنت جامع بوراليه (زوجة الحاج محمود).

3- صور لسبع شهادات ميلاد لأبناء وبنات الحاج محمود جوليد صادرة في عدن قبل الاستقلال وبعده.

4- صورة لتشهيد «إلى من يهمه الأمر» صادر في صنعاء بتاريخ 30 ديسمبر 1995م ومذيل باسم وتوقيع د. رشاد محمد العليمي، رئيس مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية يؤكد فيه بأن ملفي منى محمود جوليد ومريم محمود جوليد مستوفيا الشروط ومعروضان على لجنة الجنسية.

5- صورة لمذكرة رفعها الأخ يوسف علي جامع، سكرتير عام الجالية الصومالية في 9 نوفمبر 2002م إلى الأخ عبدربه منصور هادي، نائب رئيس الجمهورية أفاده فيها بأن (450) صومالياً من أبناء هذه الأرض استوفوا كافة الشروط المنصوص عليها في قانون الجنسية اليمنية ومضى على طلباتهم سنوات دون أن يبت فيها.

6- صورة لمذكرة رفعها الأخ عبدالله أحمد غانم، وزير الشؤون القانونية السابق إلى الأخ اللواء رشاد محمد العليمي، وزير الداخلية في 10 نوفمبر 2002م لفت فيها نظره إلى مذكرة سكرتير عام الجالية الصومالية السالفة الذكر وأن الإخوة الصوماليين استوفوا كافة الشروط المنصوص عليها في قانون الجنسية والمعاناة التي يواجهها الإخوة المذكورون.

7- صورة لمذكرة رفعها محافظ عدن السابق، د. يحيى محمد الشعيبي إلى وزير الداخلية في 1 مارس 2005م التمس فيها توجيهات وزير الداخلية بمنح الجنسية للأختين مريم الحاج ومنى الحاج جوليد.

هل يتفق معي القراء الأعزاء: بأن الأخ محمد علي جيمي في نعيم بريطانيا، وأن الأخت مريم الحاج وأمثالها في جحيم اليمن؟

على كل حال، هذه قضية رأي عام وقضية إنسانية وأبعادها لا تخدم السلطات اليمنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى