رغم أنف (التشفير)

> «الأيام الرياضي» عادل الأعسم:

>
عادل الأعسم
عادل الأعسم
كنت أدرك جيداً أن الجماهير اليمنية تعشق لعبة كرة القدم كثيراً، ولعل شهادة المدرب البرازيلي الشهير ماريو زاجالو مدرب منتخب السعودية الأسبق، ما زالت في الأذهان عندما قال عن الجمهور اليمني: «أعطوني هذا الجمهور أعطيكم بطولات».

> لكني لم أكن أظن أن عشق الجماهير اليمنية لكرة القدم يذهب بعيداً إلى حد الشغف والوله، وتحمل المتاعب والمشاق والزحام وقطع المسافات في منتصف الليالي لمشاهدة مباريات كأس العالم هنا وهناك.

> مساء السبت الماضي ذهبت مع أولادي إلى حديقة السبعين بأمانة العاصمة لمشاهدة لقاء منتخبي الأرجنتين وكوت ديفوار، من خلال الشاشة المقامة وسط ملعب ترابي في الحديقة العامة، وهناك وجدنا آلافا مؤلفة من المشجعين من مختلف الأعمار والأحجام، بل ومن النساء أغلبهم يفترشون تراب الأرض في صفوف طويلة متراصة وبعضهم يجلسون على سور جنبات الملعب يشجعون ويتفاعلون بحماس مع كل لعبة جميلة ويهتفون ويقفزون عالياً مع كل هدف يهز الشباك واللغة المشتركة التي تجمعهم كلهم هي (متعة كرة القدم) .

> وحينما أبديت استغرابي من ذلك الزحام والتزاحم الشديد قيل لي إن الذين يذهبون إلى ملعب الظرافي لمشاهدة المباريات هناك يفوق عددهم أضعاف هؤلاء، فما بالك بأولئك الموجودين في أماكن ومحافظات أخرى .

> إن عشق وحب الجمهور اليمني لكرة القدم يثير الإعجاب وهو إن ترك ملاعبنا المحلية فإنما ذلك احتجاجا على ضعف وتدني مستوى فرقنا وبطولاتنا الداخلية، لكن كيف له أن يترك بطولة مثل كأس العالم حيث المتعة والإثارة تتحدث عن نفسها بفخر وزهو .

> جماهيرنا العاشقة لكرة القدم لم تستسلم لـ (احتكار التشفير)، بل ذهبت تبحث عن طرائق وأساليب أخرى لمشاهدة مباريات كأس العالم، إما عبر الشاشات العامة أو من خلال قنوات فضائية مفتوحة في أقمار اصطناعية مختلفة، غير (عرب سات) و (نـيل سات) .

> كل هذه الجماهير الغفيرة تحتشد أمام الشاشات الكبيرة في الأماكن العامة، ومباريات المونديال العالمي الـ (18) ما زالت في جولتها الأولى ولم تدخل بعد مرحلة التنافس الحقيقي، والمنتخب البرازيلي الذهبي البطل لم يبدأ رحلة الدفاع عن لقبه (سيلعب اليوم) ولقاءات الكبار ما زالت قادمة، وبالتأكيد سترتفع أعداد الحشود أضعافاً مضاعفة مع دخول النهائيات أدوارها الحاسمة، حيث ستصل المتعة والإثارة إلى أوج قمتها.

> تحية لمن فكر وعمل على إقامة الشاشات العامة، وتحية أكبر لجمهورنا اليمني الذي استطاع كسر (احتكار التشفير) وأصر على أن يستمتع بـ (مونديال ألمانيا) رغم أنف (التشفير) .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى