> لقد مل الناس من شكل الخطاب الديني ومن مواضيعه المكررة التي تلقى على المنابر أو على شاشة التلفاز المحلي والاقليمي، لدرجة أن الحضور لصلاة الجمعة صار عادة وليس استفادة، وهي أداء ركعتي الجمعة فقط.

إن القائمين على إلقاء تلك الخطب ليس لهم هم سوى سرد بعض القصص والبطولات، وهذه المواضيع قد سمعها الناس كثيراً بوسائل مختلفة إما في خطب سابقة أو شاهدها الناس على شاشة التلفاز.

إننا بحاجة إلى تغيير هذا المفهوم لدى أئمة وخطباء المساجد والانتقال إلى مرحلة تتناسب وأوضاعنا الحالية. إن الحضور في المساجد بحاجة إلى خطاب ديني يغير من أسلوب تربية الشباب الذي بدأ يظهر بصورة غير مرضية لا تؤهلهم لبناء اليمن الجديد.. شباب يقلد الآخرين بكل مساوئهم.. نحتاج إلى خطبة أسبوعية تذكر مختلف شرائح المجتمع والقائمين على أقوات الناس بالخوف من الله أولاً، وأن الرقابة الداخلية يجب أن تعود للعمل من جديد بعدما ماتت طويلاً، والخوف من رقابة السلطة ثانياً.

لقد حان الوقت للتعامل مع أوضاع كثيرة من خلال منابر المساجد وشاشة التلفاز كالتربية والبناء والولاء لله ثم للوطن والتكافل الاجتماعي، وعدم التطرف والتشدد.

إن بعض الدعاة على المنابر في غفلة عما نحن فيه، ولقد ظل أحدهم من على المنبر يشرح للحضور الطريقة المثلى لنحر الجمال لأكثر من نصف ساعة، مع أن جزاراً محترفاً قد ينحر مائة من الجمال في وقت قصير.. فهل نحن بحاجة إلى مثل هذه الخطبة؟ أحد الدعاة المعروفين على مستوى الوطن العربي ظل يحاور في إحدى القنوات المعروفة ما نوعية الفاكهة التي قدمتها امرأة العزيز لنساء المدينة عندما حضرن لمشاهدة يوسف عليه السلام، هل الفاكهة حبحب أو تفاح أو برتقال أو..إلخ هل المستمع بحاجة إلى أن يعرف ما نوع الفاكهة التي قدمت؟ وما الفائدة من معرفتها؟

عندما تسأل نفسك أيها الحاضر إلى صلاة الجمعة أو المستمع إلى التلفاز وتجد مثل تلك الخطب والندوات تقول إن الواقع المعاصر وظروف الراحة ومتغيرات العصر ليست بحاجة إلى مثل تلك النوعية غير المفيدة. إننا بحاجة الى خطب وندوات تدعو إلى إصلاح المجتمع وإلى نبذ العنف والتطرف وعدم تكفير الآخرين ، وإلى بناء جيل جديد يعتمد عليه في بناء يمن الوحدة المباركة، وإلى استغلال الطاقة الموجودة على هذه الأرض الطيبة لصالح بناء الإنسان اليمني، الذي هو بحاجة إلى الاستقرار وعيش حياة آمنة وكريمة.

كلية التربية - جامعة عدن