فنلندا تتسلم رئاسة الاتحاد الاوروبي في ظروف صعبة

> هلسنكي «الأيام» غاييل برانشرو :

> تتسلم فنلندا في اول تموز/يوليو المقبل الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي في وقت عصيب بالنسبة لدول الاتحاد ال25 التي لم تتمكن بعد من اقرار دستورها والتي تتنازعها خلافات حول شروط التوسيع في المستقبل، والمحكومة عليها باجراء مساومات شاقة مع روسيا حول الطاقة.

وفي هذا الاطار، يجمع المراقبون والمسؤولون الفنلنديون على عدم توقع حدوث شيء مهم خلال فترة الرئاسة الفنلندية في النصف الثاني من السنة التي ستكون قصيرة جدا،كونها لا تتضمن الا اربعة اشهر من العمل الفعلي، بالنظر الى العطلة الصيفية وعطلة عيد الميلاد.

الا ان رئيس الوزراء الفنلندي ماتي فانهانن اعلن قبل اسبوع من التسلم والتسليم بين فيينا وهلسنكي انه "متفائل جدا".

وقال لوكالة فرانس برس "يقال باستمرار ان الاتحاد الاوروبي يمر في ازمة، الا انه ينهض في كل مرة. اننا مستعدون بشكل جيد. سنحاول ان نكون عمليين وبراغماتيين بقدر الامكان".

وقد تعهد الاوروبيون بانهاء مرحلة التفكير بالدستور الاوروبي الذي رفضه الناخبون الفرنسيون والهولنديون في 2005، بشكل تدريجي، الا انهم اتفقوا خصوصا على عدم الاتفاق على شيء قبل الانتخابات التشريعية في هولندا والانتخابات الرئاسية في فرنسا في 2007.

وهذا يعني عمليا ان اصلاح مؤسسات الاتحاد الاوروبي سوف ينتظر الى حين تتسلم فرنسا رئاسة الاتحاد الاوروبي في النصف الثاني من 2008، الامر الذي يثير استياء فنلندا التي تشكل جزءا من الدول الداعية الى برنامج زمني اكثر تحديدا.

وستصبح فنلندا الدولة ال16 في الاتحاد الاوروبي التي تصادق برلمانيا على الدستور الاوروبي في تشرين الاول/اكتوبر.

ويفترض ان يسمح الدستور بتسهيل عمل الاتحاد الاوروبي بعد توسيعه ليصبح 25 دولة في 2004، كما يسمح بضم مزيد من الدول في المستقبل.

وفنلندا مصممة على دفع دول الاتحاد الى نقاش معمق حول عمليات الانضمام المستقبلية، على امل التوصل الى قرار توافقي خلال القمة الاوروبية في كانون الاول/ديسمبر.

ومن المتوقع ان يحدد الاتحاد الاوروبي مفهوم "قدرة الاستيعاب" لديه دستوريا وسياسيا واقتصاديا.

وكانت الدول ال25 وافقت، بدفع من فرنسا ورغم تحفظ بريطانيا وفنلندا، على ان يكون لهذا المفهوم دورا مهما في اي عملية انضمام جديدة بعد انضمام بلغاريا ورومانيا.

الا ان ماتي فانهانن يرى انه "لا ينبغي تطبيق معايير جديدة على الدول المرشحة الى الانضمام. يجب ان تكون القوانين هي ذاتها بالنسبة الى الجميع".

ويفترض ان يتم انضمام رومانيا وبلغاريا الى الاتحاد في الاول من كانون الثاني/يناير 2007، الا اذا رات الدول الاعضاء في الخريف ان هذين البلدين غير مستعدين، وبالتالي ترجىء انضمامهما الى كانون الثاني/يناير 2008.

وستحاول فنلندا ايضا احراز تقدم في المفاوضات الحرجة المتعلقة بانضمام تركيا الى الاتحاد والتي يهددها رفض انقرة فتح مرافئها ومطاراتها امام السفن والطائرات القبرصية بموجب بروتوكول اتفاق وقعت عليه الدول ال25 التي ستجري عملية تقويم لتطبيق البروتوكول قبل نهاية هذه السنة.

ويقر فانهانن بان هذا الملف المرتبط بشكل وثيق بمشكلة استمرار تقسيم الجزيرة القبرصية "سيكون على الارجح الاكثر صعوبة خلال فترة الرئاسة".

كذلك تشكل علاقات الاتحاد مع روسيا ملفا آخر ثقيلا خلال فترة الرئاسة الفنلندية.

ويفترض ان يستبدل الاتحاد الاوروبي او يجدد اتفاق الشراكة والتعاون مع روسيا الذي ينتهي في 2007، وان يتوصل الى اتفاق حول تاشيرات الدخول للروس، وان يواصل الحوار الصعب معها حول الطاقة.

وستبحث هذه المسالة في قمة اوروبية مقررة في العشرين من تشرين الاول/اكتوبر في فنلندا في حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال فانهانن "اننا مدركون لاحتمال حصول مفاجآت على صعيد العلاقات الخارجية"، من دون ان يذكر الملف النووي الايراني، وهو ملف يقوم الاتحاد الاوروبي بالدور الاساسي فيه حتى الآن.

اما الاولويات الاخرى بالنسبة الى الرئاسة الفنلندية للاتحاد، فتتمثل في قضايا الشفافية والتحديث والتنافسية والبيئة، وهي مسائل في الامكان تحقيق نتائج ملموسة فيها قد تسمح بان يستعيد الاتحاد "شرعية شعبية" يحرص عليها رئيس الوزراء الفنلندي. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى