حديث نجم أوروجواي مع الحكم وجه أكبر صدمة للمنتخب البرازيلي في التاريخ

> مونتيفيديو «الأيام الرياضي» د.ب.أ:

> رغم مرور أكثر من نصف قرن ما زالت المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 1950 في شيلي عالقة في أذهان الكثيرين من عشاق الساحرة المستديرة وما زالت ذكرياتها تلقى رواجا كبيرا بين الكثيرين. ففي هذه المباراة النهائية تغلب منتخب أوروجواي على نظيره البرازيلي 2/1 ليتوج أبناء أوروجواي باللقب الثاني في تاريخهم بعد لقب البطولة الاولى التي استضافتها بلادهم وفازت بها عام 1930. وفي هذه المباراة النهائية الخالدة سجل هدفي منتخب أوروجواي اللاعبان ألسيدس غيجيا وخوان ألبرتو سكيافينو. ولكن النجم الحقيقي للفريق كان قائده أوبدوليو خاسينتو فاريلا.

ونجح نجم خط الوسط فاريلا أو "الزعيم الاسود" كما لقبه زملاؤه في فرض رغبته وعزيمته الصلبة في المباراة النهائية أمام المنتخب البرازيلي صاحب الارض على استاد ماراكانا الشهير بريو دي جانيرو.

وكان المنتخب البرازيلي في حاجة إلى نقطة التعادل فقط ليحرز اللقب ويفوز بالكأس التي كانت تحمل اسم الفرنسي جول ريميه.

وبدا الفريق في طريقه بالفعل للفوز بالكأس حيث كان البادئ بالتسجيل بالهدف الذي أحرزه فرياكا بعد دقائق قليلة من الشوط الثاني اثر انتهاء الشوط الاول بالتعادل السلبي.

ولكن الهدف الذي بدا وكأنه جاء من تسلل للاعب فرياكا لم ينل من عزيمة الضيوف. وقد فاجأ فاريلا الجميع وأمسك بالكرة واتجه نحو الحكم حيث دخل معه في نقاش حاد. وقال فاريلا للصحفي أنطونيو بيبو من أوروجواي عام 1989 "الحقيقة أنني رأيت حامل الراية وهو يرفع رايته. ولكنه أنزل الراية بالطبع مباشرة خشية التعرض للقتل".

وقد وردت هذه العبارة أيضا في كتاب نشر في مونتيفيديو بأوروجواي عام 2000 . وأوضح فاريلا "الجميع في الاستاد وجهوا لي الاهانات ولكنني لم أكن خائفا.

وإذا كنت قد نجحت في التعامل مع مثل هذه الصراعات في الاستادات التي لا تحيطها الاسوار وفي مواقف حياة أو موت فلماذا أخشى اللعب على هذا الاستاد الذي كنا نتمتع فيه بالحماية؟ وكنت أدرك ما أفعله؟".

وبعد الانتهاء من حديثه مع الحكم والذي قد يكون الاطول له مع الحكام في مسيرته مع اللعبة أسقط فاريلا الكرة على الارض وقال لزملائه بثبات "حسنا لقد انتهى الامر. وعلينا الآن أن نهزم هؤلاء (اليابانيين) وهو المصطلح الذي كان يستخدمه فاريلا للاشارة إلى أي لاعبين أجانب". وقال فاريلا "كان مجرد موقف.

وإذا لعبنا 99 مرة فقد نخسر جميع المباريات. إنها كرة القدم التي تحفل بالغرائب والتطورات غير المتوقعة والامور التي يغيب عنها المنطق والعقلانية". وكشف فاريلا عن المشاكل التي واجهها الفريق خلال فترة الاعداد للبطولة. وقال "كنا على وشك عدم المشاركة في البطولة على الاطلاق.

وكان لدينا شعور قوي بأن مسيرتنا في البطولة لن تكون سهلة.

واعتقد معظمنا بأن فرصتنا منعدمة في المنافسة. وعندما أفكر في الامر أشعر بأنني لست متأكدا تماما من مشاركتنا في البطولة بأفضل فريق ممكن لنا آنذاك".

وقال فاريلا "كانت هناك العديد من الصعاب أمامنا فقد وصلنا للمباراة النهائية للبطولة بعدما خضنا ثلاث مباريات فقط. كانت إحدى هذه المباريات أمام بوليفيا ولم تكن ضمن حساباتنا فقد كان المنتخب البوليفي فريقا ضعيفا وفزنا بالمباراة 8/صفر.

وتعادلنا بعد ذلك مع المنتخب الاسباني 2/2 بضربة حظ وبهدف سجلته بنفسي ثم فزنا على المنتخب السويدي 3/2". وأدلى فاريلا بمزيد من التفاصيل قائلا:

"كان المنتخب البرازيلي يسجل الاهداف عندما يرغب في ذلك. وكان أداؤه راقيا للغاية وممتعا للجماهير. وفي الحقيقية، أعتقد أن الجماهير كانت ترغب في تتويج المنتخب البرازيلي باللقب قبل مباراتنا في ختام البطولة لأنه لم تكن هناك مقارنة بين ما يقدمه المنتخب البرازيلي وما نفعله في منتخب أوروجواي".

وبالعودة إلى المباراة الختامية للبطولة، يؤكد "الزعيم الاسود" أن فريقه لعب أمام المنتخب البرازيلي في مايو على كأس ريو برانكو.

والفارق بين الفريقين لم يكن كبيرا. وخسرنا المباراة ولكننا أدركنا أن البرازيليين كرهوا الاسلوب الذي نؤدي به في المباراة خاصة فيما يتعلق بقوة الاداء والرقابة المكثفة والقوية التي فرضناها على لاعبي البرازيل والارتجال الذي ظهر علينا عندما كنا نهاجم". وكانت لدى فاريلا عادة التحدث كثيرا في أرض الملعب حيث ينظم ويحفز زملاءه.

وقال "ولذلك تحدثت مع زملائي كثيرا في غرفة خلع الملابس ثم في النفق المؤدي للملعب وأبلغتهم بأن يتعاملوا مع المباراة بهدوء وألا ينظروا للجماهير من حولهم في المدرجات. لان المباراة تجرى داخل الملعب تحت أقدامهم وليس في المدرجات".

وقال فاريلا "عندما أستعيد هذه الذكريات أشعر بالاقتناع أكثر من ذي قبل بأننا فزنا بالمباراة بعقولنا وليس بمهاراتنا. فقد احتوينا لاعبي البرازيل منذ البداية وجعلناهم يشعرون بالضغط في وسط الملعب وفي خط الدفاع.

وعندما كنا نستحوذ على الكرة كنا نستغل جيدا سرعة ألسيدس غيجيا في الناحية اليمنى وحيل خوليو بيريز وقدرات عمر ميجيز في تخطي لاعبي الفريق المنافس وهدوء خوان ألبرتو سكيافينو.. وأدى ذلك تدريجيا إلى أن أصبحت المباراة متكافئة كما كنت أريد".

أما باقي الرواية فهي معروفة. وقال فاريلا إنه شعر بأن البطولة كانت تتويجا للاعبين من مختلف الاعمار 24 و28 و30 عاما وأن الفريق حافظ على أفضل إنجاز في تاريخه علما بأن منتخب أوروجواي فاز بالميدالية الذهبية للعبة كرة القدم في دورتين أوليمبيتين في السنوات السابقة لهذه البطولة كما سبق وأن أحرز لقب كأس العالم الاولى 1930 . وكان منتخب أوروجواي اتخذ خلال البطولة من فندق بيساندو مقراً لاقامته.

وروى فاريلا كيف خرج الفريق بعد المباراة الختامية أمام البرازيل لقضاء وقت ممتع في كوباكابانا باستثناء فاريلا نفسه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى