الحوار وسيلة للتفاهم والاتفاق

> عمر وادي:

> تناولت وسائل الإعلام المحلية هذه الأيام بشكل أو بآخر حوارات سياسية وتنظيمية بين الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك حول الانتخابات الرئاسية والمحلية حالت دون تحقيق الحد الأدنى من المرونة في الحوارات، الأمر الذي أدى الى خلق رأي عام متأرجح بين القبول والتردد في أسلوب تلك الحوارات وكل طرف يتهم الطرف الآخر بإفشال الحوار مع إلصاق التهم بين الطرفين وأصبح الخلاف سيد الموقف.

إن أسلوب التعاطي مع هذا الحدث التاريخي الهام ينبغي أن يرافقه عنصر الإرادة والرغبة بين الأطراف من أجل الوصول إلى اتفاق، وأن هذا الاتفاق يقوم عادة على إبداء كل طرف بعض التنازلات التي لا تؤثر على أهداف كل طرف، وعلى المحاورين أن يعتبروا الحوار وسيلة للتفاهم والاتفاق لتحقيق مصالح مشتركة.

الحوار بحد ذاته علم له أسسه وأصوله، كما أنه فن يعتمد على المهارة والخبرة والقدرة والإمكانات، لذا فإن من يملك الجانب العلمي وحده لا يكون النجاح حليفه كمعارض وكذا الحال مع ذي الخبرة فقط، لأن الحوار يحتاج إلى ثقافة واسعة وتجارب وحسن استيعاب وسرعة إدراك وسلوك متحضر، لذا فإن الحوار ليس مجرد خطب وتصريحات ومقابلات ومؤتمرات، فالحوار أو التفاوض في عصر العلم والتكنولوجيا أصبح يعني شيئاً أكثر من الخطب.

والعلاقات الودية بين الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك ينبغي أن تؤدي دوراً كبيراً في إصلاح ذات البين وتدفع إلى التفاهم بمحبة وتقدير للمصلحة العامة، أما العداء فيدفع إلى الرفض والاتهام والتهديد والوعيد وربما إلى سوء الفهم والتفسير.

ومع احترامنا وتقديرنا لكل الجهود التي يبذلها الطرفان فإننا نضع ثقتنا الكاملة بهما، ونطالبهما بأن يضعا مصلحة الشعب اليمني فوق كل اعتبار وأن يتركا الخلافات الشخصية والحزبية جانباً لأن الهدف واحد والمصير مشترك والنتيجة يتحملها الشعب اليمني بأسره. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى