مع الأيــام..عن من أنتم مسؤولون؟!

> محمود ثابت مثنى المحامي:

>
محمود ثابت مثنى
محمود ثابت مثنى
سؤال يطرح نفسه تفرضه روابط الإسلام ولغة الإنسانية والشفقة والرحمة على الإنسان في كل مكان على وجه المعمورة، لا سيما في عدن التي شهدت في يوم الإثنين 12/6/2006م قبل منتصف الليل حادثاً مروعاً أسفر عن وفاة أحد عشر شخصاً جميعهم من أسرة واحدة معظمهم أطفال تراوحت أعمارهم بين العاشرة والخامسة عشرة، في أعمار الزهور.. أمهات.. أولاد وبنات عائلات كُنّ للقدر ناظرات!! نزلت الأقدار ووقعت الواقعة، وانطلقت الصيحات وارتفعت الأصوات فمات من مات!! وأشلاء داميات وبكاء وأنات.. فأين أنت أيها الإنسان؟! أين الجهات وأين الولاة يا من تتشدقون بالصالحات؟ أين الهيئات؟ أين الجماعات؟ أين حقوق الطفل والأمهات؟ أين الرحمة والشفقات؟ أسئلة بلا إجابات.. للإنسان المتحلل عن القيم المنغمس بحلل الزيف والنفاق.. مع الدعوات بالخيرات والبركات للجنود المجهولين الذين يعملون في السر والعلن، بالتخفيف من وقع الكارثة والمصاب الجلل لأسرة واحدة، منهم الذين هرعوا إلى موقع الحادث من مواطنين وعسكريين وموظفين وعمال مستشفى الجمهورية التعليمي وعمال مستشفى صابر ومحبي وأقرباء من أصيبوا في الحادث (الحافلة والمرسيدس) وكثير من الرحماء أصحاب القلوب الخاشعة والعيون الدامعة.. وصحيفة «الأيام» الغراء التي تشرفت بنقل الحادث أولاً بأول على واجهة صفحاتها البيضاء، ورغم ذلك ففي آذانهم وقر لا يسمعون.. أشخاص فاضت قلوبهم وأعينهم دماً ودمعاً دون أي معرفة لأحد الضحايا!! سائق سيارة شارك في إسعاف الضحايا يدعى طلعت ذرف الدموع عندما رأى الأطفال يموتون ويتألمون، وسائق تاكسي آخر كان بجانب المستشفى بكى بحرارة دون معرفته لأحد منهم، لكنهم جميعاً يعرفون من لا يضل من عرفه، يعرفون الله جل وعلا ويدركون روابط الإخاء في الدين.

أكتب والألم يقطع في قلبي وعقلي ووجداني وجميع حواسي، فعذراً إن أخفقت تعبيراتي، وأتساءل أين جهات الاختصاص المسؤولة عن الإنسان؟ أين مسؤولو محافظة عدن؟ أين المحافظ، أين نائبه، أين وكلاؤه؟ أين أنت أيها المسؤول هل لك أطفال ونساء أم أنت من عالم آخر؟

لم نسأل عنك لتعين شخصاً فالعون من الله جل وعلا، بل نسأل وأنت معنا هل أديت واجبك بالاطمئنان على ضحايا حادث مروع وغاية في الصعوبة؟.. دماء وضحايا وأنات ودمعات .. فأين أنتم يا مسؤولي عدن واليمن؟ أحد عشر قبراً ولا تزال غرف الإنعاش والعناية المركزة تمتلئ بالضحايا .. ولا تزال الدماء تنزف .. فالواجب يحتم على الجميع القيام به. ونسأل الله أن لا يري أحدكم مكروهاً في من يحب.

والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى