الجفري و(مبادرة ميونخ) والحملة المسعورة

> علي الكثيري:

>
علي الكثيري
علي الكثيري
(لكم دينكم الشيطاني ولنا وحدتنا) .. (ماذا يريد الجفري من اليمن والسعودية..؟) .. تحت هذا (العنوان) طالعتنا إحدى الصحف الصادرة الأسبوع الفارط، بـ (مقالة) - وما هي بمقالة - تضمنت على امتداد صفحة كاملة من صفحاتها، سيلاً جارفاً من البذاءات والتصورات الزائفة والمختلقة، والاتهامات الهوجاء المبتذلة، استهدفت بشكل مباشر زعامة وطنية بقامة السيد عبدالرحمن علي بن محمد الجفري، رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي)، ورامت النيل من مكانته وحضوره الوطني الفاعل والمتفرد على الساحة السياسية اليمنية، وتعاظم ألق دوره في مضمار الفاعلية السياسية الهادفة النجاة بالوطن من مخاطر الانهيار الراعب، والانعطاف به إلى مرافئ الاستقرار والنماء وصولاً إلى إرساء مداميك انطلاقته النهضوية المأمولة.

إنني في مقامي هذا، أربأ بنفسي عن الخوض في مستنقع تلك البذاءات الطافحة ليقيني بأن نقاء هذه الزعامة السياسية وعلو مقامها ووطنيتها، أعظم من أن تمسها مثل هذه الحملات الطائشة التي تنضح قبحاً ودناءة، لكن ما يلزمني الواجب تناوله في هذا الحيز من هذه الصحيفة الغراء هو التأكيد على حقيقة أن تلك (الحملة) المشينة، إنما كانت رداً هستيرياً على مضامين مبادرة (بلاغ ميونخ) التي أطلقها السيد عبدالرحمن علي الجفري، رئيس حزب الرابطة (رأي) من مشفاه بمدينة ميونخ الألمانية مطلع شهر يونيو الجاري، وهي مضامين حملت في طياتها رؤية وطنية ناضجة وحكيمة لسبل الانعتاق بالوطن من دوامة أزمته الشاملة المستحكمة، فكانت بالفعل رؤية مايزة وفارقة في ساحة سياسية ضاجة بصخب التعاطي مع القشور والقضايا الفرعية والهامشية، الأمر الذي استفز بعض القوى المهيمنة التي تعتقد أن من مصلحتها إغراق الوطن في أتون مثل ذلك الصخب، وتشويه وإخراس كل صوت يحمل رؤية جدية ناجعة لا تتعاطى مع مظاهر الأزمة وتجـلـيـاتـهـا، بـل مع منابعها وجذورها.

نعم، لقد أعلن السيد عبدالرحمن الجفري من خلال بلاغه (إبراء ذمة وعهد على مواصلة المسير) أعلن مبادرة تفتح الباب المأمون للخروج بالوطن من أزمته، فالقضية ليست (أن يرشح فخامة الرئيس نفسه لدورة أخرى أم لا.. ولا أن تغير اللجنة العليا للانتخابات.. أو أن تتقاسم اللجان بهذه الطريقة أو تلك.. بل إن المهم أن نتوافق أولاً حول تحقيق إصلاحات شاملة، نصون بها الوطن أرضا وإنساناً..)، لذلك فإن ما تشهده الساحة اليوم من ضجيج (قد ابتعد بها عن الأسباب الموضوعية للقضية الوطنية إلى قضايا فرعية أو إلى آليات وأدوات مهما كانت أهميتها لا يجب أن تحل محل القضايا الأساسية)، ونحسب أن وطنياً حقيقياً ومخلصاً وصادقاً مع ربه وبلاده وشعبه، لن يشهد لهذه المبادرة إلا بالنجاعة والنضوج والمسؤولية، ولن يشهد لصاحبها إلا بالحكمة والوطنية والصدق، أما المقتاتون على مآسي البلاد وعذابات العباد وتشظيات الجسد الوطني وجراحه النازفة، فسيكون وقعها -المبادرة- عليهم مرعباً ولا عجب عندئذ في أن تأخذهم العزة بالإثم ليطلقوا العنان لجنون حملاتهم الإعلامية الخاسرة.

إن ما لا يمكن التشكيك فيه هو أن السيد عبدالرحمن الجفري أشهر من نار على علم، لا يمكن لأحد أن يجهل حسبه ونسبه، وهو يقف اليوم على رأس مدرسة سياسية وطنية عريقة كان إعلانها قبل أكثر من ستة وخمسين عاماً بمثابة التفتق الأول للحركة الوطنية اليمنية وظلت على مدار كل تلك العقود الزمنية المتواصلة حاملة بثبات لواء المشروع الوطني الوحدوي الديمقراطي، رغم حملات القمع والبطش والنفي والتشريد والتشويه التي تعرضت لها، لذلك فإن الحملات الإعلامية الجديدة لن تحصد غير الخيبة والخسران المبين.

والله الموفق من قبل ومن بعد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى