أيــام الأيــام..شغل مجانين؟!

> أحمد محسن أحمد:

>
أحمد محسن أحمد
أحمد محسن أحمد
قصة المجانين في اليمن قصة عجيبة .. وتثير الاستغراب! .. ونقصد بالمجانين ذلك النوع من الذين يتقمصون ملابس وهيئات الجنون (المجنانة) وهم بعيدون عن حالة المجانين الحقيقية .. والمجانين الحقيقيون أصبحوا في نعيم حالاتهم النفسية التي فرضتها عليهم ظروفهم وحالات قهر أودت بهم إلى فقدان التوازن .. فهاموا في الأرض بدون وعي أو إدراك .. لكن نحن بصدد المجانين الذين يمثلون الجنون ويتقمصون هيئة المساكين الذين فرضت عليهم قسراً حالات الجنون! .. قصة المجانين بالكذب أصبحت مكشوفة عند المواطن في يمننا الحبيب .. فأي جنون هذا الذي يجعل صاحبه منضبطاً في دوام محدد .. يعني هناك مجنون في شارع معين تراه من الساعة كذا حتى الساعة كذا .. ومن ثم تجد أن هناك من استلم منه المكان؟ .. وأي جنون هذا الذي ترى صاحبه في إحدى جولات عدن في وقت معين تأتي سيارة (من إياهم) وترمي كيس القمامة في برميل القمامة الذي وضع في مكان خال من السكان ولا تجد فيه كيس قمامة لأن هذا البرميل وضع في منطقة شبه صحراوية ولا أحد يتوقع أن يستقبل أي أكياس قمامة .. بل لم نشاهد سيارة البلدية تمر على هذا البرميل .. لكن في الساعة المحددة نجد المجنون الذي (ماسك زام) في ذلك الموقع يتحرك ويتجه نحو برميل (الكدافة) ويستلم المعلوم! أي شغل (جناني) هذا؟! فعلاً شغل جنان سخيف؟! .. لأن الناس من زمن بعيد تعرف هذه (المهرة) الهبلى؟! .. بس السؤال المحير في هذا الأمر .. من هي الجهة أو الجهات المنظمة لهذا الشغل؟! ومن هو المسؤول (المجنون) الكبير عن هذا الجهاز المنظم لهذا الشغل ؟! .. ما الجدوى من هذا الشغل في عصر وجدت فيه فنون وأساليب جديدة لجمع المعلومات؟!

حتى العمل الاستخباري الذي برعت فيه كبرى الدول لم تعد تتعامل بالأساليب التقليدية والبدائية؟!

أم أن أصحابنا وصاحبنا رئيس جهاز المجانين قرأ ما كتب عن شيخوخة أكبر جهاز استخباري في العالم والذي أصيب بتصدع وإهمال ورتابة عندما اعتمد على الوسائل التقنية الحديثة وتجاهل الأساليب التقليدية .. يعني أن هذا الجهاز الجبار في العالم وقع فريسة الآلة التي حلت محل الإنسان .. فوجد من يُفشل ويقسط أساليب هذه الآلة الاستخباراتية ويجعلها في وضع مريب ومختل؟!

فخرج خبراء هذا الجهاز الاستخباري العالمي ينظرون ويطالبون بالعودة إلى الأساليب الاستخبارية عبر البشر (راجع كتاب CROSSING THE RUBICON عبور نهر الريبكون .. هذا الكتاب الذي عرضته صحيفة روز اليوسف المصرية في حلقات عديدة) .. لكن قصة العودة إلى البشر للعمل في هذا المجال لا تعني تكرار الأساليب المكشوفة والمعروفة التي عفى عليها الزمن .. فالخبراء الذين كشفوا عن سقوط الإمبراطورية الاستخبارية العظمى وضعوا لها أساليب جديدة .. بل وقاموا بنقل جزء كبير من شغلها عبر تقنية وأرضية جديدة .. للعمل وفق مناخ استخباري جديد .. يعني لم يقل واحد من الخبراء بأن صورة شغل المجنانة والمجانين هي الأجدى والأفضل لتحسين وتطوير هذا العمل.. رغم أننا نمقت هذا المجال و(نكرهه كره العمى) .. وعندما نتحدث عنه فإننا نريد للجهاز أو كبير المجانين أن يعي جيداً بأن الناس بحاجة لتلك الصرفيات والبعثرات و(النفش) الذي يصرف وتهدر فيها أموال طائلة .. والناس في أمس الحاجة إليها!

فالصرف الذي يتم على واحد من المجانين ليس بالقليل وإلا من هو هذا المجنون بالكذب الذي يقبل على نفسه ما نشاهده من أساليب وحركات لا يمكن لإنسان (مجنون) أقصد عاقل يقبلها .. وبعضها تكشف صاحبها .. ففي نوبة الصباح يظهر في شارع معين متسخ وثيابه مهلهلة وفيها أوساخ الدنيا كلها .. لكنه يظهر في شارع آخر .. شبه عار .. والعياذ بالله؟! .. يعني هذا جنون اصطناعي .. وإلا أيش يا كبير المجانين؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى