صراع الأراضي .. بين الهجوم والدفاع

> شفيع محمد العبد:

>
شفيع محمد العبد
شفيع محمد العبد
الصراع على الأراضي والتسابق بين (المنتصرين) للفوز بقطعة منها أصبح العنوان الرئيس لوضع ما بعد حرب 94م.. وبالتأكيد فإن المحافظات الجنوبية هي الملعب الرئيس والوحيد الذي يحتضن مثل هكذا صراعات.. بينما الغلابى والمطحونون من أبنائها لا يملكون سوى (الفرجة) والحسرة والندامة.

حملت لنا صحيفة «الأيام» خلال الأيام الماضية أخباراً عن حادثتي صراع على أراض في محافظة شبوة، وبالطبع فإن المتنفذين وأصحاب القرار غالباً ما يكونون طرفاً في مثل هذه الصراعات و(المواطن) هو الطرف الآخر والحلقة الأضعف.

وذلك ما تجسد في قيام محافظ (شبوة) بإعطاء توجيهاته لقوات أمنه بهدم سور أرضية للمواطن (الهمامي) وضمها إلى مساحة سور ديوان المحافظة، دون تعويضه التعويض العادل كما تنص على ذلك القوانين والأعراف الدولية ومن قبلها الشريعة الإسلامية.

الحادثة الثانية أطرافها سلطوية بحتة، حيث أقدمت قوات من الدفاع الجوي على استحداث سور لأرضية تقع بجانب سور نادي التضامن، وهي بمثابة حرم لسور النادي.

الفعل لم يعجب المحافظ كما هو لم يعجب المواطنين .. فأصدر المحافظ توجيهاته بإزالة ذلك البناء المستحدث، وهي للأمانة توجيهات حازت رضا أبناء المحافظة.. وبالفعل تم هدم وإزالة ما تم استحداثه.. ولكنها الفرحة التي لم تتم، حيث عاودت قوات الدفاع الجوي - التي ليس لها من عمل سوى البسط على الأراضي كما يبدو - البناء تحت حماية أمنية كثيفة، كما أنها رفضت الاستماع لرأي اللجنة المشكلة من المحافظة لحل الإشكالية القائمة أو حتى استقبالها، بل تم توجيه الأسلحة في وجوههم وإعادتهم أدراجهم.

تلكما حادثتان تحملان بين تفاصيلهما التناقض بعينه والكيل بمكيالين، ففي الأولى التي أحد أطرافها (مواطن) تحركت القوات الأمنية (ليلاً) وضمت أرضية (المسكين) لسور ديوان المحافظة دون تعويضه، بل وتمت ملاحقته ومطاردته وإغلاق معرض السيارات التابع له ومرابطة إحدى سيارات النجدة أمامه والأخرى أمام منزله، بينما في الثانية لم تتحرك قوات الأمن ولم تتم مطاردة الجاني، بل وعجزوا عن إيقاف العمل المستحدث.. وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام التساؤلات المشروعة من نوعية:

أين القوات بعددها وعتادها والتي لا تشاهد إلا إذا كان الأمر متعلقاً باعتقال ومطاردة الغلابى؟

في الأولى هجوم واعتداء على مواطن وحقه، وفي الثانية دفاع عن ملكية عامة، وبين الهجوم والدفاع تبقى المعاناة شاهداً على زور المواطنة المتساوية وما يدعون به.. بل وتنكشف الحقيقة عن (العسكر) بمختلف مسمياتهم من قوات أمن إلى دفاع جوي بأنهم من كوكب آخر، وتعجز أي قوة عن ردعهم وهم يبطشون ويبسطون.. ولك الله يا وطن وأنت يا مواطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى