الرئيس: الحديث عن السلطة ليس مسرحية سياسية أو غزل سياسي

> صنعاء «الأيام» متابعات:

>
فخامة الرئيس علي عبدالله صالح
فخامة الرئيس علي عبدالله صالح
تتواصل اليوم الخميس أعمال المؤتمر الاستثنائي للمؤتمر الشعبي العام الذي كان من المقرر انعقاده ليوم واحد لاختيار مرشح المؤتمر الشعبي للانتخابات الرئاسية المقبلة,وفي المؤتمر الاستثنائي الذي افتتح أعماله أمس ألقى فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام كلمة جدد فيها تأكيده عدم الترشح للانتخابات الرئاسية، وقال:«إن الحديث عن السلطة ليس مسرحية سياسية أو غزل سياسي معكم كمؤتمريين أو مع الشعب، ولكن لأضع الشعب اليمني أمام مسئولية تاريخية بكل فئاته وقواه السياسية، وهذه ليست مسرحية أبدا».

وأضاف الأخ الرئيس: «عندما أتحدث معكم عن عدم رغبتي في الترشح فذلك ليس مسرحية سياسية، وانما أتحدث من منطلق المسئولية، وأملي أن يقف المؤتمر أمام هذا الموضوع وأهم القضايا التي عقد من أجلها بمسئولية تاريخية في هذه الحقبة من تاريخ شعبنا»، مؤكدا أن اليمن غني برجاله المخلصين والشجعان والأكفاء وصناع التاريخ.

وقال ان هذا الحدث التاريخي الهام يأتي امتدادا للنهج الذي ارسينا قواعده جميعاً منذ 28 عاما مضت والمرتكز على الأخذ بالخيار الديمقراطي الحر, وترسيخ النهج الديمقراطي والتعددية السياسية في وطن الثاني والعشرين من مايو".

واضاف قائلا "اسمحوا لي ان اتوجه بالتحية المخلصة لكل ابناء الشعب اليمني قاطبة بمختلف توجهاتهم السياسية على الثقة التي منحوني اياها وآزروني بها خلال 28 عاما مضت, ولا اريد هنا الحديث عن ما تم انجازه خلال هذه الفترة, ولكن نترك ذلك للتاريخ لاستعراضه لأن ما تحقق ملموس على الساحة اليمنية على كافة الاصعدة وفي مختلف المجالات التنموية والسياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها".

وتابع قائلا " ان كل ذلك تحقق بفضل من الله سبحانه وتعالى وتعاون الرجال المخلصين الشرفاء في مختلف مؤسسات الدولة البرلمانية والشوروية والتنفيذية ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسة القوات المسلحة والامن الباسلة, وتآزر والتفاف الشعب اليمني قاطبة".

وأوضح ان تلك الإنجازات تعد بمثابة إنجاز لكل اليمنيين الشرفاء المخلصين.. مضيفا أن هذا انجاز شرفاء ورجال عاهدوا الله ان يكونوا مخلصين لهذا الوطن فتحققت على يديهم تلك الإنجازات العظيمة رغم الظروف الصعبة والخطيرة التي كان يمر بها الوطن.

وخاطب رئيس الجمهورية المؤتمر قائلا " أمامكم مشوار طويل ينتظره الشعب لتحقيق المزيد من الإنجازات .. وقال" أتت إلينا السلطة ولم نسع إليها في ظل ظروف صعبة وصراعات مستمرة ونزيف دام بين الشطرين.. وهذا لا يدركه البعض ويعتقدون أن الطريق كانت مفروشة بالورود.. وهذا للتذكير كيف كان الماضي وكيف كانت المخاطر التي تحيط بالثورة والجمهورية والنظام السياسي وما تبع ذلك بعد إعادة تحقيق وحدة الوطن المباركة من مؤامرات وما حدث من سفك للدماء وهدر للمال العام" .

وأضاف "لقد عملنا بكل جدية وإخلاص مع كل الشرفاء لإعادة بناء الدولة اليمنية الحديثة وترسيخ الوحدة الوطنية بعد احداث فتنة صيف 94 حيث كان الاقتصاد الوطني على حافة الهاوية و(على البلاط) وكانت مؤسسات الدولة شبه مشلولة, وعملنا على إعادة هيكلة مؤسسات الدولة وبناء الاقتصاد الوطني من الصفر منذ عام 1994م وحتى اليوم".

وتابع فخامته قائلا " السلطة مغرم وليست كما يعتقد البعض مغنم, والسلطة نضعها أمام شعبنا ليتحمل مسؤوليته في الاطر الديمقراطية في اطار التبادل السلمي للسلطة وهذا خيار شعبنا الوطني.

وقال" انتهى عهد الانقلابات والمؤامرات والاستقواء بالخارج, ولنحتكم جميعاً الى الشعب، باعتباره مصدر السلطات وفقا للدستور ومبادئ واهداف الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر واكتوبر".

وخاطب الرئيس أعضاء المؤتمر قائلا" إن الحديث عن السلطة ليس مسرحية سياسية أوغزل سياسي معكم كمؤتمريين أو مع الشعب اليمني ولكن لأضع الشعب اليمني امام مسؤولية تاريخية بكل فئاته وقواه السياسية، وهذه ليست مسرحية ابداً, وحسمها ينبغي الا يكون عبر المظاهرات والمسيرات".

واردف قائلا "مضى 28 عاماً, فإن كنت قد توفقت فيها فهذا شيء جيد ,وان كنت قد أخفقت في بعض الاعمال فأطلب المسامحة من الشعب اليمني".

وقال "اتحدث معكم بثقة مطلقة وبأعصاب هادئة دون انفعال او فعل ورد فعل, لأضعكم أمام المسئولية, كونكم قيادات وطنية ومنتخبة تمثل هذه الامة سواء في مؤسسات الدولة المختلفة او في التنظيمات والاحزاب السياسية ومنها المؤتمر الشعبي العام ويثق فيها الشعب سواءً من خلال المجالس المحلية أو من خلال البرلمان أو من خلال منظمات المجتمع المدني".

واستطرد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام قائلا " نحن لم نعقد هذا المؤتمر العام الاستثنائي كمسرحية للخروج ببيان ختامي، ولكن ليقف المؤتمر وكل أبناء الشعب اليمني أمام مسئولية تاريخية لتسمية مرشح المؤتمر الشعبي العام للاستحقاق الديمقراطي الرئاسي القادم .

وقال "أنا لست مريضا ولست عاجزا عن تحمل المسئولية, ورغم انني تمكنت من تأسيس لبنات قوية للنهوض المنشود للشعب اليمني وإيجاد تنمية شاملة وبناء الدولة اليمنية الحديثة و إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ومعالجة قضايا الحدود مع دول الجوار, إلا انني ارغب الآن أن أسلم السلطة سلميا للشعب اليمني".

جانب من عضوات المؤتمر الشعبي في المؤتمر الاستثنائي
جانب من عضوات المؤتمر الشعبي في المؤتمر الاستثنائي
واضاف قائلا " عندما أتحدث معكم عن عدم رغبتي في الترشح فذلك ليس مسرحية سياسية, وإنما أتحدث من منطلق المسئولية, واملي ان يقف المؤتمر امام هذا الموضوع وأهم القضايا التي عقد من أجلها بمسئولية تاريخية في هذه الحقبة من تاريخ شعبنا".. معربا عن ثقته في ان هذا المؤتمر الاستثنائي سيناقش بحرية وبشفافية مطلقة مستقبل اليمن وليس مستقبل الرئيس علي عبدالله صالح.. مؤكداً أن اليمن غني برجاله المخلصين والشجعان والأكفاء وصناع التاريخ.

وقال الرئيس "إن الشعب اليمني غني برجاله المخلصين الأكفاء, وقد أبلغت الأمين العام للمؤتمر وحذرت من أي مسرحية سياسية, فأنا أرفضها تماما, وأقول إن الشعب اليمني يتحمل مسؤوليته التاريخية, كمؤتمر شعبي عام وتنظيمات واحزاب سياسية ، فالشعب اليمني هو حزب الاحزاب وفوق الجميع" .

واكد ان البلد مستقر والأمن مستتب والاوضاع افضل مما كانت عليه في السابق, وليس هناك قلق لا على مسيرة الوحدة ولا على الديمقراطية ولا على مسيرة التنمية.

وقال " لهذا ينبغي ان يتم تبادل السلطة سلميا وبطرق ديمقراطية حرة .. وانا لن اترك السلطة واقول " يا انا يا الطوفان " بل سأتمسك بحقي الدستوري الى ان يتم انتخاب رئيس للدولة, وسبق ان ابلغتكم قبل 11 شهرا واربعة ايام انني سأتخلى عن السلطة, وهذه ليست مفاجأة لا لكم كمؤتمرين ولا للشعب اليمني على الاطلاق, حيث سبق وابلغتكم قبل 11 شهرا واربعة ايام بانني لن ارشح نفسي للرئاسة وسأتخلى عن السلطة واسلمها للشعب, ولم يكن الامر مفاجئا لكم أو لاحد".

وقال فخامته" اليمن اليوم غير اليمن بالأمس, حيث كانت المخاطر تحدق بالبلاد وتهدد حاضرها ومستقبلها في الماضي نتيجة عدم اكتمال بناء مؤسسات الدولة, ولهذا فأنا واثق اليوم في ظل وجود مؤسسات الدولة المختلفة ستسير السفينة الى شاطئ الآمان ان شاء الله ".. واعرب فخامة الرئيس عن تقديره البالغ للمشاعر الفياضة التي عبر عنها اعضاء المؤتمر وابناء الشعب اليمني قاطبة وثقتهم التي منحوه اياها سابقا و اليوم .. متمنيا في ختام كلمته لاعمال هذا المؤتمر الاستثنائي التوفيق والنجاح.

بعد ذلك تحولت أعمال المؤتمر إلى جلسة مغلقة, حيث فتح باب النقاش الديمقراطي وتحدث عدد من الاخوة والاخوات اعضاء المؤتمر في نقاشات ديمقراطية مفتوحة جسدت حقيقة الممارسة الديمقراطية التي آمن بها المؤتمر وجسدها داخل صفوفه ومع الآخرين.

وقد عبر المتحدثون عن آرائهم بكل شفافية ووضوح ازاء موضوع تسمية مرشح المؤتمر الشعبي العام للانتخابات الرئاسية القادمة في ضوء قرار المؤتمر العام السابع المنعقد في مدينة عدن وما عبرت عنه قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام في مختلف التكوينات القيادية والقاعدية وعبرت عنه جماهير الشعب بمختلف فعالياته السياسية والاجتماعية ومؤسساته وما تقتضيه مصلحة الوطن وتأمين مسار مستقبله ومستقبل أجياله.

وأكدت النقاشات والآراء المطروحة من قبل الاخوة والاخوات اعضاء المؤتمر الشعبي العام على ضرورة ان يستجيب الرئيس علي عبدالله صالح الى ما عبرت عنه قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام وانصاره وما عبرت عنه جماهير الشعب بمختلف فعالياته السياسية والاجتماعية ومؤسسات المجتمع في التخلي عن رغبته بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة لما تقتضيه مصلحة الوطن وباعتباره ليس ملكاً لنفسه وإنما ملك للوطن الذي اعطاه الرئيس علي عبدالله صالح الكثير من جهده وعطائه وحقق له الكثير من المنجزات والمكاسب والمكانة الاقليمية والدولية الرفيعة.

هذا وقد أقر المؤتمرالاستثنائي للمؤتمر الشعبي العام رفع جلسته أمس واستئناف النقاشات حول موضوع مرشح المؤتمر الشعبي العام للانتخابات الرئاسية القادمة في الساعة التاسعة من صباح اليوم الخميس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى