عن عدن ومينائها

> عمر محمد بن حليس:

>
عمر محمد بن حليس
عمر محمد بن حليس
كثر اللغط وازداد الهرج .. الوقت يمر والسنون تتابع.. والأعمار تتقدم .. قرارات (تتخذ) وأخرى (تنقض)! استبشر الناس خيراً بإرساء المناقصة على شركة (دبي) لإدارة وتشغيل المنطقة الحرة بعدن بغض النظر عما شابها من تداخلات.. أو تدخلات، أو ما أثير حولها من علامات استفهام.. كل ذلك لم يعد مهماً لدى المواطن هنا بقدر ما يهمه بدرجة رئيسة أن يرى عدن وميناءها العالمي (ثاني أكبر ميناء عالمي) يشتغل بكامل طاقته وقوته وسمعته وأكثر.. سفن ترسو وأخرى تبحر مغادرة.. حركة لا تتوقف على مدار الساعة .. الناس عندما يرون ذلك ويشعرون به ويلمسونه سيدركون ساعتئذ أن الخير بدأت بشائره تتدفق والثمار آتت (أُكُلها).

لأن الحالة التي وصل إليها الناس جعلتهم لا يهتمون فعلاً من الذي سيشغل الميناء. وعلى من سترسو المناقصة.. وكيف.. ولماذا؟!.. كل ذلك لا يهم الناس كثيراً لأنهم أصبحوا في وضع لا يحسدون عليه، كذلك الغريق الراجي من القشة إنقاذه!!

سمعنا كلاماً كثيراً.. وتصريحات أكثر عن أهمية هذا الميناء- بالنسبة للمدينة وسكانها -وانعكاس ذلك إيجاباً على اقتصاد البلد ككل للخروج به من حالة الركود والانزلاق التي يعيشها.

ورغم كل ما قيل إلا أن الأمور تسير باتجاهات غير واضحة المعالم!! لأسباب لا يعلمها إلا الله وحده ثم الراسخون في اتخاذ القرارات ومتابعة التنفيذ!!

ومسألة عدن ومينائها ليست (قراراً سياسياً) فقط يتخذ، إنما مسألة حقيقية وجادة لتهيئة (كل) الظروف لترجمة ذلك القرار.

إن ما دعاني إلى الكتابة هو ما نقلته هذه الصحيفة الغالية «الأيام» للقارئ والمواطن في عدد 7 يونيو 2006م على لسان توماس كراجسكي، السفير الأمريكي في صنعاء، الذي أكد على أهمية وجود الإدارة الجيدة .. والإدارة الجيدة التي يقصدها سعادة السفير بإمكانها أن تنقل الميناء والمنطقة الحرة من حالة الركود والتقهقر إلى حالة العمل الجاد الحقيقي، بشرط أن تعطى الصلاحيات الكاملة التي ستمكنها من ممارسة اختصاصاتها في العمل دون تأثير أو تقويض أو تدخل، طالما والمصلحة العليا للبلد ومواطنيه يقتضيان ذلك، لأن العائدات على اقتصادنا الوطني ستكون كبيرة ويؤكد عليها سعادة السفير «.. تحقيق عائدات بعشرة أضعاف العائدات التي تحققها المنطقة الحرة في جبل علي». وأعتقد أن هذا الكلام ليس عاطفياً ولا نرجسياً ولا هو ضرب من الخيال لأن (الناس) من (غيرنا طبعاً) يعرفون الأهمية التاريخية والمستقبلية لعدن ومينائها.

ومن هذا المنطق وللخروج من هكذا حالة فالإدارة الجيدة للميناء والمنطقة الحرة يجب أن تقترن بتحويل شعارات الإصلاحات ومحاربة الفساد من واقع الخطب والوعود إلى حيز الخطط وواقع التنفيذ والمراقبة، لنشعر (الآخرين) بأننا فعلاً جادون فيما نقوله ونعلنه، طالما (هم) بالمقابل على استعداد لمساعدتنا، إذ يقول سعادة السفير «.. لدينا الرغبة القوية للعمل معكم هنا في عدن وتحسين ظروف الناس..».

وخلاصة القول.. إن الوقت والظروف يحتمان على الحكومة اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة والسريعة فيما يخص عدن وميناءها .. علينا أن نصدق مع أنفسنا ومع الآخرين الذين يمدون أيديهم إلينا لمساعدتنا.. ونساعد ونؤهل أنفسنا لنعيد مجد وتاريخ بلدنا وأهلنا.. والله المستعان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى