باعشير يحث على الوحدة الإسلامية بعد الافراج عنه

> جاكرتا «الأيام» أحمد سوكارسونو :

>
ابو بكر باعشير
ابو بكر باعشير
غادر رجل الدين الاندونيسي المتشدد ابو بكر باعشير سجنه في جاكرتا أمس الأربعاء بعد ان قضى فترة حبسه في اتهامات بصلاته بالتفجيرات التي وقعت في جزيرة بالي السياحية عام 2002 ودعا انصاره لتوحيد صفوفهم بهدف نشر الشريعة الإسلامية.

وقال جون هاوارد رئيس وزراء استراليا إن ملايين من مواطنيه سيشعرون باستياء شديد ازاء الافراج عنه وقال متحدث باسم السفارة الأمريكية إن هناك ما يدعو للقلق.

وقال باعشير مبتسما لدى خروجه من السجن بعمامته البيضاء التقليدية "فلنعزز الأخوة الاسلامية. إننا نقوي وحدتنا لغرض واحد... هو الشريعة الإسلامية."

وأضاف أنه يمكن انقاذ اندونيسيا ودول اخرى "أحدق بها الظلام" بالتمسك بالتعاليم الإسلامية.

وكان باعشير محاطا بأنصاره الذين هتفوا قائلين "الله أكبر" قبل دخوله حافلة صغيرة سوداء اللون لبدء رحلة طويلة إلى مدرسته الإسلامية التي كانت توصف بانها "الرابطة التنظيرية" للمتشددين.

وأدين باعشير الذي يعتبره الغرب الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية ذات الصلة بتنظيم القاعدة بالاشتراك في مؤامرة كانت وراء تفجيرات بالي التي قتل فيها 202 شخص العديد منهم من السياح الاستراليين.

وتلقي السلطات في جنوب شرق اسيا وفي الغرب باللوم على الجماعة الإسلامية في الهجمات على المنتجع الاندونيسي وهجمات أخرى,وكان المئات ينتظرون خارج السجن لاستقبال باعشير.

وقال ايب سوهيرمان (37 عاما) العضو في مجلس المجاهدين الاندونيسي الذي ينتمي له باعشير "نحن مستعدون للدفاع عنه حتى النهاية."

لكن على الجانب الآخر من السجن قال بائع الخبز خير الدين "انه متطرف جدا,أخشى من وجود هذا العدد الكبير من الناس هنا اليوم. اخشى من الفوضى."

وفي استراليا قال هاوارد للبرلمان "اريد ان يفهم (الساسة في اندونيسيا) منى ونيابة عن الحكومة مدى الاحباط والاستياء الذي سيشعر به ملايين الأستراليين بسبب الافراج عنه."

وقال برايان ديجان الذي كان ابنه جوش أحد 88 قتيلا استراليا في تفجيرات بالي لشبكة تلفزيون سكاي "رجل الدين تلقى عقابا لا يتناسب مع جريمته",واضاف "باعشير يمثل لنا ما يمثله أسامة بن لادن للامريكيين."

وفي جاكرتا قال ماكس كواك المتحدث باسم السفارة الأمريكية "عندما صدر الحكم على باعشير في مارس آذار من العام الماضي شعرنا باستياء شديد من ان شخصا مدانا في مؤامرة شريرة يحصل على حكم بفترة سجن قصيرة إلى هذا الحد."

ووصف كواك فترة العقوبة بانها مصدر قلق لكنه اضاف إن الأمر يرجع لاندونيسيا في تفسير قوانينها.

ويقول بعض المحللين إن المتشددين قد ينتهزون فرص الافراج عن باعشير لانعاش الجماعة الإسلامية التي تقول الشرطة انها أصبحت تفتقر للسيطرة المركزية إذ انفصلت فصائل عنها واصبحت تعمل بمفردها.

وقال اندي ويدجاجانتو "الاعتقاد السائد بين قوات الأمن هو ان الافراج (عن باعشير) قد يدعم خطوات توحيد الجماعة الممزقة."

لكن نيك دودر مدير شركة هيل اند اسوشيتس لإدارة المخاطر قال لرويترز "أعتقد ان نفوذه لم يعد بالقوة التي كان عليها."

واعتقل باعشير بعد فترة وجيزة من تفجيرات بالي عام 2002 في اتهامات أخرى ثم أمضى 18 شهرا في السجن في اتهامات تتعلق بمخالفة قوانين الهجرة بعد رفض اتهامات له بالخيانة.

وأعادت الشرطة اعتقاله للاشتباه في صلته بتفجيرات بالي لدى مغادرته السجن في ابريل نيسان عام 2004. وأصدرت محكمة حكما عليه بالسجن لمدة 30 شهرا لمشاركته في مؤامرة كانت وراء التفجيرات لكن تم تخفيف العقوبة بضعة أشهر فيما بعد بسبب حسن السير والسلوك.

وينفي رجل الدين البالغ من العمر 67 عاما والذي وصف ابن لادن بانه محارب إسلامي حقيقي ارتكاب أي مخالفات ويصر على أن الجماعة الإسلامية لا وجود لها.

وبعد إطلاق سراحه بدأ باعشير رحلة تستغرق 12 ساعة بالسيارة إلى مدرسة إسلامية شارك في تأسيسها قرب مدينة سولو على مسافة نحو 480 كيلومترا من جاكرتا.

والعديد من خريجي المدرسة يقضون فترات حبس في اتهامات تتعلق بالإرهاب,ووصفت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات ومقرها بروكسل المدرسة بانها "رابطة تنظيرية" للمتشددين.

ويقول المسؤولون إنه على الرغم من القبض على 300 شخص للاشتباه في انتهاكهم قوانين مكافحة الإرهاب إلا ان الجماعات التي تمارس العنف مازالت تشكل خطرا في اندونيسيا وهي ارخبيل مكون من 17 الف جزيرة يقطنها 220 مليون نسمة وأكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان.

(شارك في التغطية تيلي ناتاليا وجيري نورتون في جاكرتا وميشيل نيكولز في كانبيرا) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى