المحطة الأخيـرة..ماذا تنتظر البلاد من جيل (البراشيم)؟!

> عبدالهادي ناجي علي:

>
عبدالهادي ناجي علي
عبدالهادي ناجي علي
لاتزال ظاهرة الغش (البراشيم) تتفشى بصورة ملحوظة بحيث أصبح من الواجب أن تبادر كل الفعاليات في المجتمع اليمني بمناقشتها وتشخيص أسبابها والعمل على حلها بدلاً من أن ننتظر حتى تتحول إلى حق من الحقوق التي يجب أن تتوفر لمن يرتكبها بكل سهولة من دون قيود .

مع أن الغش أنواع إلا أن أخطره الغش في التعليم الذي هو منبع الرجال والعقول، فاستمرار ظاهرة الغش في التعليم عند الامتحانات النهائية يعتبر نذير شؤم للبلاد والعباد ولابد من التحرك السريع لمحاصرة الظاهرة والتضحية بالكثير من أجل القضاء عليها .

لأن بقاء الغش معناه أن الفساد باق فالغش جزء من الفساد وهو أعظم أنواع الفساد .

الامتحانات النهائية تكلف خزينة الدولة الملايين مع أن النتيجة في النهاية تخريج جيل لا يمكن أن يعتمد عليه في صناعة دبوس أو عود لتنظيف الأسنان من فضلات الطعام، فكيف نريده أن يبني دولة ويصنع مجداً ونباهي الآخرين به؟ مسألة تبكي وتضحك في آن واحد .

من خلال الزيارات لبعض المراكز الامتحانية ترى العجب العجاب، في مركز تجد الغش يمارس وكأنك في حصة دراسية عادية .

وترى أن هناك عوامل مهيأة لعملية الغش والبرشمة المنظمة يقودها أطراف المخيف فيها أن يتحول المعلم الملاحظ ورجل الأمن ورئيس اللجنة إلى عوامل مسهلة للغش ولا يمكن أن يقف في وجههم أحد ، بل المصيبة أن تجد أن بعض المراكز تتعرض لاقتحامات من أولياء أمور يريدون تسهيل الغش لأبنائهم وكأنهم يقدمون وجبة إفطار لهم نسوها في منازلهم فتبعوهم بها إلى قاعات الامتحانات .

في إحدى زيارات وزير التربية والتعليم لإحدى المديريات دخل قاعة امتحانية وكانت المادة اللغة الإنجليزية وإذ ببرشام يصل إلى يديه من النافذة فكان المنظر لافتاً عندما كانت الإجابة نموذجية وبخط معلم ومطبوع على كربون لأن آلات التصوير لم تصل إلى تلك المنطقة بعد، ضف إلى ذلك التجمهرات التي كانت تشاهد هنا وهناك والبعض منهم يحملون الأسلحة وكأنهم في معركة.

عملية الامتحانات صار من الواجب على الوزارة وعلى الدولة بشكل عام أن تقيمها تقييماً صحيحاً ومنطقياً ومن منطلق ماذا أنتجت اليمن بعد مرور 44 عاماً من عمر الثورة؟

هل هناك عقول مفكرة ومبتكرة؟ هل هناك برامج وتقنيات يمكن أن نضاهي بها العالم؟

نخاف أن يكون الجواب بعد كل تلك السنين أن اليمن لم تنتج سوى جيل غشاش ومبرشم وعقول خاوية لا تفكر إلا بساعتها ولا تنظر إلى المستقبل حتى من باب التطلع إلى التشبه بغيرنا بما لديهم من ايجابيات.

أخيراً التعليم هو باب النهوض والتطور والرقي، وهو السلاح الذي به سيقضى على الفساد والمفسدين لو صدقت النوايا.. فهل من تشمير السواعد ومن همة الرجال سيكون تصحيح مسار العملية التعليمية والتربوية؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى