مع الأيــام..(الاتفاق) لن يكون المشهد الأخير

> بدر سالمين باسنيد:

>
بدر سالمين باسنيد
بدر سالمين باسنيد
قرأنا أخبار (الاتفاق) الذي نشرته الصحف بين (الأطراف): الحزب الحاكم - كما يسمى - والمعارضة كما أسموها (المشترك),المواطنون - الأصفار التي وضعوها في شمال الرقم - وهم الأغلبية الساحقة لا تدري ماذا دار وكيف أداره هؤلاء الناس (الأطراف)، وحديثهم وخلافهم وصلحهم جرى حول مصير أمة.. أمة بكاملها غائبة عما يدور.. أمر لا تعرفه سياسة.. ولا شريعة.. ولا أصول للحكم والتحكم.

يا سادة.. هل تعتقدون حقاً أنكم قادرون على فرض المشهد الأخير في واقع هذه الأزمة التي تطحن الناس.. خاصة في الجنوب؟ يا سادة الحزب الاشتراكي، هل ترون في أنفسكم اليوم.. أنكم ما كنتم عليه.. وهل تمثلون الناس هنا في الجنوب..؟

لقد حصرتم كل ما حدث لنا في نزاع بينكم وبين المؤتمر الشعبي، وتحالفتم مع أعداء الأمس.. ونسيتم أنكم تخليتم عن قولكم بأن وحدة 22 مايو لم تتحقق، لأن اتفاق 22 مايو قد جرى الغدر به، وها أنتم اليوم تقبلون ليس باتفاق جديد، ولكن بأجندة جديدة وضعتها حرب 1994م.. اليوم تنقلبون مرة أخرى.. تنقلبون علينا نحن (الأصفار) التي وضعتموها في شمال رقم هذا البلد.. مسرحية سخيفة هذه التي جرت وعرضتموها مع المؤتمر وأحزاب المشترك.. مسرحية سخيفة.. وعرف خاتمتها الكثيرون منا.. وكانت تتكرر.. وتتكرر النهاية بهدية قطعة لحم.. ويكسب بطل المسرحية في كسب سكوت وصمت أبناء الجنوب والقبول بالهدية.. مقابل أرض وثروة الجنوب.. وهي مواضيع لم تكن أبداً في جداول نزاعاتكم وخلافاتكم .. أرضنا.

يا سادة.. واضح أنكم لم تكتفوا بما حدث بشأن اتفاقية الوحدة.. تلك الأسطر القليلة العدد، التي لم تذكر لا بين حروفها ولا خلف سطورها أي أمر أو شأن مما جرى الاختلاف عليه، اليوم تكررون في (اتفاقكم) مأساة الأمس، ونحن نخشى تكرارها.. وتشقون على الأمة، وتصيبون الناس بأذى هم عنه غافلون.

مرة أخرى لا شأن للكثيرين - بل للغالبية غير الحزبية- منا نحن الأصفار كما تنظرون إلينا.. لا شأن لنا باتفاقكم أو خلافكم، فالأمر الذي يعنينا اليوم لا يزال خارج أجنداتكم.. والله ما كنت لأقول هذا.. إلا لأني أشعر بثقة بأنكم تضعونا اليوم في بطن سمك قرش ضخم.. سوف يبتلع لحومكم ولن ينجو من فكه وأنيابه إلا الأقارب المقربون.

يا سادة.. لا انتخابات في ظل وضع متدهور.. ولا انتخابات قبل أن تصلح قضية الجنوب، وحقوقنا كاملة.. لا انتخابات قبل أن يتم صلاح الوضع.. ويعرف كل مواطن موضعه ومكانه في هذه الدولة.. نحن لسنا أصفاراً في الشمال.. الناس ليسوا رعايا، وقد انتهى عهد العبيد.. اذكروا التاريخ القريب.. وتلك الوقائع لا يمكن أن تتكرر ونصبح مهاجرين وغرباء في مدننا وعلى أرضنا .. ونحن نقول لكم إن أصفارنا تحول أرقامكم إلى أعداد حقيقية وليست أعداداً وهمية كما تبين الوقائع.. التي لا يجب أن تغفلوها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى